إستوقفني مشهد رأيته في مسلسل ( يوسف الصديق ) .. جعلني ذلك المشهد اُبحر في خيالي بعيداً .. تسائلت مع نفسي : هل زليخة زوجة العزيز أفضل منا ؟!
فبالرغم من كل المعاصي التي ارتكبتها تلك الإنسانة في شبابها ، وبالرغم من الأذى الذي ألحقته بنبي الله يوسف ( عليه السلام ) فإتهمته بالخيانة وأدخلته السجن عدة سنين .. لكنها حينما شعرت بالندم وحينما شعرت بأنها مذنبة من رأسها الى قدمها لم يمنعها عظيم الذنب ولا كثرة المعاصي من إعلان التوبة وطلب الرحمة والمغفرة !
وأما المشهد الذي إستوقفني للتأمل فلقد ظهرت فيه زليخة بعد - أن تقدم فيها العمر - تتسائل : كيف يمكنها أن تجعل يوسف ( عليه السلام ) راضياً عنها ؟!
حينها أجابت نفسها قائلة : يجب أن يرضى عني ربُّ يوسف أولاً !!
هنا دمعت عيناي واقشعر بدني حينما فكرت مباشرة بأن ( يوسف آل محمد ) الإمام المهدي " عليه السلام " قد يكون غير راضٍ عنا !
لقد وصلت زليخة الى نتيجة مفادها : بأنها وحتى تكسب رضا حبيبها يوسف فإنها يجب أن تُرضي رب يوسف وخالق يوسف وإله يوسف !
أتسائل : هل أرضينا رب الإمام المهدي " عليه السلام " حتى نطلب بعد ذلك رضا الإمام علينا؟
لماذا لا نأخذ من كلام " زليخة " عِبرة لنا ؟
فكثير هم الذين يتوقون بشوق نحو الإمام المهدي " عليه السلام " ويتمنون لُقياه ونصرته ويدعون الله دائماً أن يكون الإمام راضياً عنهم ومحباً لهم ..ولكن !؟ لا نراهم يسعون لكسب مرضاة الله أولاً !!
فأصبح رضا الإمام مجرد حلم يتمنون أن يتحقق دون أن يسعون الى تحقيق ذلك الحلم !
ولن يكسب الإنسان مرضاة إمام زمانه إذا لم يكسب مرضاة الرب العظيم والإله الجليل .
فالشاب أو الرجل الذي يعتبر نفسه مهدوي ومن المنتظرين لصاحب الأمر ومهيء لئن يكون جندي من جنود الإما م " عليه السلام " ما إن يتعرض لفتنة قوية أو تعرض عليه خطيئة حتى يبادر الى فعلها متناسياً إمام زمانه وحبه له !!
والنساء كذلك فهناك الكثير ممن يدعين إنهن محبات لإمام زمانهن ومتشوقات لرؤية نوره المبارك وو..
ونراهن في الحقيقة يلهثن خلف مشاهدة المسلسلات الساقطة والأزياء والموديلات !
وعندما يقول أحد لجميع هؤلاء بأنكم سوف لن تنالون نصرة الإمام عند ظهوره وسوف تكونون في صفوف المعادين والمبغضين له .. فسيغضبون وتثور ثائرتهم ويعودون لتكرار عبارة : نحن من محبي ولي الله الأعظم !!
نعود الآن الى " زليخة " ونسأل : هل كانت صادقة في حبها ليوسف ؟
والجواب يتضح لنا من تتبع أحداث قصتها مع ذلك النبي " عليه السلام " فبداية الحب كان شيطاني حينما أحبت جمال النبي يوسف ورجولته ولم تستطع تحمل ذلك الحب فحاولت أن تهب نفسها له رغم كونها متزوجة من رجل آخر !
وبعد ذلك .. تحول حب زليخة ليوسف من حب إمرأة لرجل الى حب إنسانة مؤمنة لرجل رباني هو نبي من أنبياء الله !
حينها فقط صارت تتسائل : كيف أرضي رب يوسف ؟
إذاً الواجب علينا أن نعشق إمامنا المهدي "عليه السلام " ليس لجماله الذي فاق جمال يوسف ، وليس لأجل صفاته الرائعة ، وليس لأنه ولي نعمتنا فقط !!
بل يجب أن نعشقه لأنه خليفة الله في أرضه ، وبقية الله الأعظم ، ووجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء .. وسنشعر حينها بأننا بحاجة الى طلب مرضاة الله سبحانه وتعالى بل سنطلبها بكل ما أوتينا من قوة ..
وعند ذلك نستطيع القول وبثقة تامة : نحن من المنتظرين لصاحب الأمر " عليه السلام " ومن العاشقين لطلعته البهية .رويدة الدعمي
أنت تقرأ
سنغدوا_رفاتا_ويبقى_الأثر سنبقى_رفاقا_ويبقى_الأثر
General Fictionسنغدوا_رفاتا_ويبقى_الأثر سنبقى_رفاقا_ويبقى_الأثر ليسَ كُل ماننشرُ لنا ولكنَ نحن نستفادُ وننشرُ لكم وفقكم الله