اللهم اجعلنا من الشاكرين لآلائك، الصابرين على بلائك، الناصرين لأوليائك.
_______________________________لم يفكر هارون كثيرا، فتح باب سيارته ووضعها على المقاعد الخلفية بعناية قبل أن يغلق الباب ثم يقودها إلى أقرب مستشفى، لكن حركة المرور كانت ضده اليوم، ككل شيئ في هاته الحياة.
كانت جميع الشوارع مليئة كما لو أنه يوم وطني.
ظل هارون يطلق الزامور على كل من وجد أمامه، ليشعل بذلك غضب السائقين، ليحمدوا الله أنه لم يدفعهم بسيارته. وسيفعل الرجل إن لم يتحركوا قريبا.
- اي...ن. سألته هبة بصوت ضعيف.
رمى لها هارون نظرة خاطفة، كانت المرأة تضع يدها فوق جبينها وكأنها تعاني من ألم حاد برأسها.
- سنصل إلى المشفى قريبا.
فتحت هبة عينيها عندما توقفت السيارة فجأة بمكان ما، حاولت النهوض لكن جسدها كان ضعيفا و
لا يسمح لها بذلك، آه لو أنها سمعت لفاطمة ولزوجة عمها. كل هذا حدث لأنها لم تكن تأكل جيدا.ثم، كيف لها ان تأكل مع كل هاته المشاكل؟ حصل لها نفس الأمر قبل عدة أيام بحديقة القصر، بينما كانت هبة تعتني بأزهارها سقطت مغمى عليها على الارض، لم تفهم هبة ما أصابها إلى أن وجدت وجه فاطمة فوقها ويدها تضرب خدها لتوقظها.
لا بد وأنها الأنيميا التي تطرق بابها مرة أخرى. فقد كان لهبة ماض وطيد مع نقص كريات الدم الحمراء بدمها، وبالحديث عن النقص فقد كان لديها ماض مع نقص في الفيتامينات أيضا...
أجل...
لقد كان لهبة ماض مع كل النواقص المعنوية والجسدية التي تأسس القاعدة الحياتية الطبيعية، وهاته الحياة الغير الطبيعية لم تكن لتكون طبيعية ولو قليلا مع العائلة التي تنتمي إليها.
ولأن النقص نظرية نفسية معقدة وأبحاث علمية مربكة لانهاية فإن إحساسه واقع لا محالة منه.
حقيقة لا مهرب منها.
يقال أننا قد ولدنا ناقصين، وبأن النقص قد وجد حتى يكون محفز الإنسان الدائم للإستمرار ولمناشده الكمال، لأن الانسان الذي يشعر بالإكتفاء سيتوقف عن التقدم نحو الأمام وسيمل.
ولعل الأمر في الحقيقة اكثر تعقيدا من كل هذا...
لربما...
النقص ليس متعلقا حقا بنفسية و بأفكار، برغبة أو حتى إختيار، لربما هو فطرة ربانية مغروسة فينا منذ الأزل، شيئ متعلق بالروح الناقصة التي تسكننا، تلك الروح الناقصة لا لأنها بعيدة عن نصفها الثاني الذي إشتق منها، بل لمعرفتها الحقة بأن هاته الدنيا ليست بمسكنها. أنها ليست غايتها وحتى أنها ليست سعادتها.
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...