توقف جاك عن المشي و أخذ يتطلع إلى المكان حوله بأعينٍ تتلألأ إشتياقًا و حبًا
"نابولي"
مدينة طفولته و مكان مولده، برغم السنين التي مضت إلا أن حنينه إلى هذه المدينة لا يفارقه، فهذا المكان لم يقدم له سوى الذكريات الوديعة، والداه المحبان و العاشقان لبعض، أخته كيلسي الذي لطالما أحبت شد شعره، كانت تصغره بسنتان و لكنها إمتلكت قبضةً قوية بحق مثل والدهم، شقيقه وليام الخفيف الرشيق الذي لا يكف عن الحركة، كان أصغر واحد إلا أنه عليك توقع تواجده في أي مكان، صديقه جيمس الذي إلتقاه بعد حضور أخته ديكسي للتدرب هنا، حتى سوزي رأها أول مرةٍ في هذه المدينة في حفل زفاف خاله ماريان
حبه لهذه المدينة غير طبيعي، لقد غادرها عندما كان في السابعة بعد أفضع ذكريات حياته، ذلك الشجار المهول بين والده و والدته الذي أفضى في النهاية لإنفصالهما، لا يتذكر الكثير حول ذلك اليوم، سوى تلك اللقطة حين أمسكت والدته بيديه و سحبته نحوها مصرةً على أنها لن تقدمه لوالده مما جعل هذا الأخير يفصل أيادهما و يدفعها للخلف بقوة صارخًا بأعلى صوته لتجاريه هي بالصراخ بقرارتٍ عكس قرارته هو، لم يكن جاك يسمع حديثهما بوضوح و ما هي الأمور التي كان يتناقشون فيها لسببٍ ما و سرعان ما حل الضباب على عينيه بسبب الدموع المجتمعة هناك ليبدأ البكاء بشهقاتٍ قوية شدت إنتباههما، أحس بعدها بأمه تمسح عن وجهه الدموع لتُهدئه و قبل أن تستطيع ضمه إليها وجد هو نفسه إرتفع عن الأرض بعد حمل والده له، كانت تلك آخر مرة رأى فيها أمه إذا إستثنينا يوم أخذته عنوةً من دانيال، قد تكون هذه الذكرى السيئة الوحيدة له في هذا المكان لكنها حتمًا الأسوء في حياته
اليوم، إنه السابع من شهر سبتمبر، اليوم هو صار بعمر العشرين، و بعد أربع عشرة سنة، صار يحق له رسميًا القدوم إلى هنا و زيارة والدته أو بالأحرى "عائلته"، لقد ترك إخوته و هم صغار، كيلسي بعمر الخامسة و ويليام ذو العامين، صحيح أن أمه أحضرته إلى هنا بعد موت إدوارد و لكنه لم يرى إخوته، سمع أن والدته كانت حاملًا حين أخذه والده، إذن الآن يملك أشقاء جدد لا يعرفهم، حسب قول لوسيفر ذات مرة فهم توأم، كيف هو مظهرهم؟ كم عمرهم، أربع عشرة أم ثلاث عشرة سنة؟
هذا يعتمد على متى غادر فيها مع والده، في الشهور
الأخيرة من السنة أم الأولى أم في الوسط؟!
هو لا يتذكر هذه التفاصيل الصغيرة- الحنين إلى الوطن، هاه!
إلتفت جاك إلى ماريا بعد أن سمع ما قالت فضحك على ذلك و أكد بعد أن إستنشق الهواء الصباحي العليل
- طبعًا أحن إلى هذه المدينة...و إلى ناسها و ذكرياتها
لاحظت ماريا السعادة العميقة الموجودة في عيني جاك اللذان تلمعان كما لم تفعل من قبل ولا إراديًا إبتسامة على هذا ثم رفعت ذراع حقيبتها و ضربت ظهره بخفة قائلةً
- هيا أيها الحنون، لدينا أعمالٌ كثيرة!
إتجهت ماريا إلى السيارة السوداء التي كانت تنتظرها هي و جاك الذي لاحظ ذلك فتبعها، لقد أتى مع ماريا إلى هنا لأنه يريد زيارة والدتها أما هي فتملك أعمالًا هنا بخصوص أمورٍ كثيرة أهمها موضوع جينيفر

أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...