18_حياة المرأة موت

2.2K 137 98
                                    

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلي
_

______________________________

استقبلتها عائلة عمها محمد بطريقة... كيف يمكنها أن تقول؟ لربما الكلمة التي تصفها بدقة كانت. "غريبة"

غريبة كوضع المرأة العربية في مجتمعنا. كيف يتغير وجودها بلمحة عين؟ كيف لقيمتها أن تقل أو تكبر فقط لوجود رجل بجانبها أو بعدمه، حتى وإن كان منحطا، وضيعا وغير محترم. كان وجوده يزيدها قيمة أمام الناس.

فهو يشعرهم انها تنتمي لنفس القالب، أنها منهم ومعهم. وإن كانت حزينة. وإن كانت تعيسة.

فهذا لا يهم. لإنه في مجتمعنا. نتفق على شعار واحد.

كوني من تكونينن لكن كونيه بجانب رجل.

كوني سعيدة أو تعيسة.

كوني ناجحة أو فاشلة.

كونيهم معه. لأن وجوده هو من وجودك كإنسان على هاته الأرض. و في هذا العالم الأعوج.

مجتمعنا سبب للمرأة إنفصاما أمديا. فداخلها وخارجها متناقضان. لا يلتقيان. ماتريده و ما تظهره شيئان غير متفقان.

إن خرجت عن القالب اُشيرت إليها الأصابع من كل ناحية.

لذالك صمتت.

وصبرت.

ماتت بعز شبابها.

ذبلت قبل أن تزهر حتى.

لأن حياتها موت كيفما كانت، فذبولها كان قدرا محتما بأراضي غابت عنها كل طاقة إيجابية و مواد غذائية.

المرأة زهرة سيئة الحظ. زهرة تموت بكل قرار. بكل قدر. إن ظلت عازبة تموت. إن تزوجت تموت وإن تطلقت...إن تطلقت كذالك.

أما إن ترملت، رميت بنفس خانات سابقاتها، لا خيار لها في مجتمعنا إلا من فضل الله منهن،  ووهبهن رجلا صالحا يساعدهن على تحقيق ذاتهن ويعمل فعليا وليس تمثيليا على إسعادها.

وهم بندارة الألماس الازرق موجودين. بل حتى أنهم بندرة زهرة الكادابول التي لم يستطع إيجادها و لا مشاهدتها سوى عدد قليل جدا من الناس. نادرة هي لدرجة أنها لا تعيش سوى ساعات معدودة،  لا تزهر إلا عند منتصف الليل و تفنى قبل بزوغ الفجر.

المحظوظون هم من وجدوها. من شاركوها لحظات إزهارها. و قليلوا الحظ هم من رضوا بما تبقى من أزهار مريضة، لأنها كل ما تبقى.

إختيارات ليست بإختيارات.

فالاختيار لا يمكنه أن يقع على موت أو موت.

و لأن الموت واحد فالطرق هي التي تختلف، و تبقى المرأة حائرتا عن أيها تختار.

لكن ماذا عن هبة؟ ماكان اختيارها من كل هذا؟ كم موتا اختارت؟

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن