6_ما إسمكِ مجددًا "2"

3.3K 147 38
                                    

شد أيس الفرامل بقوة مما سبب إندفع ماريا للأمام قليلًا فإِستفاقها من إغماضها لعينيها في محاولةٍ للراحة بعد ما حدث، نظرت إلى أيس الذي تنهد ثم فك حزام الأمان و خرج من السيارة بينما هي لم ترغب بالحراك من مكانها

فُتح بابها و سمعت أيس يقول و الإنزعاج بادي على صوته
- هيا، ليس لدي اليوم بطوله لكِ، إنزلي -من دون تردد و هي تقطب حاجباها هزت رأسها بالنفي لينظر لها بغير تصديق و كرر أمره- إنزلي! -كررت هي ردها و لم تعرف حتى من أين لها كل هذه الجرأة في مخاطبته لكنها ربما تنبع من شعورها بأنه يُمثل خطرًا كبيرًا عليها، عدل أيس وقفته ليتنهد بهدوء ثم همس- حسنًا -إقترب منها و بخفة فتح حزام الأمان و سحبها إلى الخارج ليغلق باب السيارة بقوة و يتكئ عليه بينما يقول لها ببرود- ها أنتِ ذا في الخارج الآن و ليس بوسعكِ إلا إتباع أوامري
- لن أفعل، سأغادر!
إستدارت ليُكتف هو ذراعاه بينما يرمقها و هي تنظر حولها و قد أدرك أنها بدأت تخاف لأنها لا تعرف هذا المكان، حتى المدينة تبدو بعيدةً جدًا كما أنه الظُهر و المشي في وقتٍ كهذا قد يسبب لها ضربة شمسٍ حادة، هذا جعلها تزفر بإستسلام ثم تستدير له و تقترب منه هي تقول بهدوء
- أيس، أرجوك أعدني إلى المنزل، أنا أترجاك
هز رأسه للناحياتين و أردف
- يستحيل هذا، لا يمكنكِ أن تعودي و إن عدتِ فيجب أن تكوني معي و أنا لن أعود إلا بعد إنجاز ما أتيت لأجله
- بالضبط، ما أتيتَ لأجله أنت و ليس أنا إذن لا علاقة لي كما أني لا أريد البقاء مع شخصٍ مجنون مثلك، لقد قمت لتوك بدهس ذلك الدراج و من دون أي شفقة!
تفاجأ من كلامها و صرح بصوتٍ عالي
- ماذا؟! دهسته دون شفقة! ذلك الدراج كان ينوي قتلنا كيف تريدين أن أُشفق عليه؟!
زمت شفتيها و نظرت له بأعينٍ خائفة و قالت بصوت خافت بالكاد مسموع
- و لكن لا علاقة لي بكل هذا، أقسم
وافق برأسه و شرح
- لا علاقة لكِ صحيح، لكن والدكِ أنشأ علاقة لكِ بهذا الأمر و كإضافةٍ لمعلوماتك، والدكِ يعرف أني أخذتكِ و من الأساس هو من طلب مني أخذكِ معي لولا هذا لم أكن لأخذ فتاةً صغيرة مثلكِ لترافقني
- يستحيل أن يفعل والدي شيئًا كهذا توقف عن الكذب!
صرخت بوجهه ليزفر بحنق و يمسح وجهه بمقت، نظر إليها و يداه على خصره ليغمض عينيه محاولًا تهدئت أعصابه و السيطرة على غضبه ليبدأ حديثه بينما يقترب منها و يُفسر
- أنظري إلي، أفهم سبب غضبك فأنتِ لا تفهمين أي شيء من هذا لذا سأشرحه بأبسط ما يُمكن، اليوم، هو يوم مهمة بلوغي، يعني أني بلغت العشرين و حان الوقت القيام بمهمةٍ خاصة لأُثبِت أن العشر سنةً التي أمضيتها في التدرب قد أثمرت و أني مستعدٌ لأكون عضو مافيا حقيقي و فعال هنا إتفقنا، و في مهمة البلوغ يجب أن يكون معك شريك، إدوارد إختركِ لتكوني شريكتي، هو إختاركِ و أنا لا علاقة لي، و مهمة هذا الشريك هي تقيِمُك
تفاجأة من كلامه ثم قالت بعد أن إبتلعت ريقها
- أنا...سـ...سأقيمك؟! أي يجب أن أبقى معك طوال المهمة؟!
أومأ لها بالموافقة ثم أكمل
- أجل ستفعلين و أنا سأحميكِ، عليَّ إرجعكِ إلى المنزل مثلما أخذتك و لن أتفانى في ذلك، لأني لا أريد فقدان النصر بسببكِ -سكت ثم أدخل يده في جيبه و أخرج ثلاث رصاصات و أراها إياهم ليكمل- أنظري، هذه الرصاصات يجب أن تدخل في جسد رجلٌ معين و إلا فأنا لن أنجح بالمهمة
أخفضت بصرها إلى يده و رأت الرصاصات المخيفة
فإبتلعت ريقها و عادت للنظر إليه ليكمل بإصرار
- أنا لا أريد إنتظار عشرة أعوام أخرى لكي أعيد هذه المهمة و أترك كل ما قمت به و تدربت عليه يضيع سُدى، عليَّ إنهاء الأمر، إما الآن و إما فلا، لذا عليكِ مساعدتي و أكرر، أنا سوى أحميكِ لأنها مهمتي
نظرت إليه بأعينٍ مقوسةٍ و كادت تقول شيئًا لكنها أعرضت عن ذلك و وافقت برأسها فحسب
زفر هو بإستعدادٍ و دعاها لتتبعه و أخذ طريقه في السير و هي فقط خلفه بهدوء و أخذت تنظر إلى خطواتها فالمكان ليس طريقًا مُعَبَدًا و مليء بالأحجار

Mafia's inferno _الجزء الثاني_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن