•●||Part: 65||●•

240 35 340
                                    

الحياة أبواب متعددة للغاية ما تكاد تفتح باباً واحداً إلا و تظهر لك أبواب أخرى و وراء كلِّ بابٍ شيءٌ مختلف عن آخر منعطفات عديدةٌ تقود لمنحنيات لا تنتهي إلا عندما تغلق هذه الأبواب أمامك بقوة و النور حولك يتراجع و ينحسر بعيدا عنك لتأسرك ظلمة بصحبة آخر أنفاسك عندها تعرف أن وقتك سيتوقف في هذه اللحظة تدرك أن خطَّ حياتك قد قُطعَ منهياً آخرَ صوتِ نبضةٍ لقلبك.

حيث حلقت طيور نوارس بكل حرية باسطةً أجنحتها تعانق عنان السماء بصحبةِ النسيم العليل للبحر الذي تلامسه أمواجه بكل رقةٍ و هدوءٍ الرمال الذهبية لذلك الشاطئ تتلاعب مع حبات ذهب تلك بكل وداعة و لطافة خالقة مشهداً يرخي النفوس لراحة متداخلة بتلك الزرقة العذبة التي تأسر فناناً شغوفا بفرشاته و ألوانه منعزلا عن عالم و لم يكن يسمع صوى موسقى من سينفونية المحيط اللا متناهي ممتدا للآفاق واسعة.

على ذلك الشاطئ اجتمع حشد كبير من ناس يتدافعون فيما بينهم لرؤية ماذا يحدث هناك لكن ما يمنعهم من الاقتراب أكثر هو ذلك شريط الأصفر التي كتبت عليه عبارات تحذير بخط كبير أسود اللون لكن ما منعهم أكثر هُمْ ضباط الشرطة الذين يقفون قريباً من الشريط الأصفر ذاك بينما في وسط إجتمع ثلاثة من رجال شرطة الأعلى رتبة من الآخرين.

تنهد الأول بينما ينظر لشريكيه في تحقيق ليتحدث بكل طبيعية فهو معتاد على رؤية مشاهد كهذه يوميا فهذه طبيعة عمله: لقد فارق الحياة و على أغلب أنَّ سبب هو نزيفٌ شديد بسبب الجرح في صدره لكن لا أستطيع الجزم تماما لذا لندعهم ينقلون جثة للمركز الجنائي و لندع طبيب التشريح يعاين الجثة لتحقق من زمن الوفاة و السبب.

وقف مبعدا يديه اللتان ترتديان قفازات بيضاء عن تلك جثة ليلتفت نحو زميله الثاني الذي بادر بتحدث بفضول: لكن ألن يصعب تحديد زمن وفاة الجثة جرفتها مياة لهنا و برودة مياه ستشتت قدرتنا على معرفة زمن كما أننا لا تعلم كم بقية جثة قبل أن تجرف لهنا؟

صمت ليفكر قليلا بينما عيناه ترتكزان أكثر على جثة يعاينها ببصره الثاقب باحثا عما يشبع فضوله الآن لكن نظره توجه لشريكه الثالث الذي أردف قائلا: نزيف شديد لا أظنه سبب موت ضحية وحده إن دققت في منطقة صدر سترى أنَّ عظام صدره مكسورة و رجله اليمنا كذلك و يده اليمنى كذلك لذا هناك أكثر من سبب لوافة الضحية لكن أولا!

استقام بوقفته بعد ما كان جالسا قريبا من جثة يعاينها لينظر لزميليه في تحقيق قائلا: ليتمَّ نقل جثة أولاً لتشريح و ابحثوا في بيانات الشخص المتوفى لمعرفة جثة من هذا و سنستكمل بقية تحقيق في مركز شرطة!

•••

الآخر فتح فَاههُ لقول شيء لكن كلمات لم تخرج لحظة التي ضربه كاكاروتو بقدمه على كلتا قدميه ليستقطه أرضاً على صدره و يقفز عليه مثبتاً يديه خلف ظهره يمسكهما بيد واحد بينما اليد الأخرى امتدت لداخل قميصه تخرج مسدساً لتتسع ابتسامة كاكاروتو أكثر و يتحدث بصوت بارد خافت خال من احساس عكس ابتسامته تلك المتناقضة لنظراته الذابلة تلك قائلا: لا تعرف كم تمنيت لحظة التي أراك تعود من الموت مع أني كرهت هذا لكن يال حظي جميل أكنت حلما أو لا سأستمتع بأخذ ثأري منك يا ياكومو! أسمعني صوت صراخك العَذبَ!!

إِنْتِقـــــامُ الكَـــــراهيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن