17_ إلى أين؟

2.6K 136 68
                                    

اللَّهمَّ اكفِني بحلالِك عن حرامِك واغنِني بفضلِك عمَّن سواك

_______________________________

أنهى هارون إجتماعه، ثم توجه إلى مكتبه بخطوات واثقة وسريعة، لكن خطواته توقفت فجأة عندما وضع أنيس يده على كتفه وسأله بإستغراب.

- إلى أين بهاته الحال؟

- عن أية حال تتحدث؟ قال صديقه بهدوء مريب حتى أنه كان يبدو...

سعيدا؟

عيناه كانت تظهر ابتسامة خفية لم يرها أنيس بحياته. أزال الرجل يده من على كتف صديقه ثم وضعها على جانبيه، ناظرا إلى الرجل الواقف أمامه بتعجب غريب. كيف يتغير هذا الرجل من لحظة لأخرى هكذا و في رمشة عين؟ لا يعرف.

ألم ينهي الإجتماع بأوامر كالصاعقة و نظرات مهددة؟ ماذا حصل؟

كيف لأنيس أن يبقى عاقلا مع شخصياته المتناقضة لا يعرف هذا ايضا. انيس على وشك دخول مصح بسببه و هارون كان آخر من يعلم.

- ستصيبني بالجنون يا هذا!

- هل ستخبرني بمشكلتك أم أنك ستظل تلف وتدور ولا ترسي بمرسى؟

قام أنيس بحك جبهته وهو يحرك رأسك.

- اللهم إني أستغفرك و أطلب الصبر منك !

ترك هارون صديقه وأتم خطواته متجها نحو مكتبه و فاتحا دولابه باحثا عن بعض الأوراق.

- عماذا تبحث الآن؟ عن أي فريق ستلعب به ؟

لم يترك أنيس هذا الموضوع و لن يتركه ! هارون سيؤذي تلك المرأة و أنيس كان يخاف خالقه. يكفي المصائب التي يقومان بها.

إلى هنا وحسب. ليعد الرجل إلى رشده !

- لقد لعبت في فريقي منذ البداية. أجاب الرجل وهو ينظر إلى الأوراق الموجودة بالملف.

- لقد لعبت. لعبت لدرجة أنك وجدت نفسك في منتصف الملعب لوحدك. لا أنت في فرق الخصم ولا أنت في فريقك.

- لا تقل السخافات ! اجابه هارون بغضب وهو يتوقف عن قراءة المحتوى ليسقط نظرات قاتلة لصديقه.

- إن لم تترك تلك القضية. ستضيع يا هارون أنا أعلمك ! قال أنيس وهو يتقدم نحو الكرسي المقابل للمكتب ويضع يديه فوقه.

- لن أضيع. انا أعرف جيدا ما أقوم به !

- لايبدو لي أنك تعرف. والدليل؟ لقد طلبت مني تأجيل الموضوع لأربع أشهر ؟

- ماذا قالوا؟ قال هارون وهو يستقيم بجدية و يعقد حاجبيه.

- لا يمكن. لقد تم إرسال التقرير للجنة.

تبا! تبا! تبا!

-لا أفهم ؟ لماذا تريد تأجيله؟ و لماذا أربعة أشهر بالضبط؟

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن