32- لما هذا العذاب؟

38 12 110
                                    

(بينما ساكورا تسير في ضواحي المدينة منفردة, مستمتعة و عاصية أمر شيرو. تسير في الأرجاء وحيدة ما بين مختلف أعمار الناس, تنظر يمينا و شمالا بابتسامة جلية تخلل قسمات وجهها, و إذا صوت أنين و عويل يتخلل مسامعها من العدم.)

(ألتفتت لتبحث عن الصوت, فإذا العجب كل العجب, فتحت عينيها زمردتين بشكل لا يصدق و انشقت شفتيها لما تراه.)

(لا يزال الأنين يطرش مسامعها إلا أن الناس يسيرون ذهابا و إيابا, يتخطوها و من يضحك و من يتكلم, غير مقترفين, و كأنها الوحيدة التي تسمع الصراخ.)

(أغمضت عينيها لبرهة ثم فتحتها لتتأكد أن هذا الصوت لا يوحي إليها, إلا أن الصوت قد علا و البشر يسيرون و السعادة تغمرهم.)

(القلق قد أطغى على ملامح ساكورا, محتارة تنظر يمينا و يسارا متتبعة أثر الصوت. أصبحت تسير باستعجال, حيث الصوت يرتفع,غير مبالية لطبيعتهم, مرتابة تلتفت هناك و تتجه هناك. سيرها و نظرتها و شحوب وجهها قد جذب الأنظار, و أخذوا من يشاهدوها يتهامسون. يحدقون بها مستغربين, بدت كالمجنون تركض هناك و هناك تتجه.)

(بينما ساكورا تهرع في حالة الذهول والذعر متتبعة الصوت, فإذا الصوت ينتهي بها في بداية فرع معزول و كأنه مهجور, لتلتقط رجلا محاصر امرأة و هذه المرأة تحاول أبعاده عنها بكل ما أوتيت من قوة و صوتها الباكي يستغيث.)

(وقفت ساكورا جنبا على ناحية هذا الفرع تلهث و العرق يهطل كالمطر. أطبقت حفني عينها الزمردتين لتسيطر على نفسها, و أتكئت رأسها على الحائط لتستعيد توازنها. )

(هبطت نحو الأرض مرهقة و لا تزال تلهث. لم تستطع قدميها أن يحملانها أكثر من الركض المتسرع.)

(بعد ثواني من جلوسها, ألقت نظرة من خلال الحائط و لكن المرأة لا تزال تصرخ و الرجل أمام المرأة يعيقها.)

ساكورا (ابتسامة باهتة): لم يلحظا وجودي.

(أخرجت الهاتف و بدأت تقلب بالقائمة)

ساكورا: أنا متأكدة بأن شيرو قد سجل هاتف أخيه في هاتفي بما أنه قد سجل هاتفه. سيد ياماتو سيد ياماتو.

(بينما الصراخ المفزع قد استولى على مسامع ساكورا, تقف و باستعجال تبحث في الهاتف و العرق يصب من جبينها و إذا أسم التقطته بملامحها الشاحبة "شقيق زوجي المستقبلي".)

(قد اعتادت على هرائات شيرو, لذا لم تتفاجأ بل ضغطت على الاسم و باستعجال لتتصل.)

ساكورا (بابتسامة باهتة): ياماتو

(أغمضت جفني عينيها المتلألئتين لتلتقط أنفاسها, رفعت يدها لتمسح الماء من جبينها و لتفتح عينيها تدريجيا فإذا يدها قد أفلتت الهاتف منذهلة من ما تراه و ما تسمعه.)

()-<>-()-<>-()-<>-()-<>-()

(ظلام حالك, لا نجوم تلمع و لا قمر منير. سواد قد خيم فجأة, من دون أن يطلب الإذن, ظلام هالك لا يعرف الرحمة و جدران خشبية محاطة بها من كل جانب. تنظر ساكورا يمينا و يسارا شاحبة من السواد الذي أطل عليها فجأة.)

الأميرة المنتظرة الجزء 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن