26_أخبرك سري.

2.1K 150 48
                                    

اللهم اجعلنا من الشاكرين لآلائك، الصابرين على بلائك، الناصرين لأوليائك

___________________________


نزلت هبة الدرج بصمت ثم توقفت عند آخر درجة لتنزع حذائها أمام أنظار هارون المستغربة.

- مالذي تفعلينه؟

- أشك في أنك أحضرتني هنا لآكل فقط. رفعت هبة عينيها للرجل الواقف على بعد عدة درجات منها قبل ان تبتسم له ثم ترفع جلبابها قليلا وتتجه نحو البحر غير مبالية لما يحدث حولها.

- قد تتأذين. سمعته يقول بصوت جاد من ورائها.

- لماذا؟ استدارت نحوه تاركة شعرها يتمرجح حول كتفيها وبوجهها في مشهد مثير. ويدري هارون ان مجرد النزر اليها بهاته الطريقة كان اثما عظيما. لكن من قال ان هارون كان رجلا جيدا؟ من بين آثامه الكثيرة سيظل هذا أجملها.

إقترب الرجل منها من دون أن يترك عينيها المجرمتين بالنظر. حبا بالله، لم لا تضع نظارات شمسية وترحم عذابه.

- الشاطئ ليس كما يبدو عليه، هو ليس آمنا وتملأه قطع الزجاج وأشياء أخرى مؤذية.

نظرت هبة للشاطئ بنظرة طفولية قبل ان تترك وجهها يعبس بطريقة ظريفة.

- الشاطئ بريئ مما يوجد فيه. إن تأذيتُ فلن يكون بسببه بل بسبب من أذاه بترك أشياء كهاته عليه. ثم.... "هل يُغني الحذر عن القدر ؟" يا سيد أعمار؟

قامت بخطوة إلى الوراء وهي تنظر إليه لا أين هو تضع قدميها. وكاد قلب هارون ان يسقط ارضا. ذلك القلب الذي لا يدري هارون مكانه حتى !

حبا بالله لماذا كان الرجل مهووسا بهذا القدر بسلامتها؟

- عدم الحذر إختباءا وراء القدر تهور. عاتبها وهو يقترب منها، تتمرجح نظراته بين وجهه وبين قدميها.

أليس ما يقومان به الآن عين الجنون والتهور؟

- "إذا ما طمحت إلى غاية... لبست المنى وخلعت الحذر" اردفت بابتسامة جانبية غامضة.

لأنها معه اليوم لم تعد تخاف شيئا. لماذا الخوف وهذا آخر إستسلام لها معه؟

رباه ! ألمس الجنون لهاته الدرجة خطيئة لا تغفر؟

قفزت هبة إلى حجرة أخرى مستمرة بمشيها... متحدية لا كلمات هارون وحسب بل والشاطئ بأن يؤذي شخصا مثلها.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن