اللّهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظُمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي
_______________________________كانت هبة بغرفتها تنظر من شرفتها للحديقة ببال غائب. منذ أن جاءت إلى هنا وهي تغلق على نفسها معانقة إحساسها بالعجز الذي يخنقها، عناق يغرز بقلبها شوكا وإحساسا سيئا.
كان آدم سوءا حل بها و لا يتركها، كان كزهرة قاتلة إلتصقت بها و لا تتركها. زهرة خدعتها بجمالها الهادئ لدرجة قطفها.
كان آدم لهبة ما كانت زهرة الشوكران لسقراط. زهرة خطيرة و مميتة. كيف لها أن لا تكون كذالك وهي ما كان يستعملها الإغريق لإعدام المجرمين و السياسيين و المعارضين؟
نبتة صغيرة و جميلة لدرجة أنها تستطيع التسميم حتى و إن تنشق الشخص رائحتها.
هبة تنشقت رائحته. لمست بشرته و تناولت آماله و كلماته و حبه من غير إعتدال. فكيف لها أن تبقى حية بعد كل هذا؟
لا يتركها تحيا...بل يستمر بتجريعها ذالك السم حتى بعد قتله لها.
لوحدها هبة تحاول التخلص من كل تلك السموم التي جرعها لها طيلة تلك السنوات. سما يسري بعقلها و يشله. سجينة هي، لكن ليس بمكان، بل بأفكار إستطاع غرسها بأعماق ذهنها.
هي الآن تواجه غضبا ينبع من طيبتها. غضبا ينبع من غباءها و حتى من كبريائها.
تهمس لها روحها أنه لم يفت الوقت بعد، أنها لا زالت كما هي. أنها لم تتغير. أن قلبها لم يسود و أنه لم يمت هو الآخر.
لكن كيف له أن لا يسود بكل تلك الافكار التي تملأ عقلها؟ بكل تلك الكوابيس التي تراها. بكل ذالك السم الذي يسري بها؟ كيف لروحها ان تبقى طيبة وهي تخطط بخبث؟ وهي قد فكرت بالقتل؟ ألم تحلم يوما أنها قتلت آدم؟ بيدها تلك التي غرست بها أزهار فريسيا بيضاء و زهرية في حدائق القصر؟ كيف لها أن تغرس رمزا للبراءة في أرض خصبة بواقعها ثم تسدد طعنات مميتة لإنسان في أحلامها؟
أي نوع من النساء أصبحت هي الآن؟ كيف يعقل شيئ كهذا؟
أكان والداها ليكونا مستاءين من حالها؟ أم كانا تفهموها؟ أحيانا، في لحظات من الوحدة القاتلة عندما تفقد هبة طريقها. تضع والديها أمامها بمخيلتها و تقول ماذا كانا سيوصياني؟ ما الذي كانا سينصحانني به؟
هذا التخيل لا يخرجها من حالتها ولا يريها طريقها لكنه يدفئ على الأقل قلبها اليتيم من كل شيئ. من أبوين، من أخ و حتى من زوج و حبيب.
ألم اليتيم كبير في هاته الدنيا.
هو كورقة لا تنتمي إلى اية شجرة. تسقط في كل مكان من دون أن ينقذها أحد، دون أن تنتمي لشخص. يأتي الريح ويأخذها من دون أن يسأل، يرحل بها لعوالم أخرى، وهي لا تستطيع الرفض. لا تستطيع المقاومة. بذرة أينما زرعتها لا تنبت. كيفما سقيتها لا تكبر.
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...