(انطبقت الجفنين المرتعشتين و تقشرت ملامح وجه ساكورا الأبيض كالثلج, اصطفت يديها مع جسدها المرتجف. شعرها الزهري الذي أصبح يحلق أشتاتا, خصلة بعد خصلة تطير إلى أعالي السماء لتلحقهم جديلتيها.)
(ذعر و توتر رهيب مع هواء عليل. صوت رنين ممتزج مع هواء بارد يهب في أذني ساكورا المرتعدتين العاريتين, و نسيم متجمد يلامس وجنتي ساكورا المتجمدتين المجعدتين.)
(قدمان تهبطان نحو الأرض مستسلمتان من دون مقاومة, و ريح باردة جافة تتخلل ثوبها الأحمر الصوفي من تحت.)
(على حين برهة و بسهولة, استقرت قدميها على الأرض من دون ألم يذكر. جسدها غير مستند على الأرض بل لا يزال يرفرف والهواء العليل يتخلله ما عدا جهتي الخصر اللتان فجأة أصبحتا دافئتين و مسندتين بطريقة ما.)
ساكورا (تتحدث في عقلها و بذعر): غريب, لم أتوقع أن السقوط على الأرض لا يألم و لا يكسر أضلاعي.
(توقفت عينيها عن الارتعاد و أطمأن جسدها . في راحة و هدوء أستقر شعرها على ظهرها لتدفئ أذني ساكورا المرتعدتين, و ملامحها المجعدة قد سكنت مطمئنة. لا تزال هناك بقايا من خصلات من شعرها متناثرة تلوح في السماء و جديلتيها متحركتين غير ثابتتين في مكانهما)
ساكورا (تفتح عينيها تدريجيا و في ذهنها تنطق): هل انتهى؟
(بينما عينيها تفتح تدريجيا لتلقط عينين بنيتين مألوفتين فاخرتين تحدقان بها)
(فتحت عينيها أكثر لتبدوان كالهلال متخلل باللون الزمرد المشع لترى وجه أبيض كالثلج محاط بشعر أسود كالليل يحدق بها بشفتيه المنشقتين.)
ساكورا (فتحت عينيها و في ذهنها أفكار مشوشة): شيرو.....أيعقل بأن هذا فخ قد نصب من قبله؟ لا مستحيل.... هناك حدود للمزاح.
(اتسعت عينيها و انشقت شفتيها مذهولة.)
(يقف شيرو أمامها مبادرها بابتسامته البلهاء, نظرت إلى الأسفل لترى يديه ممسكتان بخصريها. و إذا عينيها ترميان إلى الأرض لتفاجئ و تراها أرض بيضاء جرداء مستطيلة الشكل محدد بسور بارتفاع اثنان مليمتر. قدميها تقف أمام قدمي شيرو مستقرتان على هذه الأرض.)
شيرو (أبعد يده و السعادة تغمره): كالعادة..... فتاة سهلة المنال.
ساكورا (بعينيها الحاذقتين و بجدية): أين أنا؟ أجب من دون سخرية.
شيرو (بابتسامته البلهاء): تقفين على قمة البناية.
ساكورا (لا تزال نفس الملامح): لم أفهم؟
شيرو: حسنا, في الواقع لقد قفزت نحو شرفة منزلكِ و من هناك توجهت نحو هنا و بقفزة واحدة. (سعادة جلية تخلل قسمات وجهه) أليس هذا عظيما!
(استقرت عينيه على عينيها الملتهبتين اللتان تكادان تنفجران كالبركان)
شيرو (يتمتم منزعج): يبدو بأنني في مأزق حقيقي الآن!
أنت تقرأ
الأميرة المنتظرة الجزء 1
Roman d'amourمن بعد مضي عشرة سنوات على المجزرة الغامضة لم يترك خلفها دليل واحد و التي كان ضحيتها عائلة كاملة مكونة من أربعة أشخاص،منهم من عثر على جثته ما بين النيران محترقة و منهم من عثر على جثتها تطفو على البحر غارقة و منهم من عثر على جثتهما ما بين أطلاق النار...