11_ اتصلت بك.

3.1K 155 43
                                    

اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت.
_

______________________________

منذ أن فتحت هبة عينيها و الهاتف يرن، رقم غير معروف كان السبب في إستيقاظها صباحا و تخليها عن هاتفها بغرفتها...

حتى و إن لم تكن تعرف الرقم فهي تعرف صاحبه، لأنه وبكل مرة كان يتصل بها كان يترك رسالة تهديدية.

لا تعرف هبة كيف استطاع آدم معرفة رقم هاتفها، لكنه فعل.

إتصل رقم آخر بها لكنها لم تجب، كانت متأكدة من أنه هو. هبة لا تريد سماع صوته أو حتى المخاطرة بذالك.

كانت بفترة نقاهة حساسة للغاية و شفائها كان مترهنا على إبتعادها منه بكل ما للكلمة من معنى.

اوقعت هبة قلمها من شرودها.

قامت بإستعادته و في إستقامتها أوقعت نظرها على المساحات الخضراء الكبيرة التي تتواجد أمامها، حديقة القصر كانت كبيرة لدرجة انها كانت تشبه الغابة.

انزلت هبة نظرها إلى الحاسوب الذي تضعه فوق ركبتيها، قبل أن تستمر بتقريرها. نعم. هبة قد قررت اليوم العمل من المنزل.

أساسا ما فائدتها في الشركة؟ فبين شرودها، مشاجراتها العديدة مع أمين وعدم استيعابها اغلبية ما يقال... كانت تحس بأنها ثقل أكثر منه مساعدة. لم تكن المرأة بحالة تؤهلها للعمل. خاصة بعد المضايقات التي تعرضت لها من طرف آدم.

سمعت هبة صوت فاطمة فرفعت رأسها.

كانت تتواجد أمامها مرافقة بمهدي و بحنان، عقدت هبة حاجبيها ووضعت الحاسوب فوق الطاولة لتنهض لإستقبالهم.

- أهلا بكما. قالت، اقترب منها مهدي مبتسما ثم سلم عليها، لتقوم حنان بعناقها والسلام عليها بدورها.

- كيف حالك ! لم نر بعضنا منذ مدة طويلة! قالت حنان بإبتسامة ساطعة.

- منذ أن تزوجت. قالت هبة بابتسامة حزينة. "وانتي ما اخباركي؟ متى اتيتي؟"

ابتسمت حنان ثم جلست بجانب هبة بينما مهدي كان يرسل رسالة ما في هاتفه.

- منذ يومين. جئت لأساعد بإستعدادات الزفاف.

كان شعر حنان قصيرا وأسودا. عيناها عسليتان كعيني مهدي، و بشرتها كانت سمراء قليلا، كانت طويلة ورقيقة. و ابتسامتها بيضاء ساحرة، كانت تذكرها بعارضات الازياء التي تراهن على المجلات.

جميلات و أنيقات...

لطالما انتبهت حنان لقوامها ورشاقتها، فعندما كانت هبة تأكل الطواجن والبريوات كالخنزيرة كانت حنان تلعب الرياضة وتحتسي الشوربات.

كانت تكبر هبة بسنة. لكن عندما نراهما، فأن العكس هو ما يبدو، عيناها مليئتان بالأمل و متلئلتان، ضحكتها سعيدة و روحها حيوية، بشرتها ناعمة وخالية من العيوب... كانت و لقول الحق بجمال لا يضاهى.

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن