رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي.
_______________________________بعد أسبوع:
كانت السيارة تتقدم في الممر كتقدم السحلفاة في الغابة، ولم يكن هذا التشبيه مجرد تشبيه، لقد دخلت هبة لتوها الغابة. حقا.
مكان مليئ بذئاب واسود كل همهم متى سينقضوا على غنائمهم.
كانت القاعدة بسيطة...
في هذا العالم...
إن لم تكن ذئبا كنت غنيمة. ولأن هبة لم تتعلم يوما كيف تكون ذئبة، ولم تتعلم المكر ولا الكره، النفاق والخبث... فقد سقطت مباشرة في خانة الغنيمة.
كانت أمل تجلس بجانبها، بينما عمها وزوجة عمها كانوا بالسيارة التي تتقدمهم، أمين لم يأت بسبب سفر عمل، غادر الرباط منذ يومين ولن يعود سوى قبل غدا مساءا.
الأعمال قبل كل شيئ. كان هذا هو شعاره.
تنهدت للمرة الألف وهي تلعب بحقيبتها الصغيرة.
كانت علاقتها بأمين تتشتت يوما بعد يوم، والفجوة التي قد خلقها بينهما تكبر أكثر وأكثر مع مرور الوقت. أصبح كل منهما الآن بضفة وكانت الضفتان بعيدتان لدرجة أنهما لا يريان سوى خيال الآخر.
لو أن لهبة الإختيار لكانت تركت أسهمها له. لكانت تركت كل شيئ له من دون تردد.
لكن أإزاحتها عن حقها الشرعي كليا سيفرحه حقا؟ أم أن غضبه اللانهائي سيستمر بالتآكل داخله لسنين أخرى؟ كلاهما يعرفان أن المشكلة لم تكن المال، بل فراغا أعمق من أن يَظهر. فراغا يحاول أمين ملأه بالأعمال.
لطالما تمنت هبة عيش حياة بعيدة عن كل هذا، منزل صغير أمام شاطئ البحر، عائلة بسيطة، زوج محب وصادق... ليس من الضروري أن يهديها طقم ألماس في عيد ميلادها الذي قد ذكرته به السكريتيرة، لكن... باقة من زهور السوسنة الزرقاء والبيضاء، يهديها لها مساءا عند عودته من العمل كانت ستكفيها وترسم ابتسامة على شفتيها لأشهر.
لم تختر هبة عائلتها ولا عالمها...
لم تختر أن تكون وحيدة بالرغم من كل هؤلاء الناس المحيطين بها، من كل هذا الإزدحام الذي يملأها، لم تختر كرههم لها ولم تختر حبها لهم بالرغم من معرفتها كل هذا...
سيمر كل هذا في يوم قريب، ستنظر المرأة خلفها بيوم من الأيام مبتسمة وفخورة حين سترى الجبال التي قد تسلقتها.
- سيدة الهادي؟
رفعت هبة رأسها لمنبع الصوت، فقط لترى السائق واقفا بجانبها، فاتحا الباب لها وداعيا إياها للنزول، وهذا ما فعلته هبة تحت أضواء المصورين وعزف الموسيقيين.
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...