30_ الهبوط

2.2K 132 52
                                    

اللّهم إنّي أسئلك حبك و حب من يُحبك و العمل الذي يبلّغني حبك

_______________________________

بعد شهر :

لم تعد الأمور كما كانت قبل منذ ذلك اليوم...

هم من ظنو أنهم تركو الماضي خلفهم وجدوه حاضرا معهم، يكبر في أحشائها مهددا بخروج قريب.

كان السر سينكشف عاجلا ام اجلا، لم تكن هبة لتستطيع اخفاءه أكثر من هذا، فهو من النوع الذي ينتفخ إن طال أكثر من أربعة أشهر، ينفضح لوحده وهو يصرخ صرخة طفل قادم.

أمين كعادته تعامل مع الوضع بعنف، كسر أول شيء يجده أمامه قبل ان يرسل سلسلة من اللعنات لآدم عن بعد ثم يخرج غاضبا من المنزل، أما الباقين فقد تعاملوا مع الأمر بهدوء.

كيفما كان قرارهم أو رؤيتهم للموضوع، لم يكن هذا ليغير الحقيقة التي يواجهونها اليوم ولم يكن ليغير من قرارها، ستحتفظ بهذا الطفل رغم كل المصاعب التي ستواجهها.

ورغم الطريق الجديدة التي يرسمها طفلها بحياتها.

طفلها الذي أحست أمس بأول حركة له.

كانت كرعشة رجاء تحركت بخجل، كلمسة تداعب جسدها من الداخل لتطبطب عليه، لتهدئه، لتخبره أن القادم أحلى معه. كان كالأمل الذي يولد من الحسرة، الحياة التي تخرج من الموت، البرائة التي تمحي السوء.

لطالما تمنت هبة بأن تصبح أما، لكنها قتلت هذا الحلم ما إن رأت الوجه الحقيقي لآدم، زرعت المرأة وسيلة لمنع الحمل بذراعها سرا...

قد يكون ما قامت به خطأ، لكنها كانت ترفض أن تجعل طفلا بريئا يشهد على جحيمها بل ويعانيه معها فوق هذا.

قتلت هبة تلك الأمنية ككل تلك الأشياء التي قد قتلتها بسببه... لكن خالقها قدر لها العكس، رغم كل حذرها، رغم كل تخطيطاتها، بالرغم من العوائق والمشاكل وإستحالة الحدث... أرادها خالقها أن تحقق رغبتها بالأمومة.

كان عمها قد سألها ما إذا كان آدم على علم بالأمر، ومتى تنوي إخباره؟ سؤاله ذلك كان مهما ومصيريا،  كيفما كان الحال، من حق آدم أن يعرف بالأمر، بأنه سيكون أبا، لكنها لم تكن مستعدة لهذا بعد.

شهر...

شهر بأكمله قد مضى على تلك الليلة التي قد عاشاها، على تلك الرقصة التي قد إستسلما لها وعلى ذلك الصمت الذي قد قال أكثر الأشياء أهمية وعمقا بحكايتهما.

كانت تلك الليلة النوتة الأولى لقصتهما..

الخطوات الأولى لعلاقتهما.

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن