زفر أيس بإنزعاج و قلب عينيه إلى النافذة بسبب الملل الذي إجتاحه بعد العشرين دقيقة التي قضاها و مازال يضيع دقائق بعدها في الجلوس في غرفة المعيشة، لماذا؟
لأن الفتاة إبنة فخامة الرئيس قد فتحت عينيها!
لقد نجت، لِما الجميع خاصةً عمه إد قلقٌ لهذه الدرجة و قدمه تهتز بلا توقف على الأرض؟!
و الأسوء أنه يجعلهم يجلسون جميعًا لإنتظار قدوم الطبيب، ما الفائدة؟!
بهذه الحجة نهض أيس عن الأريكة متجهًا نحو الدرج تحت نظرات الجميع، خطى أول خطوة فسمع ذلك الصوت بنبرةٍ تقارب الغضب
- إلى أين يا هذا؟!
تنهد أيس و أجاب دون أن ينظر إلى وجه إدوارد
- إلى غرفتي، أشعر بأن مزاجي مُعكر!
- أتدرك أن هناك فتاةً قد يودي بنا عدم نجاتها للنهاية؟!
همهم أيس و قد بدأ يقلق بعض الشيء ثم أردف
- كم الأمر مثيرٌ للشفقة! أتمنى لها الشفاء العاجل فأنا كذلك مريض و أفهم إحساسها
صعد درجةً أخرى ليسمع صوت إدوارد مجددًا بعد أن شعر أنه نهض من مكانه
- خطوةٌ إضافية تجعل منك رفيق السجينات
أغلق أيس عيناها بسخط و تنفس بغضب، فتح عينيه مجددًا و تراجع في خطواته ثم إلتفت ليعود لمكانه و قد تبعته نظرات إدوارد حتى جلس ليليه جلوس إدوارد الذي ما جاء يقوم به حتى سمع صوت قدوم الطبيب لذا عاد للنهوض و معه الجميع
إقترب منهم الطبيب بنظراتٍ غير مفسرة لكنها لا تدل على الخير أبدًا، تحدث أيس بسخريةٍ سابقًا الجميع
- إذًا، كيف حال إبنة الإمبراطور؟! هي بخير صحيح؟
- للأسف، لا
تلاشت معالم السخرية من وجه أيس و أخفض عينيه بغير تصديق، قال جون في محاولةٍ لإمتصاص صدمة أخواه و أيس لأن الصغيران ذهبا للنوم فهما يدرسان
- و هذا يعني؟!
تنهد الطبيب ثم تكلم
- جسديًا، هي بخير ولا تحتاج سوى لِما تحدثت عنه في
المرة السابقة لكن، بخصوص، عقلها، هي، صارت فاقدةً
للذاكرة
زفر إد بقوةٍ و عاد للجلوس على الأريكة ليخاطبه جون محاولًا تهدئته
- هون عليك إد، هذا ليس خطأك!
- ليس خطأي! طبعًا ليس خطأي! و ليس خطأي أني قررت الخروج و العودة متأخرًا ذلك اليوم،، طبعًا ليس خطأي!
- السيد جون معه الحق، لا علاقة للحادث بفقدانها لذاكرتها! -نظر الجميع نحو الطبيب الذي قال كلماته الغريبة ثم قرأ كل الإستغراب على وجوههم ليفسر- صحيح، فقدان الذاكرة تحفز بسبب الحادث لكن ليس بسبب ضربةٍ على الرأس، الدماغ عضو حي من أعضاء الإنسان، عضو يشعر بما يحدث حوله، هو عضو ذكي للغاية و عندما يتلقى الكثير من الصدمات، الألام، الخوف، القلق، التوتر، الغضب، البكاء الشديد، الخذلان و جل المشاعر السلبية الأخرى تجعله يتخد إجراءات خاصة ليحمي نفسه و الجسم من التلف و المرض و حتى الموت و يختلف هذا الإجراء من شخص إلى أخر حسب شدة الصدمات و قدرة تحمل الشخص و فقدان الذاكرة واحد من تلك الإجراءات، هذا إحتمال، أما الإحتمال الثاني فهو عدم قدرة عقلها على مواجهة الصدمة التي تلقتها عندما كادت السيارة أن تصطدم بها لذا...-تنهد الطبيب قليلًا ثم أكمل و هو يمسح عينيه ثم جبينه ثم غمس يده في شعره- بسبب موجة أدرينالين هائلة ها هي فاقدةٌ للذاكرة الآن، يمكن تشبيه الأمر بغرق الذكريات في الأدرينالين
حل القليل من الصمت إلى أن نهض إد عن الأريكة و إتجه إلى الطبيب ليسأل
- و كيف يمكننا معرفة أي منهما هو السبب؟
- إذا كان السبب هو صدمة الحادث فالأدرينالين سيزول تأثيره بعد مدة معتبرة قصيرة في الغالب، أما إذا كان إجراءً من الدماغ لحماية الجسم سببه رغبة العقل في التخلص من الماضي فهذا يتسبب في فترة غيبوبة للجسم حيث تترواح من بين يومين إلى أسبوع و فيها يحدد الدماغ هل يبقى على حاله أو يثبط أعصاب الذاكرة و يجعلها متناسية و يوقف عملها و تدخلها في كل ما هو قادم و عندها...
- يفقد الشخص ذكرياته أو بالأحرى يتناساها العقل و يُهملها لفترة
- لفترةٍ طويلة، قد لا تنتهي ربما، يعتمد الأمر على كم مرة ستواجه فيها أحداثًا أو أشخاصًا من الماضي
أكمل الطبيب بعد إدوارد ثم تبادلا النظرات حيث فهم إد
من الطبيب أن وضع الصغيرة هو الأول و أن الأمر ليس سهلًا لذا أغمض عينيه على صورة الطبيب الذي ينظر إليه بقلة حيلة و عاود فتحهما على منظر لونا التي كانت ممددةً و نائمةً بعمق بعد حقنة المهدئ الذي قدمها لها الطبيب فقد كانت مرتعبةً و لم يستطع السيطرة عليها
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...
