"بدأنا حياتنا بنية العيش فلم نوفق، فنوينا الموت فلم يُسمح لنا، فبقينا هكذا کشريطٍ عالقٍ في آلة التشغيل، لا
نريد مشاهدته لكننا نفعل، نعلم النهاية لكن ليس بوسعنا تغييرها، إننا عالقون هناك فحسب"كان أيس يجلس على حافة النهر و ينظر إلى الماء بشرود، والده الثاني قد مات و هذه المرة ليس لديه فرصةٌ ليبكي فالجنازة بالفعل ستُقام بعد بضع ساعات، كما أن الشخص الذي يمكن أن يمتص حزنه "ماريا" صارت هي الشخص الذي يجب إمتصاص حزنه لذا لن يخاطر بجعل دموعه تتدفق و من ثم لن يجد من يكفكفها له و لكن تلك النظرات في عينيه تحكي الكثير،
إنها نارٌ باردةٌ داخله، تحرق و تلسع في نفس الوقت، إنها
والدته، هي السبب، هي سبب كل هذا، إذا كانت دموع ماريا تنزل الآن و هذا ما هو واثقٌ منه فوالدته هي السبب و هو لن يتقبل هذا، سيقتلها، لقد حسم قراره،
سيقتلها ثم ينكل بجثتها حتى يشعر بأنه إرتاح نفسيًا،
سيطبخ لحمها، سيشرب دمها، سيشكل أثاثًا من جلدها المهم أن يشفى غليله منها و من أفعالها البغيضة، دع بعض أيامٍ تمر، دع حزن ماريا يخف قليلًا، دع الزعيم الجديد يُعْرَفْ ثم سينطلق، حتى لو كلفه هذا حياته، لا يهم فهو سينتقم مهما كلف الثمن، فَقَدَ والدًا و فَقَدَ الثاني، العفو و الرحمة قد ماتت، هي لا تعمل مع هؤلاء البشر المقززينزفر محاولًا التحكم بأعصابه بعد أن دقت ساعة "بينغ بانغ" و قد حلت الحادية عشر من صباح يوم الثالث و العشرين من ديسمبر، أي بدأت مراسم الجنازة، نهض من مكانه بوهنٍ و أدخل يديه في جيبي سرواله الخاص بالبذلة الرسمية السوداء دليلًا على الحداد، لقد حل الإكتئاب على القصر، صار فارغًا و ميتًا، الصمت يعمه،
ربما لولا وجود الخدم و الحراس كان سيصير مهجورًا،
مجددًا زفر أيس الهواء بتعب و هو يتجه إلى البوابة ليذهب إلى المقبرة•••
في تلك الغرفة الكبيرة في المشفى حيث توجد ثلاثة أسرة، إنتشر صوت جينيفر الباكي و شهقتها العالية، إنها تبكي بحرقةٍ كبيرة، لقد فقدت أثمن ما تملك، فقدت والدتها التي لم تعرف غيرها منذ فتحت عينيها و وعت على نفسها و تُركت وحدها في هذا العالم الذي لا تعرف شيئًا فيه من غير والدتها، حتى أنها عاجزةٌ عن السمع و تتحدث بصوتٍ ثقيل ولا تُخرج الحروف مع فمها إلا بطريقةٍ ثقيلة صعبة الفهم على أي مُستمع، كيف ستعيش فتاةٌ في العاشرة من عمرها بين هذا العالم الأسود دون والدتها؟!
لم تختلف ماريا التي تم نقلها إلى هذه الغرفة عن جينيفر كثيرًا، سوى أنها كانت تبكي بصمتٍ فقد بُح صوتها بسبب صرخاتها ليلة أمس و في وسطهما كانت سوزان جالسةً تضم ساقيها لصدرها بهدوء، هي مُدركةٌ لكل الحقائق، لحقيقة أن عمها و مدربها قد مات، و لحقيقة أن هيلين التي صارت لها كالأم قد رحلت و أن والدها الذي لم يكن يهتم بها أساسًا قد كُسر بعد موت هيلين أكثر و هي متأكدٌ بأنها ستراه مٌحطمًا لفترة قد تدوم للأبد، و لحقيقة أن جاك الشخص الوحيد الذي يمازحها موجودٌ بالعناية و جينيفر مُحطمةٌ و ماريا أكثر منها، هي تُدرك كل هذا فلماذا لا تبكي؟!
لأنها بكل بساطة تعودت على هذه الخسائر، فهي منذ ولِدت و هي تخسر الناس الذين تحبهم، من والدتها التي لا تعرف شكلها أصلًا حتى هذه اللحظة، لا داعي لتبكي فهي أدرى بأن الدموع لا تفعل أي شيء و لتتركها لحين تشعر بأنها تريد البكاء
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...