4_غير مرغوبة

3K 156 33
                                    

لا تَذكر ماريا شيئًا سوى أنها سُحبت من طرف جاك و خبأها وراء ظهره لتنحدر عيناها نحو يده التي تلامس خصره مبرزةً سلاح، إبتلعت ريقها حينما شعرت أن الذعر يقتلها ببطءٍ لذا أغمضت عينيها بقوة و شدت على جاك أكثر، لا تدري كم مر عليها حتى أحست به يبعدها عنه و يخاطبها بقلق ظهر على صوته
- هل أنتِ بخير؟!
فتحت عينيها ببطءٍ ليقابها وجهه القلق فبدأت تترصع الدموع بعينيها لكنه عانقها فأخذ يربت على ظهرها لتَهدئ بينما يؤكد لها بأن الخطر مضى، بقي على تلك الحال حتى طلب منهما أحد الحراس التواجه للدخول و هذا ما فعله جاك بعد أن حاوط ماريا بذراعيه و أخذها نحو غرفتها، ساعدها في نزع حذائها ثم غطاها لتنام بعد دقائق من الصمت، بمجرد أن أحس هو بنومها تركها  و ذهب إلى الحراس في الأسفل

- إذًا، ماذا حدث؟ ما كان هذا؟!
تحدث أحد الحراس مجيبًا جاك
- أتت امرأةٌ إلى أمام البوابة
نظر له جاك بهلع ليسأل بصدمة زادت بعد الفكرة التي طرأت باله
- ماريانا؟!
- لا سيدي ليست هي -زفر جاك ليسمع الحارس يكمل- قالت أن إسمها "هيلين" و كانت تبحث عن السيد دانيال
- عمي دانيال! لا بأس، عندما يعود عمي أخبره
- لقد قام أحد الحراس بالإستكلاف بالأمر، سيُعلم الزعيم بالأمر هذه الليلة
تنهد جاك و لم يُعلق على أي شيء، طلب من الخدم أن يحْضِروا الأكل لغرفته و غرفة ماريا ثم إتجه نحو غرفته

•••
مقر عصابة كامورا، روما، إيطاليا

حل مساء اليوم الثاني من الجنازة التي مازال الأغلبية يشككون فيها، كيف لزعيمٍ كلوسيفر أن يقع في شباك أخيه الصغير؟! و كيف سمح زعيم الزعيم بهذا في منطقته؟! عار عليه أن يستطيع أحد أكبر الأعداء التوغل نحو منطقته و قتل أحد من أعضاء عالمه، لكن أين هي حصة الجراءة في قول هذا؟!

•••

كان يرمقها بعينيه الرصاصيتين، تقف عند الشرفة سارحةً بشيء ما، منذ قدومه لم يراها تبكي أو تصرخ أو تفعل أي شيء، فقط تنظر حولها بتعب و عينان ذابلتان، هذا إن خرجت من شرودها، لا يمكنه المغادرة دون التحدث معها، في النهاية هي مازلت زوجته، هي مازلت
كذلك و ربما ستبقى كذلك إلى الأبد، لذا، تنفس جون بإستعداد و إتجه نحوها بخطواتٍ بطيئة لكن طويلة، وقف بجانبها ثم لمس كتفها لترتعش و هي تلتفت له و ما إن إلتقت عيناهما حتى بدأ كلاهما يحملق بالأخر بنظرات غير مفهومة، كلاهما يحتاج بعض لكن الكبرياء اللعين لم يرغب بأخذ إجازة يومًا

أزاحت عيناها عنه بعد أن أخذت كفايتها من لونهما و
عادت للنظر نحو الجانب الآخر و جون لم يضيع وقتًا حتى بدأ كلامه
- إيميليا، أنا أسفٌ لِما حدث للوسيفر، الأمر محز...
- هذا ما يستحقه! -تجمدت ملامح جون بعد سماعه لكلماتها، أقالت ما سمعه أم أنه يتخيل فقط؟! سمعها تكمل ليتأكد- ماذا؟! أحقًا توقعت أني سأبكي عليه؟! دمر حياتي، قتل حبيبي، زوجني غصبًا -بدأ جون يأخذ نصيبه من الغضب عند هذه الكلمة- جعلني ألد إبنًا و أنا في عمر السادسة عشرة، بسببه تدمرت حياتي، مات إبني و الآن أنا وحدي، ماذا تغير بعد موته؟! لا شيء! -إلتفت نحو جون و صرحت- أنا حزينةٌ على ماريان لأنه يحزن على عاهرٍ كلوسيفر، و كذلك على براد و القساوة التي زرعتها به الأيام و أنت، ألست سعيدًا؟ لقد مات لوسيفر الذي لطالما...
قطع كلامها بعد أن رفع يده و وضعها على فمها
- تؤ تؤ! لا تذكري الأمر أمامي لم أعد أهتم، بما أنكِ بخير فأنا سأذهب، فقد أتيت لكي أعزيكِ في لوسيفر و ليس حزنكِ على ماريان و براد
رمى جون كلماته ثم غادر تاركًا إيميليا تعود لشرودها

Mafia's inferno _الجزء الثاني_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن