بدأت سوزان تبتلع ريقها بثقل و وتيرة أنفاسها تتصاعد قليلًا لأنها بدأتْ تستفيق و تفتح النور على عينيها، لثواني معدودة كان عقلها شبه واعي لذا لم تستنفر لرؤية نفسها موجودةً في سريرٍ غير سريرها
بدأتْ تقطب حاحبيها بإستغراب و عقلها يُدرك وجود خطأٍ في هذه الوضعية التي هي بها الآن و قد كانت تحاول تذكرَ آخر لحظاتها قبل أن تنام، فإستلقتْ على ظهرها و هي تفكر بهذه الأمور الأخير ثم رفعتْ يدها لتفرك عيناها فلاحظت أن كُمَ اللباس الذي ترتديه كبيرٌ على يدها ولا يناسبها مطلقًا، في لحظة أمكنها إدراك أنه قميصْ رجالي أبيض و تذكرتْ في ومضاتٍ سريعة آخر لحظاتها في الحفلة
شدت أنفاسها بهلع ثم جلست على السرير و ربما كادت
تصرخ لتُنادي على جاك و لكنها إمتنعت عندما وقعت عيناها عليه و هو يجلس أرضًا مقابلًا للسرير و يسند ظهره على الخزانة، أصابها الإستغراب المضاعف لتواجده هنا لكنها بعد وهلة أدارت عيناها حول كامل الغرفة فأدركت أنها لجاك، و عليه، فهي الشخص الغريب هنا، لذا طرحت السؤال، ماذا تفعل هنا، في سريره مرتديةً قميصه؟!ضل الصمت عائمًا في الأرجاء، جاك يجلس طاويًا ركبتيه و ذراعاه فوقهما و رأسه بين ساقيه المفتوحتين، لا يرتدي سوى بنطاله، عكس سوزي الجالسة على السرير تتحسس جسدها العاري تحت قميصه، لم يعجبها البتة منظره ولا وضعيتها و ما زاد الطين بلة هو رؤيتها لملابسها مرميةً على جانب السرير، إبتلعت ريقها بصعوبة و قد قفزت لعقلها فكرةٌ جعلتها بهدوءٍ تبحث عن شيءٍ بين ثنايا الفراش في المنطقة القريبة منها و لكنها لم تعثر على أي شيءٍ غريب من غير فراش السرير غير المرتب و هذا ليس غريبًا لأي شخصٍ ينام ثم ينهض بكل تأكيد لن يضل سريره مرتبًا، و لم تجد حلًا لوضعها سوى بالتجرؤ و سؤال جاك عن الذي يحدث هنا، فأبعدت كل الأفكار السيئة عن عقلها و رفعت رأسه له لتسأله بحزم
- ما خطبكَ جاك؟ لِما أنت تجلس هناك؟ -فتح جاك عينيه ببطءٍ ثم رفع رأسه نحوها بهدوء و حدق مباشرةً في زرقويتاها بنظراتٍ لا تحمل أي مشاعر ذات معنى، الشرود، البرود، بعض التعب و ربما القليل من الحقد، و لكنها كانت لأول مرة تشاهد هذه النظرات و إستمرت في حزمها و سألت- لماذا أنا موجودةٌ هنا؟ لِما أرتدي قميصك و لِما ملابسي مرميةٌ هكذا؟!
بدأت نبرة الغضب تتغلغل في صوتها لا إراديًا لأنها تريد معرفة الحقيقة و قطع الشك باليقين و تريح عقلها من الحرب التي بدأت لتوهاأعاد جاك رأسه للخلف تمامًا و صار يتطلع إلى السقف، إبتسم بألم و تحدث بصوت منخفض يشوبه بعض الجنون
- لم يحدث شيء، لقد شعرنا بالإثارة قليلًا و أصبحنا وقحين، أصبحتِ الآن ملكًا لشخصٍ معين...أصبحتِ ملكي!
نظرت له بغير تصديق فهز رأسه مؤكدًا على كلامه لأنه كان قد أخفض عينيه ليرى رد فعلها على كلامه، رأى الصدمة تنتشر على وجهها خاطفةً لونه تمامًا، من
المؤكد أنها فهمت الوضع و هو لا يلومها على رد فعلها و في نفس اللحظة لا يريد أن يراها هكذا و ها هو الندم بدأ ينهش تفكيره، الخيبة التي كانت في أعماق عينيها قتلته، فكرة أن كل هذا الخوف و القلق البادي عليها يعود لكونها تملك شخصًا أخر كانت تريد أن تصبح ملكه كانت تفتت قلبه، و أكبر جدارٍ تنتهي عنده هذه الحلقة الفارغة هو جدار حقيقة أنه فَعَلَ ما فعل ولا مجال للتراجع أو الندم
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...