الجزء الثاني || 52

76 5 12
                                    


دخلت ريتا مكتب ثوماييس وابتسمت بتكلف حين جلست امامه وانزلت قودسيي من يديها، رفع ثوماييس حاجبه ونظر للطفل فنظرت ريتا للطفل كذلك وتكلمت : (ليس لدي عمل في القلعة اعلم ذلك)
قالت ريتا لثوماييس الذي طلبها وريتا تنظر خلف ابنها الذي يلعب بالكرة الصغيرة داخل مكتب ثوماييس فقال : (لم ابداً بكلامي بعد ريتا)
عقد ذراعه لصدره ورفع حاجبه ونظرات ألجد ترتسم في ملامحه فقال مجدداً : (انظري لي)
تكلم مجدداً ولاتزال ريتا تنظر خلف قودسيي بصامت لاترد على ثوماييس فأكمل كلامه رغم ذلك قائلاً : (هنالك ساحرة تقع على حدود البلاد الجنوبية تدعي ميكاييلا، انها تتعامل بالاحجار والسحر كذلك، وانا اريدك ان تذهب اليها وتحضريها لأجل يوليا ولأنها ثاتودسية ربما لن تتعامل مع مصاصي الدماء ستذهبين انت)
تنهدت ريتا بمعالم فارغة واومأت بنعم وتوقفت لحمل الطفل وكرته .. انحنت باحترام وفتحت الباب وخرجت، تركت الطفل على الأرض يركض وهو يضحك ويتمتم : (اوديي)
يلتفظ اسمه بطريقة غريبة وهو يضحك .

****

(ولم لم تخبرها بانك ايم؟) سألت الفتاة الشقراء الجالسة امام ثيماتوس الذي يرفع قدمه اليسرى ويضع يده عليها بينما يسرح يمينه الخاملة على قدمه الأخرى الممتدة ارضا .. رفع يمينه وتكلم : (اتعتقدين بانها ستكون سعيدة لو اخبرتها؟ شكلي ويدي ووضعي! ثم ان هنالك سبب اخر)
تكلم بجدية وبصوتٍ منخفض ناظراً للفتاة امامه، شعره الأسود طال كثيراً واصبح يحاذي اسفل كتفاه رغم انه اصبح خفيف، عيناه الفضية شاحبة، انزلت جيسكا راسها للأرض وابتسمت بخفة قائلة : (انا على غرارك، ارغب بالذهاب اليهم لكن هنالك شيء يمنعني، ربما رؤيته! اعني لاني تركته غاضبا مني)
ثم اردفت : (اود ان اذهب واطلع عن كثب ماحصل وما الجديد)
ابتسم ثيماتوس بتكلف وقال : (ريتا لقد تزوجت)
تكلم بنبرة هادئة تحمل في طياتها الاف الحسرات، نظرت جيسكا بصدمة وقالت : (ما ادراك؟ اتعني بان ذلك الطفل ابنها؟)
اومأ ثيماتوس فقالت بخيبة : (لكنه الطفل يقارب السنة والنصف متى تزوجت ومتى انجبت)
نفى ثيماتوس ببرود وقال : (لا اعلم تماما! قالت بان زوجها قد توفي ولم اسألها من زوجها كي لاتشك بي!)
تذكر تلك الليلة فوضع يساره على وجهه وغطى عيناه، عم الصمت حتى قطعته جيسكا قائلة : (أريد ان أرى ريڤن)
ابتسمت ببشاشة فبعثت راحة في قلب ثيماتوس، فقد عرفت جيسكا بأنها تمتلك ابتسامة تمتص غضب وحزن من امامها لكن ثيماتوس توقف قائلاً : (اخلدي للنوم جيسكا انا ساضل احرس خارجاً)
ابتسمت جيسكا مجاملة الا انها خرجت فور خروج ثيماتوس من ذلك الكهف المظلم والذي لا ينيره سوا ثقب في السقف يدخله ضوء القمر، جلست بجانب الاخر ووضعت راسها على كتفه وقالت : (الا تزال تحب ريتا؟ اشعر بانك تعديت ان تكون ريڤن ببرودك)
تكلمت بنبرة باهتة فالتفت ثيماتوس نحوها ورفع حاجبيه، حرك خصل شعرها عن جبهتها وأجاب بصوته البحوح : (الا ترين بانك تعديت حدودك في اسئلة شخصية؟)
قرصته جيسكا وابتسمت قائلة : (هيا لاتتجهم الحياة جميلة)
اومأ ثيماتوس مبتسماً بتكلف قائلاً : (اجل فلستِ مضطرة للعيش بذراع واحدة) 
دفعت جيسكا كتفه فقال مجدداً : (اخلدي للنوم هيا لدينا عمل صباحاً في الورشة)
اخذت جيسكا نفساً ثم سرحت جسدها للاعلى وابتسمت ثم تحركت للداخل كي تنام ويبقى ثيماتوس كالمعتاد جالساً في الخارج يحرس الكهف من هجوم الوحوش الضارية او الحيوانات المفترسة والذئاب، نظر لكف يمينه وتنهد بحسرة فهو لايدري كيف يحركها مجدداً.

****

كانا جالسين على شرفة القلعة الصغيرة ينظران للخارج حيث ان البلاد قد اصبحت افضل من ذي قبل بكثير رغم ان بعض الأماكن لاتزال مهدمة بشكل مخيف (ثوماييس يعمل جيدا كملك، اراهن ان البلاد ستغدو جنة على يده في اقرب فرصة، هو افضل من اريانوس، من كان يتوقع بانه سيصبح هكذا) تكلم فلادمير ونيك ينظر للخارج ويتنهد فقال : (معك حق)
ابتسم مجاملا فأردف : (كيف حال قودسيي؟)
نفى فلادمير قائلاً : (لااضنه سيكون بخير حتى الآن فجهازه المناعي ضعيف جداً اكاد اقول انه معدوم، اضن اننا سنحتاج لعلاجه عند البشر)
رفع نيك حاجباه وقال : (الم تستطع ايجاد حل لهذه المشكلة)
سأل بصدمة وفلادمير فاشل على اية حال فقال : (المفترض بان تقول لنفسك هذا الكلام انا باحث لست بطبيب)
ضحك نيك وقال : ( معك حق، معك حـــق) ثم اردف : (وريتا)
نظر الاخر بتفكر وهمهم بفمه قائلاً : (تلك الصغيرة لااضن انها بخير فجراح يده حديثة اضنها يحتاج الى طبيب نفسي جيد)
اومأ نيكول بنعم ثم قال : (ثم اضنك طبيب نفسي اليس كذلك ام اني مخطا)
أنب نيكول فلادمير فعقد الاخر ذراعيه نحو صدره ونفى براسه قائلاً : (هي لاتود ان تجلس معي. تخبرني بان وجهي ذكرها بـ ايم، كما ان طفلها لايثبت بمكان ابداً وريتا لاتتركه ثانية واحدة كيف ساجلسها معي)
توقف نيكول وعدل سترته الطويلة قائلاً : (اضن اني ساذهب واتفقد اندرو)
تحرك للخروج ذاهباً الى المشفى لرؤية ابنه الصغير، وفلادمير يلحقه بنظره حتى خرج من الغرفة.

يتبـــع ...

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن