تطلع كلاهما إلى بعض بنظراتٍ حادة و أنفاسٍ لاهثة، إنهما بالفعل يتقتلان منذ ساعتين ولا أحد يهزم الأخر و لا أحد يريد الإستسلام أو إظهار تعبه، فكرةٌ غريبة خطرت على بال كل واحدٍ منهما في الليلة الماضية، ماريا تريد كثيرًا تفريغ الغضب الذي بداخلها عن طريق ضرب أيس، و لكنها أيضًا لا تستطيع ضربه دون سبب لذا يمكنها إتخاد التدريب كحجة لتفعل كل ما تريد، و أيس كذلك يرغب بتفريغ سخطه إتجاهها و الذي تشكَّل في هذه الأيام الأخيرة، يمكنه تحمل أنها تهرب منه، يمكنه تحمل أنها لا تريد قبلته، لكن لا يمكنه تحمل رؤيتها تنزل إلى الردهة لتجلس مقابل ذلك اللعين الذي يعمل في ذلك الكشك هناك و في كل يومٍ تقدم له المال لتشتري ما تريده و يقوم هو بملامسة يدها، البائع في الحقيقة لا يميز ماريا عن باقي الفتيات أو يتعمد ملامسة يدها فإمساك النقود مهمته لكن أيس عندما لاحظ إبتعادها عنه أصبح يشك بأي شخص و غضبه يزيد في كل ثانية يقضيها في هذا القتال لأنه يرى قساوتها معه تزداد و هو يتأكد أكثر أنها ليست على ما يرام و يحتاج لفهم ما خطبها بأية طريقة
رفعت ماريا ساقها لتركل أيس فتصدى لذلك بذراعه ثم لف ذراعه الأخرى على ساقها و بذراعه الأولى جعلها تستدير ليصبح الجدار خلفها أين ضرب أيس ظهرها به و حصرها هناك ممسكًا كتفيها قائلةً بنفسٍ متقطع و سخط
- إذن إسمه دان ذلك اللعين! -رمته ماريا بنظراتٍ باردة قاتلة ثم أدارت وجهها عنه دليلًا على عدم رغبتها بمحادثته أو التحديث به حتى لكن هذه المرة واجهت ردًا عنيفًا منه فقد أمسك فكها بقوة و جعلها تنظر إلى عينيه و برغم أنها كانت تخدش يده بأظافرها ليبتعد إلا أنه إستمر يضغط أكثر على فكها ثم قال بخشونة و جدية تامة جازًا على أسنانه بطريقةٍ لا تتناسب مع ما يقول- عند ذهابكِ غاليتي لشراء ما تشتهين من كشك الردهة ذاك، لا تقدمي النقود لذلك البائع حتى لا تلمس يدكِ يده، بل ضعيها له فوق الطاولة، و حين يَهم بإرجاع النقود لك أطلبي منه أن يضع لكِ النقود فوق الطاولة و تفادي أن يقع تلامسٌ بينكِ و بينه، فهمتِ؟
قال كلمته الأخيرة و هو يحاول تمالك أعصابه حتى لا يكسر فكها و ضل يردد كلمة "فهمتِ؟" لأنها كانت تبعد بصرها عنها و في نهاية المطاف أمسك معصم يدها التي كانت تخدشه بها لأنه فقد السيطرة على يده و قد شعر بأنه قد يخلع فكها من مكانه، فمن الأحسن أن يمسك بشيء لا يتأذى بسهولةلم يقابله منها سوى نظرة حادة و شيئًا فشيئًا خفت هذه
النظرات إلى أن بدأ يلاحظ إرتجاف فكها و إحمرار أنفها،
إنها على وشك البكاء!الدموع بدأت تتشكل في عينيها و ما هي إلا ثواني حتى بدأت ماريا تبكي فعليًا مثل الأطفال تحت نظرات أيس الذي تغلبت عليها الصدمة و الفزع و بدأ بتخفيف قبضته عن معصمها لأنه خاف من أن يكون بالفعل تسبب في إلتوائه، إبتلع ريقه بصعوبة بالغة ثم همس إسمها بخفوت فنظرت إليه بأعينٍ دامعة
- لماذا...فقط أخبرني لماذا فعلت هذا بي...ما الذي فعلته لك حتى تتلاعب بمشاعري؟!...أنا لم أتمنى لك يومًا الشر و لطالما...لطالما تمنيت رؤيتك سعيدًا و عملت على ذلك
...لقد سلمتك كل شيء فلماذا تتلاعب به؟!
سكتت بعد أن كوب أيس وجهها بين يديه و تطلع إليها بحاجبين معقودين ناسيًا سبب غضبه السابق متسائلًا بإستغرابٍ كبير
- عما تتحدثين بحق السماء؟! ما الذي تقصدينه بأني تلاعبت بمشاعرك؟!
إمتعضت ملامح ماريا برغم بكائها ثم دفعته عنها بقوة لتبدأ الصراخ بوجهه بغضب و بصوتٍ عالي تقطعه بعض
الشهقات، من الجيد أن صالة الرياضة كانت فارغةً حينها
- "هي التي عليها التحكم في مشاعرها" "ليست مشكلتي أنها غبية تُصدق كل شيء و أي شيء يقال لها" "أنا لا أستطيع قبول فكرة أن أكون مقيدًا بمشاعر لا قيمة لها تُضعفك و تزيد نقاط ضعفك خاصةً الحب و مع طفلة" "الإستمتاع ليس محرمًا، إذا بقيتْ فتاةً مطيعة فلن أُضطر لإفقادها عذريتها و لكني سأختفي من حياتها بين الفنية و الأخرى" لقد سمعتّ كل هذا يا أيس! ليس عليك التمثيل أو الكذب حتى، لقد سمعتُ كل شيء، إذن كل شيء كان كذب...هااا...أنا مجرد طفلةٍ غبية وَجَدتَ طريقًا سهلًا لقلبها...أنا مجرد جسد لك...مجرد نزوة...مجرد حثالة....لكن لماذا؟...لماذا؟!
رفع أيس رأسه عاليًا بغضب و ندم بعد سماع كلماتها الحارقة و المتألمة، أطِوال هذه الفترة كانت صغيرته المسكينة تهرب منه لأنها سمعت هذا الكلام؟! كيف حال قلبها الآن؟!
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الثاني_
Acciónكِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غريب، محاطةً بأشخاصٍ لا تتذكر عنهم أي شيء يدعون أنهم أفراد عائلتها، ذاكرتها لم تساعدها كثيرًا لكشف الح...