أولًا، هذا إعلان مهم، و أتمنى أن يكون آخر إعلان من هذا النوع، و أتمنى أيضًا أن تتفهموا وضعي، أعتقد أني في الفترة الأخيرة أعاني من إكتئاب أو شيء من هذا القبيل لأني أفقد شغفي للكتابة في بعض الأيام و أرغب في البقاء في فراشي دون القيام بشيء، الأفكار موجودة و محفوظة في ذاكرتي، لكن أصابعي تعجز عن ربطها في فقرات، أما في الليل و بفضل الأرق الذي يُبقيني مستيقظة، أبقى أفكر في أنكم تنتظرون بارت جديد و لكن أنا عاجزة عن كتابته، و يبدأ صراع قوي في داخلي
أنا أعرفكم و اُدرك مدى لطفكم و حبكم لي، ستطلبون أن أهتم بصحتي حتى على حساب ترككم تحترقون على أحر من الجمر للبارت القادم و لكني لا أسمح لنفسي بفعل هذا، أنا قارئة أيضًا و أعرف كيف تشعر بالخيبة حين لا يُنزل كاتبك البارت الذي كانت تنتظره منذ فترة، و دائمًا أدخل روايتي و أرى التصويتات بالعشرات و القراء بالمئات و التعليقات عالم أخر من المشاعر التي تهدونني إياها مجانًا برغم أني منذ بداية الرواية أتأخر، لا أنزل في الوقت المحدد، أغيب...الخ، لذا أنا محظوظة لدرجة عالمية بإمتلاك رفاق مثلكم و لكني هذه المرة أرغب بأن تتفهموني، التنزيل سيصبح مع الأسف يوم واحد في الأسبوع، لم أعد أستطيع كتابة بارتين في الأسبوع أصبح هذا يسبب إرهاقي للغاية
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡مساء ذلك اليوم كانت ماريا تجلس في مكتبها و تطرق على الطاولة بأناملها و هي تنظر إلى دانيال منذ حوالي دقيقتين لتقرر أخيرًا فتح مجال الحديث قائلةً
- لدي كلامٌ طويلٌ أريد إخبارك به عمي و أنت تحتاج لأن تعيرني كامل إنتباهك، حسنًا؟ -هز دانيال رأسه فأكملت- لدينا مشكلة، و هي علاقة سوزان مع جاك، كان الأمر مجرد مشاعر أراد جاك مشاركتها مع سوزان و بسبب رفضها له الناجم عن خوفها منك توسع الأمر لِما هو عليه الآن، لا أُحَمِلُكَ مسؤولية كل شيء فجاك مخطئٌ تمامًا بما فعله و لكن قد فات الأوان لكي نبقي نُلقي اللوم على بعضنا البعض و أنا صدقًا أريد أن نجد حلًا لإنهاء كل هذه المشاكل
تنهد دانيال بخضوع ثم أردف
- أعرف هذا، و لكن فكرة أن هناك من إقترب من ابنتي تجعلني أجن، هذا يعني أني لست قادرًا على حماية ابنتي الوحيدة من الخطر!
لاحظت ماريا أن نبرة صوته كانت بحق تُعبر عن الإنزعاج و لكن هذه المرة من نفسه، هزت رأسها للناحيتين ثم عادت لتؤكد له
- كان عليكَ شرح هذا السبب من البداية حتى يفهم عمي جون قدر الإنزعاج الذي تملكك و لكن كما سبق و قلت لقد فات الأوان على إلقاء اللوم، إجتمعتُ بك الآن لأسالك عن شيء، صباحًا، عندما كنتُ مع سوزي سألتها عن رغبتها في المحاربة من أجل جاك و قد أكدت لي ذلك، أنا أعرف جاك، بما أنه تناسى كل شيء ليجعلها له فهذا دليلٌ واضح على قدرته و رغبته في الموت حرفيًا من أجلها و لكن الشيء الذي أرغب بأن أعرفه هو، هل تقبل أن يتشاطر جاك و سوزان مستقبلهما؟ لا أستطيع تجاهل كونك ولي أمرها إلى الأبد -توقفت ماريا عن الحديث لترى ردة فعله على سؤالها و قد بدت عليه ملامح التفكير و لم تستطع معرفة ما أفكاره بالضبط لذا أسرعت بإخباره- إذا رفضت، فسأفقد قدرتي على حمايتك و لن أتدخل حتى لو قررت سوزان نفسها التخلص منك بيدها فأنا في صفها، و إن وافقت، فلدي طلبٌ منك حينها
- ما هو؟
- إذا وافقت ستعرف ما هو
هي تعلم أن الجميع لا يحب الألغاز لذا يمكن أن نقول أنها إسدرجته ليوافق كي يسقي فضوله و يعرف طلبها الذي سيُفيد المصلحة العامة، و كما توقعه وافق على الأمر لكنها سمعته يطلب بصرامة
- أوافق، جديًا، أنا أوافق على أن تكون مع جاك، و لكن لدي شرط، حسنًا، هي شروط و لكنها مهمة، لن أسمح لها بالزواج منه في هذا العمر، هي أصغر من أن تتحمل مسؤولية شيءٍ كهذا، ربما بعد أن تبلغ العشرين، لا أهتم إذا ناما سويًا و لكن لا أريد تركها تتزوج في الوقت الراهن -كانت يتحدث بجدية و صرامة جعلت ماريا تقطب حاحبيها بإستغراب فهو قبل مدة إقترح تزويجها بشخصٍ غريب لا يعرفون عنه أي شيء دون شروط و الآن يرفض تزويجها بجاك دون شروط- و عليه ألا يفكر أبدًا بإيذائها أو الذهاب إلى إحدى الحانات ليُعاشر غيرها -هنا، رفعت ماريا حاجبها و كتفت ذراعيها و هي ترى دانيال يقدم كل الشروط التي يجب أن تتوفر في جاك بينما هو لم يملكها سوى فترةً محدودة عندما كان مع هيلين و سمعته يُكمل- و عليه كذلك أن يتخذ إحتياطاته فأنا لا أريد الحصول على صعلوكٍ صغير يسميني بـ"جدي" و هذا لا يعني أن يجعل سوزان تشرب حبوب منع الحمل فتؤذي نفسها، ليفعل شيئًا لنفسه أو...
- واو عمي لقد ملأكَ الحماس بالفعل! -علقت ماريا و هي في نفس وضعيتها السابقة بهذه الكلمات التي جعلت دانيال يفيق على نفسه فزم شفتيه و لم ينطق بكلمةٍ أخرى تاركًا مجال الحديث لماريا- أنا سعيدةٌ لأن ظني كان في محله، أنت حقًا تهتم لأمر سوزي، لماذا كنت تتظاهر بالعكس؟ لا أعرف! و لكن الأهم هو أنك تهتم -فكت ذراعيها و وضعتهما فوق المكتب- برغم أن كل الشروط التي وضعتها لم تتصف بها أنت إلى أني مستعدةٌ لسماعها كلها و تدوينها في الأرشيف و حتى إجبار جاك عليها و لكن مقابل تنفيذك لشرطي، و صدقًا هو طلبٌ أكثر من كونه شرط -طرقت بأصابعها على المكتب ثم أكملت- أريدك أن تتغير، أريدك أن تتوقف عن معاشرة كل من هب و دب، أريدك أن تتوقف عن شرب الكحول القاتلة، لا أطلب منك التوقف نهائيًا لأنني بذلك أقتلك، و لكني أريدك أن تعتدل في كل هذا، لماذا تتجرع من كحولٍ عليك شرب كأسين منها يومًا و إلا فإحتمال موتك يزيد؟! هذا ليس من أجلي ولا لأجل سوزان ولا لأي أحد، إنه لأجلك أنت، أنت كأب لم تتقبل فكرة أن يؤذي إبن أخيك ابنتك، فماذا عنك عندما أذيت بنات أشخاصٍ أخرين؟! يبدو لك الأمر ممتعًا و لكن صدقني للأمر أبعاد أكبر مما تتصور، أولئك الأباء يحقدون عليك و علينا، يمكنهم الإنضمام إلى أعدائنا لمحاربتنا، نحن نزيد من أعدائنا فقط لشعورك برغبةٍ تجاه إحداهن، أعرف أنك أوقفت هذا النوع من الأعمال منذ زمن و لكن تحتاج لتضبط أعصابك في أشياء أخرى منها التسرع، أنت فردٌ مهم من هذه العائلة، و كعمٍ لي، أرغب برؤية أفضل شخصيةٍ منك تعود للسطح، هذا هو طلبي ببساطة، و لأُحيطك علمًا، لدي شرطٌ يرافق موافقتك على طلبي، و هو أن أن تُعلن طلاقك من سارة لأنها سبب كل ما يحدث و كذلك منذ دخلت حياتك جعلتك تركض فقط للإنتقام، تلك المرأة لا يريحني وجودها بيننا، ألا ترى أنها تسعى ببطءٍ لفك روابطنا و تهشيم علاقاتنا؟! و لهذا أنا أريد معاقبتها و هذا لن يحصل مادامت زوجتك، لذا، تخلص منها من فضلك!
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Aksiyonكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...