15_لا تلمسها.

2.8K 201 68
                                    

اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى..
_______________________________

ظل هارون يمشي في مكتبه بخطوات متكررة، يحوم حول نفسه كأسد سجين في قفص. كان المكان يخنقه، من أين حل هذا ! من أين جاء؟

لم يوافق على هذا القرار لكنه مجبر عليه.

- ألن تخبرني ما خطبك؟ سأله أنيس بنبرة ضاحكة. "لازلت لا أصدق انها أقفلت الخط بوجهك ! "قال قبل أن يرتشف من من فنجان قهوته الحلوة رشفة أعادت لعقله مزاجه.

من بين الأشياء التي يحمد أنيس الله عليها هو هذا السائل الأسود اللذيذ. مع أنه يعرف أن نسبة الكافيين التي تسري بدمه أكثر من نسبة أي مادة أخرى إلا أنه لا يستطيع التوقف عنها.

هذا السائل الأسود المر خطيئته اللطيفة التي لن يتوب عنها.

ظل هارون صامتا. متذكرا محادثته مع هبة. محادثة مليئة بالشحنات الكهربائية.

إتصل بها أمس مساءا من بعد أيام من الغياب. سمع صوتها الدافئ و الهادئ الذي ينسل بكل مرة بأذينيه كموسيقى غريبة عليه.

"- ماذا هناك ؟ كانت قد سألته.

- آدم اتصل بي. قال هارون وهو ينظر الى المدينة العريقة، "يريد ان يقابلكي."

صمتت هبة و ظل هارون يسمع صوت تنفسها المتردد.

- لماذا؟

سألته أخيرا بصوت مرتجف. هبة كانت تعرف أن هارون ما كان سيخبرها بهذا لو لم يكن هناك داع فعلي له.

- يمضي على الأوراق إن أعطيته فرصة أخيرة للحديث. هذا ما قاله.

كان صوت هارون قاسيا وبعيدا كل البعد من أن يكون دافئا.

- انت لست مجبرة على لقاءه يمكنني حل الأمر لوحدي. أكمل الرجل حديثه.

- سألتقي به. بمكان محايد وبعيد عن الناس.

- لا! قال هارون بإندفاع

- و أنا أقول نعم!

مرر هارون يده في شعره و لعن داخله. كيف يمكن لذالك الوغد الإمضاء على أوراق الطلاق بالحديث معها فقط؟

قام هارون بحك لحيته غضبا! كان يتنفس بطريقة سريعة محاولا السيطرة على نفسه.

هارون يعرف عالم الأعمال. يعرف كل حيل الرجال الخبثاء. لذالك فهو واثق من أن هذا الاتفاق يخفي أمرا ما.

- يجب ان أحل الأمر لوحدي. أخبرته هبة ببال مشغول.

- حسنا. قال هارون بغضب. "سأمر لآخذك بعد ساعتين من القصر."

- لا أريدك أن تتدخل.

- عن ماذا تتحدثين ؟ استرينه لوحدك؟!

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن