36_together (تابع)

1.9K 96 173
                                    

ما إن إنخفضت شدة الأضواء، حتى شد جون على خصر إيملي لأنه بالفعل كان قد أحاطه منذ دخول القاعة، إبتعد عن كتفها و رفع رأسه هامسًا لها
- هذه ستكون أصعب خمس دقائق ستمر بها علاقتنا يا إيمي، لذا تجهزي لأي شيء
إرتبكت إيملي و حدقت به عن كثب حيث تلاقت أبصارهما حين كان يبتعد عن كتفها فقالت بيأس
- أرجوك لا تقل هذا يا جون
وقف جون مقابلًا لها بينما يده تمر على طول ذراعه حتى وصلت إلى يدها فشبكهما و رفعهما بينما يشرح
- لِما لا إن كانت هذه هي الحقيقة؟! العلاقة التي بدأت منذ أكثر من عشرين سنة سيحدد مصيرها في خمس دقائق سنكون فيها أمام الملأ و لكننا سنتحدث و نجد حل لمشكلتنا، أنا أرغب بأن نخرج من هذه القاعة و قد إتخذنا قرارًا يرضي الكل، لذا سنتفق على أن نكون صادقين في كل حرفٍ نقوله، حسنًا؟
وافقت هي برأسها فإبتسم قليلًا لها مما حثها لترد له البسمة، فك يده عن خصرها و جعله تدور حول نفسها مرتين قبل أن يعيدها لحضنه بإمساك خصرها بيديه و وضعها لكلا يديها على كتفيه، حدقا بملامح بعضهما و كأنهما يكتشفانها لأول مرة ثم فتح جون باب الحديث
- سأكون صريحًا معكِ، أنتِ لا تعلمين كم أذتني تلك الكذبة و دمرتني، شعور أنكِ خنتيني و أنا الذي قاوم الظروف من أجل ألا يفعل ذلك كان مؤلمًا جدًا و من أسوء ما شعرت به يومًا، و بخصوص إبني فأنا حقًا حزنتُ على مصيره فهو لم يكن له ذنبٌ البتة، إيملي، ما الذي دفعكِ للكذب علي؟ و لماذا تخلصتِ من إبني إذا كنتِ تحبينني كما تقولين؟ لو عرفت بحملكِ كان كل شيء سيتغير، كل شيء، أنتِ تعرفين أني أقدس فكرة الحصول على أطفال، فلماذا لم تخبريني؟
في بداية أسئلته، رفع يده و أرجع خصلاتٍ من شعرها لخلف أذنها و قد تملكت نبرته صوت الحسرة التي جعلتها تتنهد و تجيب بعد أن أخفضت رأسها و أسندته على ذقنه
- لقد خفت يا جون، خفت أن تتركني مثلما فعلت في الماضي، خفت أن تأخذ أحدًا أخر و تتركني حاملًا و تذهب، أنا لم أكتفي من جاك بعد ولا منك أيضًا، كما أنك
لا تعرف العذاب الذي مررت به وحدي، ولدان لرعايتهما
و حاملٌ بتوأم، إبني إخُتُطِفَ من قِبل والده ثم سمعت أنه مات، لقد جربت أبشع الأحاسيس على الإطلاق! -رفعت وجهها إليه و عادت للنظر في عينيه- كذبتُ عليك لأني سمعت حديثًا حول ما حدث لليزا، أنت كنت غائبًا في نفس الفترة التي حدث فيها ما حدث فتوهمت بأنك أنت من إغتصبت ليزا و كرهت فكرة أنك شعرت برغبةٍ تجاهها و ليس تجاهي، لقد كان رد فعل مضاد مني وحسب، أردت أن أريك أني أيضًا ملكتُ رغبةً لشخصٍ غيرك، لكن لم أقصد أني أحببت مايكل أو أني أفكر به بتلك الطريقة و لكنه كان أقرب رجلٍ عرفته بعدك لذا إستغللت الفرصة، جون، كل أولادي منك، و هم يحبونك حتى دون أن يعرفوك، لَما كان أحدٌ منهم ليقبل علاقتي مع أي رجل و خاصةً أني لم أكن أعرف إن كنت طليقتك أو مازلت على عصمتك و أنا لن تقوم بشيءٍ يعارض رغبة أطفالي أبدًا، ولا ما يعارض رغباتي الخاصة كذلك، هذا هو كل ما يمكنني قوله
تنهد جون بقوة ثم تحدث إبنزعاج
- أولًا، أنتِ لستِ طليقتي أبدًا، لم أفكر لثانيةٍ واحدة في أن أوقع على تلك الأوراق البغيضة، دون تفكير، مزقتها،
ثانيًا، لا أستطيع تصديق أنكِ فكرتِ في أني سأغتصب فتاة، حسنًا، ربما أنا مافيان و قمت بأشياء سيئة للغاية و لكني حتمًا أتعلم من أخطاء الأخرين و دانيال علمني الكثير، لو إتهمتيني بأني كنت أقضى الليالي في الملهى لا بأس، و لكن ليس الإغتصاب إيملي!
تنهدت هذه الأخيرة و أخفضت رأسها و كأنها تشعر بالخجل من أفكارها، زفر جون و حلت بينهما بعض ثواني الصمت ثم أردف
- لا بأس، سأنفي هذا الأمر و أتجاهله فلدي سؤالٌ أهم لكِ -شدها نحوه بشكلٍ أقرب فرفعت رأسها إليه- أجيبي بصراحة، هل تحبينني؟
هذه المرة قامت هي بشده نحوها أكثر و همست
- أكثر مما تتصور
ظهر شبح إبتسامةٍ على وجهه ثم عاد للحديث بجدية رغم أن صوته كان هادئًا
- تعرفين أنه مهما طال الوقت سيحدث صدامٌ جديد بيننا عندما تحل لحظة العودة إلى لندن، لذا سأحل هذا الأمر الآن و عليكِ الإجابة بسرعة فالوقت يداهمنا، ماذا ستختارين، التخلي عن هذا المكان و ناسه أو التخلي عني و عن جاك و ربما كل أولادك؟ ماذا ستفعلين حين يحين موعد رحيلي؟
نظرت له إيملي بهيام تام بسبب شدة قربه منها ثم بدأت التحدث بخدرٍ فصوته حقًا يخدرها
- جون أنا...
- أنا لا أعرف جون الذي تتحدثين عنه!
قاطعها ببرودةٍ جعلها تنظر له بصدمة لثواني قبل أن تستوعب ما يقصد فتنفست و عادت للحديث بإبتسامة
- جوني
- نعم إيميليا
عندما نطق إسمها الكامل شعرت بنفسها تذوب راحةً فهو لم يكن يفعل ذلك إلا عندما يريدها حقًا، أخفضت بصرها و يدها إلى صدره لتقول
- دعني أخبرك بأمر جوني، الجسد، لا يعيش دون روحٍ أبدًا -رفعت بصرها إليه- هذه المرة، لن أتخل عنك و لو على جثتي، أقسم لك
تنهد جون براحةٍ كبير و قد شعرت إيملي بذلك لأنها كانت تضع يديها على صدره، تحدث
- إيميليا
- أجل
رفع يده إلى رقبتها و ثبت إصبعين على أحد خيوط القناع كي يسحبه
- أنتِ لطالما كنتِ كل شيء بالنسبة لي حين فقدت كل شيء، أنتِ ملاكي و شيطانتي، جحيمي و جنتي، موتي و حياتي، روحي و أنفاسي
بدأ صوت الموسيقى ينخفض ببطءٍ و الأضواء تعود لإنارتها الطبيعية تدريجيًا، سحب جون الخيط ببطءٍ لينزل القناع عن وجه إيملي و يتعلق برقبتها فأغمضت عينيها لتشكُل بعض الدموع من الراحة التي إكتسبتها بعد فِعلت جون الذي تقدم منها بهدوء و قبَّل جبينها برقة تزامنًا مع نهاية الموسيقى و عودة الأضواء لشدتها الطبيعية

Mafia's inferno _الجزء الثاني_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن