شد أيس الفرامل بقوة مما سبب إندفع ماريا للأمام قليلًا فإِستفاقها من إغماضها لعينيها في محاولةٍ للراحة بعد ما حدث، نظرت إلى أيس الذي تنهد ثم فك حزام الأمان و خرج من السيارة بينما هي لم ترغب بالحراك من مكانها
فُتح بابها و سمعت أيس يقول و الإنزعاج بادي على صوته
- هيا، ليس لدي اليوم بطوله لكِ، إنزلي -من دون تردد و هي تقطب حاجباها هزت رأسها بالنفي لينظر لها بغير تصديق و كرر أمره- إنزلي! -كررت هي ردها و لم تعرف حتى من أين لها كل هذه الجرأة في مخاطبته لكنها ربما تنبع من شعورها بأنه يُمثل خطرًا كبيرًا عليها، عدل أيس وقفته ليتنهد بهدوء ثم همس- حسنًا -إقترب منها و بخفة فتح حزام الأمان و سحبها إلى الخارج ليغلق باب السيارة بقوة و يتكئ عليه بينما يقول لها ببرود- ها أنتِ ذا في الخارج الآن و ليس بوسعكِ إلا إتباع أوامري
- لن أفعل، سأغادر!
إستدارت ليُكتف هو ذراعاه بينما يرمقها و هي تنظر حولها و قد أدرك أنها بدأت تخاف لأنها لا تعرف هذا المكان، حتى المدينة تبدو بعيدةً جدًا كما أنه الظُهر و المشي في وقتٍ كهذا قد يسبب لها ضربة شمسٍ حادة، هذا جعلها تزفر بإستسلام ثم تستدير له و تقترب منه هي تقول بهدوء
- أيس، أرجوك أعدني إلى المنزل، أنا أترجاك
هز رأسه للناحياتين و أردف
- يستحيل هذا، لا يمكنكِ أن تعودي و إن عدتِ فيجب أن تكوني معي و أنا لن أعود إلا بعد إنجاز ما أتيت لأجله
- بالضبط، ما أتيتَ لأجله أنت و ليس أنا إذن لا علاقة لي كما أني لا أريد البقاء مع شخصٍ مجنون مثلك، لقد قمت لتوك بدهس ذلك الدراج و من دون أي شفقة!
تفاجأ من كلامها و صرح بصوتٍ عالي
- ماذا؟! دهسته دون شفقة! ذلك الدراج كان ينوي قتلنا كيف تريدين أن أُشفق عليه؟!
زمت شفتيها و نظرت له بأعينٍ خائفة و قالت بصوت خافت بالكاد مسموع
- و لكن لا علاقة لي بكل هذا، أقسم
وافق برأسه و شرح
- لا علاقة لكِ صحيح، لكن والدكِ أنشأ علاقة لكِ بهذا الأمر و كإضافةٍ لمعلوماتك، والدكِ يعرف أني أخذتكِ و من الأساس هو من طلب مني أخذكِ معي لولا هذا لم أكن لأخذ فتاةً صغيرة مثلكِ لترافقني
- يستحيل أن يفعل والدي شيئًا كهذا توقف عن الكذب!
صرخت بوجهه ليزفر بحنق و يمسح وجهه بمقت، نظر إليها و يداه على خصره ليغمض عينيه محاولًا تهدئت أعصابه و السيطرة على غضبه ليبدأ حديثه بينما يقترب منها و يُفسر
- أنظري إلي، أفهم سبب غضبك فأنتِ لا تفهمين أي شيء من هذا لذا سأشرحه بأبسط ما يُمكن، اليوم، هو يوم مهمة بلوغي، يعني أني بلغت العشرين و حان الوقت القيام بمهمةٍ خاصة لأُثبِت أن العشر سنةً التي أمضيتها في التدرب قد أثمرت و أني مستعدٌ لأكون عضو مافيا حقيقي و فعال هنا إتفقنا، و في مهمة البلوغ يجب أن يكون معك شريك، إدوارد إختركِ لتكوني شريكتي، هو إختاركِ و أنا لا علاقة لي، و مهمة هذا الشريك هي تقيِمُك
تفاجأة من كلامه ثم قالت بعد أن إبتلعت ريقها
- أنا...سـ...سأقيمك؟! أي يجب أن أبقى معك طوال المهمة؟!
أومأ لها بالموافقة ثم أكمل
- أجل ستفعلين و أنا سأحميكِ، عليَّ إرجعكِ إلى المنزل مثلما أخذتك و لن أتفانى في ذلك، لأني لا أريد فقدان النصر بسببكِ -سكت ثم أدخل يده في جيبه و أخرج ثلاث رصاصات و أراها إياهم ليكمل- أنظري، هذه الرصاصات يجب أن تدخل في جسد رجلٌ معين و إلا فأنا لن أنجح بالمهمة
أخفضت بصرها إلى يده و رأت الرصاصات المخيفة
فإبتلعت ريقها و عادت للنظر إليه ليكمل بإصرار
- أنا لا أريد إنتظار عشرة أعوام أخرى لكي أعيد هذه المهمة و أترك كل ما قمت به و تدربت عليه يضيع سُدى، عليَّ إنهاء الأمر، إما الآن و إما فلا، لذا عليكِ مساعدتي و أكرر، أنا سوى أحميكِ لأنها مهمتي
نظرت إليه بأعينٍ مقوسةٍ و كادت تقول شيئًا لكنها أعرضت عن ذلك و وافقت برأسها فحسب
زفر هو بإستعدادٍ و دعاها لتتبعه و أخذ طريقه في السير و هي فقط خلفه بهدوء و أخذت تنظر إلى خطواتها فالمكان ليس طريقًا مُعَبَدًا و مليء بالأحجار
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Akčníكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...