24_أصابني العشق

2.5K 159 123
                                    

أكمل شون مسحه على كتف أيس ثم قال بصوت منخفض
- إسمع أيس، مهما كانت ماريا ستصبح في المستقبل فتذكر دائمًا أنها طفلةٌ صغيرة، الفتيات حساساتٌ للغاية و مع شخصية ماريا يبدو أنه من الصعب أو ربما المستحيل جعلها تصبح قاسية، عليك أن تحاول التقرب منها حتى لو رفضت، بمعنى أصح لا تهتم لما تقوله لك و بدل ذلك إهتم بما تراها منها كأفعال، لا تتخلى عنها أبدًا في أي ظرف
طالعه أيس بنظرة طويلة لمدة ثم تحدث بعدما وجه بصره لإصبعه الذي يرسم فوق الطاولة أشكالًا عشوائية
- أنا لن أتخلى عنها أبدًا...و لو على جثتي...و لكني أفعل هذا لأني خائفٌ...خائفٌ من العودة لما كنت عليه في الماضي بدونها...هي لحد الآن لا تعرف أني أحرقت ميتمًا
بكل من كان به...هي لا تعلم مقدار السوء الذي سببته للعالم...هي لا تعلم أنها الإنسان الوحيد من جنس الإناث التي أركع تحتها إن شائت...لا أعرف ما هو الشيء
المميز بها و لكن...هي تجعلني أسترجع نفسي في كل مرةٍ تقترب مني...برغم أنها لطالما كانت قريبةً مني للغاية أكثر من أي فتاةٍ أخرى لكني نادرًا ما أشعر تجاهها بشعورٍ قذر...أشعر أنها أطهر من أن أرميها على السرير و أدنسها بأفعالي الشنيعة...هي كل شيء جيد في حياتي...
أريد الحفاظ على صفحةٍ بيضاء معها...أنا لطالما لم أومن
بالحب لأني لم أحصل عليه...و فاقد الشيء لا يعطيه و لكن رغم ذلك اُصْبِحُ شخصًا أخر و أنا معها...أفعل ما يمليه علي قلبي...أنا فقط مشوش و أرغب بأن أعيش في سكينة و...
قُطع كلام أيس من طرف صوت امرأةٍ تصرخ مما جعل الجميع ينظر نحو الأعلى حيث كانت تلك الخادمة تُطل من الشرفة على الردهة لتصرخ مجددًا برعب
- النجدة ليساعدني أحدهم هناك فتاةٌ تنزف في الغرفة 201 ليساعدني أي أحدٍ أرجوكم
تلك الصرخة كان وقعها كارثيًا على أيس، فتاة، و أيضًا غرفتهما و تنزف! لتوه ذكر حلمه للعيش في سكينة، على
ما يبدو لن يحضى بالسكينة إلا بعد أن ينتحر
- لحظة...أ ليست غرف...
كاد شون يتسائل و لكن رؤيته لأيس قد نهض دون
مقدمات صارخًا بإسمها و هو يتجه نحو الدرج راكضًا قد
أجابت على سؤاله قبل أن يطرحه، كاد يتبع أيس و لكنه
تراجع و إلتفت لحارسيه الشخصيين و أمر بإغلاق المكان و منع أي أحدٍ من الخروج و إحضارهم جميعًا إلى
الردهة و أيُ شخصٍ لا ينفذ الأوامر لديهم كل الحق لرفع أسلحتهم في وجهه، لا يمكنه التصرف بحنان، عندما يتعلق الأمر بالزعيمهم فالجميع سيصبح متوحشًا، لحق شون بأيس فوجده في حمام الجناح يمسك ماريا بين يده و هو يصرخ بها لعلها تستيقظ لكن برؤية شون للدماء أدرك أن هذا لن ينتهي على خير، بعد أن أدرك أيس أنه لن يغير شيئًا بصراخه صار يصرخ بالطبيب ليأتي و هذا الأخير لم يتأخر بالقدوم لكنه لم يسمح لأحدٍ
عدى الممرضات بدخول غرفة ماريا حيث وضعها أيس ليستطيع الطبيب إيقاف نزيفها

في الوقت الذي كان الطبيب يقوم بعمله كان حراس شون قد أحضروا الجميع من خدمٍ و زوار إلى الردهة، و وسط تسائلاتهم جميعًا و إستغرابهم و إرتجاف جيسي و صديقتيها وقف شون أمامهم بملامح باردة، طالعهم جميعًا بنظرة طويلة حتى تحدث
- هناك فتاةٌ تعرضت لإعتداءٍ في غرفتها لذا لن أضيع وقتكم، فليتقدم من فعل ذلك -بدأ الناس ينظرون إلى بعضهم البعض و يتهامسون بأنهم لا يعرفون شيئًا و من قد يكون هذا، ترك شون لهم دقيقةً من التهامس ثم أعاد
كلامه- سأعيد كلامي للمرة الثانية، فليتقدم من فعل ذلك
و يُستحسن أن يُسرع لأن...-رفع شون يده كحركةٍ لحارسيه اللذين أشهرا سلاحهما بوجه الحشد- الوضع سيصبح أكثر جدية -عاد الناس للتهامس و لكن هذه المرة بسرعة و رعب أكبر و جيسي هي الأخرى ذابت في مكانها و حاولت إخفاض وجهها كي لا يراها شون، هي لا تعلم أن أيس قد حكى له عنها لذا هو قد سبق و رأها و لاحظ توترها الذي لم يعجبه، همهم شون و هو يصطنع الفهم ثم أردف- حسنًا، بما أن هذا الشخص ليس بالشجاعة الكافية ليُظهر نفسه فسأبحث عنه، لا مشكلةَ على الإطلاق، لكن ليعلم بأن عقابه سيكون عسيرًا فهو قد فقد فرصة العفو عنه، لو كان شجاعًا و تقدم لسامحته و لكن كما شاهدتم إنه جبانٌ كبير و ليكن في حسبانه أن الفتاة التي تعرضت للأذى واحدةٌ من بنات زعماء المافيا
أخفض شون سببته و وسطاه فأطلق كلا حارساه الرصاص متفاديين الناس و كان هذا بمثابة التهديد لهم

Mafia's inferno _الجزء الثاني_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن