لمدة دقائق كانت كافية لتُشرق الشمس بأكثر من نصف قرصها، بقي هو يفكر و يتطلع بعيدًا، للعدم، إلى نقطةٍ
وهمية تحت نظرات إيملي التي سيطرت عليها جملةً لا متناهية غير مرتبة من المشاعر طغى عليها التوتر عندما سمعته تحدث بصوتٍ كئيب فيه غصة و مازال شاردًا في تلك النقطة الوهمية البعيدة
- هذا يعني...أنكِ فضلتِ بستانيًا سافلًا عليَ أنا...حتى...
و أنا زوجكِ و والدٌ لأطفالكِ الخمسة...أنتِ...أنتِ لا تعرفين ما عانيت منه حتى أبقى نظيفًا من أجلك...في
بعض الليالي كدت أفقد رشدي...لكن...هو...ماذا فعل؟...
في ما هو أفضل مني؟!
تسأل بألمٍ في نهاية كلامه ثم تنهد بعمقٍ لكن لصعوبة ليحاول التحكم في كلامه فقد وجد أنه إن أصر قد يسمع منها تفسيرًا أو حججًا تجعله ينكسر أكثر و ربما لن يتحمل و يسحب المسدس الذي على خصره و ينهي كل شيء، لكنه لم يكن يدرك أن الأخرى قد نست كيف تتحدث، بطريقة أو بأخرى شعرت بلسانها مشلولًا، ملامحه الباهتة، نظراته الخاملة، صوته الذي يدل على خيبة الأمل، حتمًا جعلتها تُدرك فضاعة الخطوات غير المدروسة التي قامت بها، هي لم تتوقع أنه مازال يحبها كالسابق أبدًا، ظنت أنه تجاوزها منذ مغادرته، لم تصلها أي أخبار لكنها كانت تتوقع أنه تزوج و أنشأ حياةً أخرى ماحيًا إياها بكل سهولة و لكن العكس حتمًا ظهر لها الآنبعد أن تنهد حادجها بنظرةٍ طويلة عميقة جعلت الأسئلة في عقلها تتزاحم، هل هو حقًا حقًا يقارب على البكاء بسبب ما فعلته؟! ألهذه الدرجة أثرت كذبتها عليه؟! ما الذي كان يقصد بأنه كاد يفقد رشده في بضع ليالي؟! كيف بقي نقيًا من أجلها؟! أيُعقل أنه لم يقترب من فتاةٍ أخرى من بعدها؟!
إنفرجت شفتاها و قد إستعدت لتسأل عن كل هذا و لكن هذا لم يكن من نصيبها فقد تقدم مِن جون أحد الحراس و طلبه لأمرٍ ما، الأول، حدق بها جيدًا، كأنها آخر مرةٍ سيراها في حياته ثم إستدار راحلًا و الخيبة تحتله بالكامل، دون شك، جعل إيملي تفقد نصف روحها معه، هي كذلك إتجهت لتعود لغرفتها و لكنها كادت تُجن في الطريق من التفكير، بحق السماء لماذا قالت مايكل؟! جون الآن قد يقتله دون سبب، أو قد يتشاجر معه بسبب هذا الأمر و هو غير صحيحٍ أساسًا، قد ورطته في مشكلتها، الشيء الوحيد الذي فعلته هو محاولة حل مشكلةٍ سيئة بمشكلةٍ أخرى أسوء بكثير، الآن بسببها جون صار مستاءً و يائسًا، و لكنه أيضًا غير متقبل، ربما تحطم أمامها و لكنه حتمًا سيرد لها الصاع صاعين
عندما وصلت إلى غرفتها، شيءٌ أشبه بالضوء ضرب عقلها لتُردك بعد دقائق طويلة من الغفلة أنها حكمت على نفسها بالموت، هما متزوجان، مازالا كذلك، و هي قالت أنها نامت مع شخصٍ غيره، هذه خيانة واضحة! واللعنة حتى الرضيع يعرف أن كل شيءٍ مقبول غير الخيانة! التفكير بالأمر وحده تركها تنهار، أضف أمورًا أخرى كإنتشار الموضوع للجميع، أخوها، أولادها، عائلة جون، جعلها هذا حتمًا تسقط منهارةً باكيةً خوفًا من الحالة التي أَلَ إليها الوضع، و إلى ماذا سيؤول فيما بعد
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...