32_brad

2.2K 118 279
                                    

لمعلوماتكم، هذه أخر مرة ترى فيها ماريا المنزل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بينما تشير الساعة إلى التاسعة ليلًا و في الطريق المؤدي إلى الغابة كان أيس يقود سيارته نحو القصر و بجانبه تجلس لورا واضعةً رأسها على نافذة السيارة و تفكر، حسنًا، هي تعرف أنها مجرد كبش فداءٍ لشيءٍ ما فالزواج الذي يحدث بين أفراد العصابات الذين لم يسبق أن قابلوا بعض هو زواج لمصلحة إحدى العصابات أو كلاهما و هي لا تشعر بالرضى عن هذا و لكنها أيضًا غير قادرةٍ على التصرف عكس ما تُؤمر به، لا كلمة مسموعة للنساء هنا، الزعيمات هن النساء الوحيدات التي يتم الإستماع إليهم، أما إبنة زعيم فلا قيمة لهرائها

ضغط أيس على الفرامل، و يا لفرحته! لم تُبطئ السيارة البتة!

في البداية ظن أنه لم يضغط كفايةً و لكنه بعد كثيرٍ من المحاولات أدرك أن الفرامل بحق لا تعمل، تسارعت أنفاسه حينها و كاد يجن فعلًا و هو يضغط الفرامل بأقوى ما لديه و يسمع صراخ لورا التي تطلب منه فعل شيء لأنه يتجه إلى طريقٍ مسدود و لكنه كان عاجزًا، في ثواني قليلة إختلجته الكثير من المشاعر و الأسئلة أولها الخوف و كيف تعطلت الفرامل بينما صباحًا كانت تعمل بشكلٍ عادي؟! و لكن ذلك لم يعد يهم لأنه رغم سحبه لذراع السرعة إلا أن ذلك لم يمنع إصطدام السيارة

كانت ماريا و سوزان تتجولان بصمت بين أرجاء الحديقة التي تفوح منها رائحة التراب بعد تلك الأمطار الخفيفة التي هطلت في المساء و رغم ذلك كان الجو ساخنًا
- الجو حارٌ هذه الأيام
تحدثت سوزان لتكسر السكوت و تفتح الحديث مع ماريا التي أدركت هذا و لن تُنكر أنها أحبته لأن سوزان بحق إهتمت بها كثيرًا في الفترة الأخيرة، و لكنها أيضًا تتسأل داخلها بإستغراب عن كيف إنقلبت الأمور من ماريا التي تواسي سوزان إلى سوزان التي تواسي ماريا؟! إنه أمرٌ غريب بحق

إبتسمت ماريا قليلًا و أومأت لسوزان ثم رددت بهدوء
- الخريف غريب، تنزل فيه الأمطار و لكن الحرارة تبقى مرتفعةً دائمًا
- و تبقى المشكلة الأكبر في الملابس، أنا أكره فصل الخريف!
ضحكت ماريا بخفة و نقلت بصرها لخطواتها لتتعجب
- و لكن ذكرى ميلاد جاك في هذا الفصل!
- أكره جميع الأيام إلا السابع من سبتمبر، كما أني لا أعتقد أن الخريف سيءٌ لتلك الدرجة على الأقل نحن أفضل من روسيا و كندا، الثلوج طوال السنة أيضًا ليست جيدة
ردت سوزان بسرعة مسببةً ضحك ماريا عليها لأنها تراجعت عن كلامها ما إن أدلفت جاك في الموضوع مما إستدعى سوزي لتضحك بخفة بعد أن فهمت الأمر

بعد جولة الضحك تلك سألت ماريا قائلةً
- و لكن أليس الأمر غريبًا؟! أقصد، لماذا هذا الترتيب الغريب للفصول؟ الشهر الأول من فصل الشتاء هو الشهر
الأخير من السنة! و لماذا الصيف في وسط السنة؟
أمسكت سوزان رأسها و لوحت بيدها أمام وجه ماريا و قالت بضجر
- أرجوكِ لا تتكلمي عن هذه الأشياء الآن، إنها تسبب الصداع، مثلًا، لماذا تمت تسمية الرقم 2 بإثنان؟ لماذا ليس أربعة أو خمسة؟ كيف خطرت على بالهم هذه الأسماء؟!
حكت ماريا شعرها بتعجب متمتةً
- هذا مضجرٌ بحق!
وافقتها سوزان برأسها و لم تكتمل نصف دقيقة من تحديقهما ببعض حتى إنتفضت ماريا لسماع صوت أسلحة الحراس تُلقم و هناك من تقدم منها ليحميها، أردفت متسائلةً بعد أن تطلعت إلى سوزان التي كانت رفعت حاجبها إستغرابًا
- ماذا هناك؟!
بسرعة تلقت الرد من رئيس الحرس الذي كان قريبًا منها
- تم رصد تدخلٍ في الغابة، يوجد أشخاصٌ هناك و هم يقتربون من القصر، بماذا تأمريننا؟ أنتخلص منهم؟
- لا، أتركوهم يقتربون من هنا ثم حاصرهم و أحضرهم لي، دعنا نحضى ببعض المرح
لم يعارض مارتن الأمر و حادث جميع حراسه مقدمًا لهم أوامر ماريا التي رفضت الدخول للقصر و بقيت هي و سوزان معهم يتنظرون إقتراب هؤلاء الغرباء الذين سرعان ما عرفوا أنهما شخصين فقط

Mafia's inferno _الجزء الثاني_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن