و ها هي الأشهر تتعاقب كعادتها، ينتهي الصيف و يبدأ الخريف فيحل الشتاء ليتبعه الربيع ثم يعود الصيف مجددًا، إثنى و عشرين شهرًا مر على الأحداث الأخيرة، الساعة تقارب الخامسة صباحًا، مدينة طوكيو تقريبًا فارغة فقد بدأ الفجر بالبزوغ الآن و رغم ذلك، تلك الشقراء تركض حول محيط المنزل للمرة الخامسة، إنه نفس المنزل الذي إستقرت به مع أيس منذ أول يومٍ للتدريب، لقد كانت آن ذاك تُقارب السادسة عشر، الآن، هي تبلغ التاسعة عشر من عمرها، لقد أصبحت شابةً يافعة، تقدمها بالعمر لم يزد سوى من جمالها و جاذبيها، شعرها الأشقر الذي تعرض لذلك الحادث المأساوي أصبح بالفعل يصل إلى أسفل ظهرها و لونه يشرق مع الشمس أكثر، وجهها و جسدها صار أكثر إمتلأً، ملامحها الطفولية الظريفة جعلت منها صاحبةً لوجهٍ فاتن فبين الطفولة و البلوغ تقف ملامحها في الوسط
•••
عندما دقت الساعة التاسعة كانت ماريا قد أكملت
جولتها الراكضة حول المدينة و عادت إلى المنزل،
دخلته بتعب لترمي نفسها مباشرةً على الأريكة بلامبالاة منتظرةً قدوم أيس بعد سماعه لصوت فتحها للباب و تمامًا كما توقعت حيث بعد بضع دقائق سمعت صوت وقع أقدامه نازلًا من الدرج، أيس هو الأخر صار أوسم بعد هذه الفترة و لكن الشيء الذي يزيد من إشراق وجهه هو علاقته الممتازة بماريا و التي زادت متانتها بمرور الأيام التي زادت بدورها من نضوج عقل ماريا مما تركها تفهم أكثر عن علاقتها بأيس و بعض الحالات الخاصة من علاقتهماجث بجانبها حيث كانت هي مستلقيةً على ظهرها و هو جلس بجانب رأسها لتسنح له الفرصة لملاطفة شعرها، إبتسمت عندما شعرت به جلس بهذه الطريقة فهي كانت مغمضت العينين، قرب يده من شعرها و لمسه بهدوء ليتوقف في ظرف ثانية و يقول
- شعركِ رطبٌ للغاية، إذهبي للإستحمام ثم جففيه كي لا تمرضي
إبتسمت على كلامه لتفتح عينيها ببطء متمتمةً
- لا داعي لتخاف عليَّ بهذا القدر، صرتُ كبيرة الآن
ضحك عليها أيس بينما إصبعه كان يمسح على جبهتها ليُجففها من العرق و ما إن توقف عن الضحك حتى قرب شفتاه من جبهتها ليقبلها قبلةً صغيرة سطحية ثم يهمس
- لا يهم، أنتِ صغيرتي إلى الأبد
تطلعت ماريا إليه عن قرب و إبتسمت بخجل، برغم أنها تخلصت من خجلها الزائد من تلك الأشياء الغربية كالحديث عن أمور الكبار أو أمور البنات الشخصية إلا أن أيس مازال قادرًا و بسهولة على جعل خديها يتوردان و شفتيها تتقوس لتشكل إبتسامة الخجل الذي تزيد من لطافتهانهضت بعد ذلك و أخبرته أنها على وشك تنفيذ طلبه ثم صعدت إلى الحمام بالأعلى لتأخذ حمامًا خفيفًا تزيل به تعب المشوار و القلق اليومي، في حقيقة الأمر هي لم تصبح بعد في عمر التاسعة عشر بل ستصبح كذلك بعد شهرين فهم الآن في شهر أبريل/نيسان لذا مازال الوقت لذكرى ميلادها و رغم ذلك بدأ التوتر يسيطر عليها فكل يومٍ يمر يعني أن العد التنازلي لمهمة بلوغها ينقص، بقيت بالضبط سنةٌ كاملة و شهرٌ كامل و سبعةٌ و عشرين يومًا بما أنهم في اليوم الثامن عشر من الشهر الحالي و مهمة البلوغ ستُقام يوم ذكرى ميلادها في السادس عشر من شهر حزيران/يونيو من السنة القادمة مما يعني أن ذكرى ميلادها القادمة ستكون آخر ذكرى قبل المهمة فالذكرى العشرون سنة ستكون ذلك اليوم المصيري، لا يمكنها توقع المهمة التي سيتم توكيلها إليها فحتى بعد قراءتها لكل المهمات السابقة لزعماء السابقين لم تجد بينهم أي تطابق أو تشابه ما عدا الصعوبة الكبيرة و المهام الجنونية، لذا تحاول إفراغ طاقتها في الركض كل صباح بدل البقاء و التفكير بمثل هذه الأمور التي تسبب لها الصداع
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Actionكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...