رضيت باللّه ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمّد (ص) نبيًّا و رسولا
_____________________________________
بعد أسبوع:الرباط :
هناك معارك نقاتل فيها من دون معرفة سبب دخولنا إليها، هناك جراح تزين أجسادنا وقلوبنا وننسى من قام بها و متى قام بها حتى.
نحمل آثارا لا نعلم أنى لنا بها وماذا فعلنا لنستحقها.
وعند السؤال...
عند ساعة الشرح نخرس وكأننا سنتحدث لأول مرة بعد عمر بأكمله من البكم.
يشلنا الخوف.
الخوف من أن يتم الحكم علينا ظلما، الخوف من أن لا يتم فهمنا، أن لا يتم تفهمنا أيضا، الخوف من أن نجد أنفسنا وحيدين أمام جراحنا و عاهاتنا من دون ان يتم مد أي مساعدة كيفما كانت لنا.
تستذكر هبة يوم خرجت من هذا الباب الخشبي قبل أربعة سنوات محملة بإبتسامة واسعة تعكس أملها الكبير بالغد و مرتدية فستانها الأبيض المصمم خصيصا لها.
كيف كان ثوبها يترنح بفخر حول جسدها بكل خطوة تخطوها، كيف كان يراقص الحياة بجوارها، يعزف أمانيها و ينفخ بروحها نفحات من عبير السعادة المستقبلية و الحرية القريبة.
آه من ذلك الفستان الأبيض الذي خلق أحلاما كبيرة في قلوب الفتيات و النساء و الذي اهدرت بسببه أعداد لا تحصى من الحيوات. كم تليق به مقولة : "المتعة هي بالطريق التي نسلكها في سبيل ارتداءه، لا بعد ارتدائه"
بتلك الطريق يتم التعارف و إعطاء الوعود و تصديقها، بتلك الطريق نرسم بخيالنا مستقبلا جميلا ملائما لنا، نظن أننا سنكون مختلفين عن كل القصص التي نسمعها حولنا، نظن أن السعادة مرهونة بالحب الذي نكنه لبعضنا. انها مرهونة ببقائنا مع بعضنا.
نظن السعادة بسيطة بهذا القدر.
سهلة بهذا القدر.
لكن هيهات... لا شيئ من كل هذا يحصل بعد لف اللون الأبيض على الذات. يتغير الانسان ما إن يحصل على مراده، تتغير نظرته و تصرفاته ما إن يضمن تحقق خططه. تصبح المرأة بعد الزواج امرأة منتهية الصلاحية في نظره و كأن الثوب الأبيض حولها لمخلوقة غير قابلة للحب و الاحترام، مناسبة تماما للتحقير و للإهمال... و كأن الحصول عليها حلالا قام بتدمير قيمتها في السوق الإنسانية.
تتساءل هبة...
ما الذي يجعل الرجال يرغبون في الزواج ؟ في الحب ؟ في مشاركة الحياة بكل جوانبها مع امرأة ما ؟ أهي طبيعة سادية مشتركة ؟ سجن المرأة تحت إسم الزواج و تعذيبها تحت اسم الحب ؟ اهمالها تحت اسم الرجولة و ظلمها تحت اسم الشرع ؟
لماذا هذا التسابق نحو الأذية ؟ نحو قتل المشاعر الآدمية ؟ لماذا كل هاته اللامبالاة عند كسر الخواطر ؟ لماذا أصبحت المفردات تحرف حسب العادات و حسب الرغبات ؟
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romansa] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...