غريب || 66

22 3 0
                                    

الجميع مجتمع في صالة كبيرة الحجم تنيرها اضواء خلابة مع بعض الموسيقى الكلاسيكية وصوت الدوي بين الحظور منخفظ قليلا بسبب قلة اعدادهم، كل اثنين مع بعض وهنالك من يتكلم بامر عودة ثيماتوس والبعض ينظر للمنصة بصبر منتضرين دخول ثوماييس لأجل ان يوضح لهم صحة ما يتداولوه بينهم هذه المدة من حديث! في احد الاماكن كان كل من بيستوس وجورج واقفان في احد الزوايا يتكلمان فيما بينهم، جورج يبتسم بلطف وماكسويل يقف مع منظمي العصائر والمشروبات والخدم موزعون بشكل مبعثر، سلفاندور وماتلين كانا يقفان بصبر مع بعضهما وسلفاندور يربت على كتف ماتلين الذي ينظر بشوق رؤية صديقه! ماكسويل ينتضر دخول ثيماتوس رغم أنه كان معه في الصباح ليساعده بالعمل! هو متشوق لرؤيته بزي رسمي، وعادة يرمق جورج بنظرات ويتنهد بصبر، صوفيا وكاترلي وراما جميعا يجلسن حول طاولة يحتسين مشروباً والكلام جارٍ بين كل من راما وصوفيا بينما كاترلي تنظر بالاماكن الفارغة وتتنهد بين الحين والاخرى!
ريتا وقودسيي كانا يقفان في مكان وهما يرتديان ملابس مناسبة بشكل جميل جداً وتناسق! قودسيي يتذمر بسبب ارتداءه الملابس الرسمية ويحاول انتزاع حذائه؛ نيك وفلادمير يتناقشان فيما بينهم لاجل تنظيم الحظور مع البقية! ريڤن كان قد وصل منذ بضع دقائق مع آرتي وجيسكا وكل من يمر بجانبه ينظر بصدمة كونه قد عاد رغم انهم يعلمون سبب عودته بالطبع فرؤيته بعد هذه السنين قد زادهم لهفة لرؤيته بالاخص في قلوب محبيه، كانت جيسكا ممسكة بكف آرتي وريڤن يبحث عن ريتا لتدله على مكان ثيماتوس اوليرى ثيماتوس مع ريتا كما يعتقد؛ استمر امر الكل بين حديث ونقاش وتساؤل حتى دخل ثوماييس وتوقف الكل عن الكلام وانحنى الجميع تقديراً له الا ريتا فقد انزلت راسها فحسب وقودسيي اراد الركض نحوه فمنعته ريتا، آرتي تنظر نحو الكل باستغراب وهي تشد على يد جيسكا بذهول وتقترب منها اكثر فاكثر، رفع الكل رؤوسهم وابتسم ثوماييس قائلاً : (اضن ان الكل يعلم سبب وجودكم هنا)
بدا الدوي يرتفع قليلاً فيما بينهم فأردف : (وانا قد اقمت احتفالاً بسيطاً لاجل ان ابدد تساؤلاتكم عن عودة ايم جيلونوس الى المملكة)
أومأ الكل ناظراً بصبر نحو المكان؛ ريتا كانت تنتضر حظور ثيماتوس؛ توقف وريڤن ناظراً بصبر فتقدمت جيسكا نحوه حاملة آرتي وامسكت بكفه قائلة : (اهدأ ري)
اومأ ريڤن ورن هاتفه فجاة فأخرجه وبات ينظر لجيسكا التي تبادله النظرات فأومأ نحوها وخرج بعد ذلك، استمرت جيسكا تنتظر دخول ثيماتوس ريثما يعود ريڤن (سيدخل بعد عدة دقائق اكملوا امسيتكم) تكلم ثوماييس فعادوا الى اماكنهم وجلس هو في مكانه فدخل بيلي للقاعة وتوقف مع عدة أشخاص من الموقرين في المملكة، استمر الجميع بالكلام مع بعضهم وهم يتناولون أحاديث جانبية، عدة دقائق حتى دخل ثيماتوس الى القاعة من الباب الوسطي غير ان البعض لم يكن منتبهاً له والبعض انتبه وهنالك من لم يعرفه واخرين اشاروا الى شبهه بوالده كثيراً، بدا البعض يندس بمن معه لينتبه وثيماتوس اتجه مباشرةً حيث اوصى ريتا بالبقاء هناك، ماتلين وسلفاندور لم ينتبها لوجوده حين سار وجلس على احد الطاولات فجلست ريتا وقودسيي معه بينما ماكسويل شاركهم المكان فانتبه ماتلين نحوه واتجه له بسرعة قاطعاً الحشود ليصل نحوه ناظراً بهول وصدمة وعيناه شاخصة بصدمة، تحرك سلفاندور خلف ماتلين واضعاً يداه بجيب بنطاله الضيق (ايم) تكلم ماتلين والتفت ثيماتوس وابتسم بخفة نحوه وضل جالساً في مكانه وقد وصل ماتلين نحوه فتوقف وانحنى قليلا كي يعانق ماتلين (ايم هذا انت، ياللهي اشتقت اليك، انت حقيقي) تكلم بسعادة وهو يحتضن ثيماتوس الذي يبادله وسلفاندور يعقد يداه لصدره، انزلت ريتا راسها بقهر فهي قد شعرت بالسوء حيال احتضان ماتلين لثيماتوس!
(كيف حالك مات) تكلم ثيماتوس واومأ الاخر مجيباً : (انا بخير مادمت بخير)
حول ثيماتوس نظره نحو سلفاندور الذي يبتسم ابتسامة جانبية فتحرك ثيماتوس نحوه وصافحه قائلاً : (حمدا لله على سلامتك يارجل! انت لاتحزر)
ضحك ثيماتوس بخفة وتحرك للجلوس على الكرسي! فتحرك الاخران نحوه بعدما القا تحية على ريتا بسرعة فجلس سلفاندور بجانب ثيماتوس وريتا على جانب ثيماتوس الاخر وماتلين بجانب سلفاندور، ارخى ثيماتوس جسده على الكرسي وسرح قدميه وعقد يداه ناحية صدره وهو ينظر لنقطة في السقف وعيناه الناعسة تدل على شدة تعبه وكان يبتسم ويأيد لكلام الاخرين وكانه مغصوب على المجئ والحظور لكنه متعب، كان سلفاندور يمزح مع ثيماتوس وماتلين يمسك كف يده ويضحكان ويخبرانه عما حدث في غيابه وهو يدعي الاهتمام معهما، كانت ريتا تسترق النظر نحوهم بين الحين والاخرى فَسحبَ قودسيي ذراعها هامساً : (ريتا متى سنعود للمنزل ان هذين الشخصان مخيفان ولا احب رؤيتهم مع ايم)
عبست ريتا ناظرة لثيماتوس بقهر الا انها ابعدت نظرها حين وقعت عيناها بعين ثيماتوس فقال : (تكلمي! ابتلع القط لسانك؟)
نظر لريتا بابتسامة جانبية مخيفة بطرف عينه فشعر ماتلين وسلفاندور بالتهيب قليلاً فابتسمت ريتا بخفة وقالت : (انا، ساخذ ديكو للحمام)
حاولت عدم اظهار انزعاجها فقال ثيماتوس ببرود : (حسنا، اذهبي)
نظر بعينا ريتا مباشرة فعبس قودسيي بقهر وقال بصراخ : (لاتنظر لريتا هكذا ايم)
أمسك بعدها يد ريتا ومشى مبتعداً قليلاً فاستوقفته ريتا في وسط القاعة وقالت بتأنيب : (ديكو لم صرخت في وجه والدك؟)
بدأ قودسيي بالبكاء وقال بصوت مرتفع : (انه يكرهك وانتِ تحبه ريتا انظري كيف يعاملك امام اصدقاءه، انه خبيث جدا)
صفعته ريتا على وجهه فانتبه الحظور له فعم السكوت فجاة وشهقت امراة شاهدت الموقف، نظرت ريتا نحوهم وهرب قودسيي بعيداً فاحست ريتا بيد توضع على كتفها (لم صفعتي قودسيي ريتا) تكلم ثيماتوس بحدة وضغط على كتف ريتا حتى تألمت ولم تجب باي كلمة بل ضلت ساكتة دون رد فصرخ : (لم صفعتيه؟)
انكمشت ريتا قليلاً وابعدت جسدها عن ثيماتوس الذي تطاير شرار غضب من عيناه، ابتعد ثيماتوس حين احس بأن ريتا لن تجيب فغادر على غضب منه خارجا خلف قودسيي، ضلت ريتا واقفة تعض شفتها فشاهدت فلادمير يتجه نحوها فركضت بعيداً قبل ان يبدا فلادمير بطرح الاسئلة او معاتبتها لما حصل. ريڤن كان لايزال في القاعة لايعلم عن امر وحظور ثيماتوس فتوق وبات ينظر بعيداً (سابحث عنه) تكلم واومأت جيسكا، تحرك قليلاً فتوقف بسبب اصطدامه بجسد صغير، نظر لقودسيي باستفهام ثم شخص بصره وانحنى نحو الطفل قائلاً : (انت قودسيي صح؟)
نظر قودسيي بحدة لريڤن ولم يجب فعلم ريڤن بأن هذا الطفل هو قودسيي فاحتضنه قائلاً : (اكنت تبكي؟ اين والداك؟)
بدا قودسيي بالبكاء حين سؤل عن والداه فابعده ريڤن ناظراً بوجه الطفل بأستفهما ومحاولاً اسكاته فقال قودسيي : (ايم وريتا يتشاجران دائما ايم يكره ريتا وريتا تصبح حزينة انا لا احبه لقد مللت، وريتا صفعتني)
تكلم بين شهقاته فشعر ريڤن بالصدمة لما سمعه للتو فتقدمت جيسكا نحوهما مع آرتي التي تنظر ناحية قودسيي بعبوس، احس ريڤن بجسد فوقهم فرفع راسه ونظر بصدمة وثيماتوس كذلك فقالا معاً : (ريڤن)، (ثيماتوس)
توقف ريڤن ليعانق ثيماتوس كاول ردة فعل تصدر منه، كانت جيسكا تبتسم بسعادة و آرتي تنظر للكل حتى استقرت بالنظر نحو قودسيي وتركت يد جيسكا وتوقفت امامه ارادت ان تتكلم لكن لم يسعها فهي تجيد صياغة الجمل بشكل مرتب فقالت : (انا امي ليست مع ابي ولا احزن انت لديك والدان)
ابتسمت بخفة فانزل يداه من عينه ودفعها قائلاً بوقاحة : (ماشاني بك)
سقطت ارتي على الارض وعبست لكنها لم تبك، ابتعد ثيماتوس وشاهد جدال الطفلين فشخص بصره حين دفع قودسيي آرتي فقال : (ماهذا قودسيي! لم دفعت الطفل)
تكلم بحدة وبتاني فنظر قودسيي بغضب ناحية والده اراد ثيماتوس ان يؤدبه واكتشف ان ريتا على حق حين صفعته (ثيماتوس) تكلم ريڤن فأجاب الآخر : (ماذا؟)
امسك ريڤن وجهه وقال : (اخي حمدا للرب لعودتك، حمدا للرب)
باتت يدقق بتفاصيل اخيه فابتسم ثيماتوس بمجامله وانحنى قليلا لتقبيل راسه وابتعد قائلاً : (ريڤن لااستطيع البقاء هنا اكثر، فقودسيي سـ )
لم يكمل كلامه لأن قودسيي قد دفع آرتي مجدداً وصرخ بوجهها فغضب ريڤن وحمل فنظرت جيسكا بصدمة والجميع قد التفت نحوهم تقريبا فقال ريڤن بصوت منخفض : (خذ ابنك وارحل)
نظر ثيماتوس لقودسيي بغضب وقودسيي يبادله النظرة، شعرت جيسكا بالصدمة من وقاحة قودسيي وكذلك ريڤن، تعلقت آرتي برقبة والدها ودفنت راسها تعناقه بشدة فلم يضربها احد من قبل ولم يسمح ريڤن لأحد بان يرد طلبها او يغضبها (انه وقح لقد لمسني) تكلم قودسيي وامسك ثيماتوس يده وجره الا ان قودسيي امتنع وسحب يده قائلاً بحدة وحزن : (انا لااحبك انت تكره ريتا)
توقف ثيماتوس عن محاولة اخراجه وصفعه على وجهه قائلاً : (في نهاية الامر انت تستحق ذلك)
اصبح الكل ينظر نحوهم فرمقهم ثيماتوس بتعابير جامدة وحمل قودسيي بقوة وغادر المكان (لقد خرب قودسيي لحظتكما) تكلمت جيسكا وهو تربت على راس آرتي (يبدو العن من والده) تكلم ريڤن بهدوء وتنهدت جيسكا، قد علمت الآن كيف كان ثيماتوس سابقا لكنها قالت : (هو طفل في نهاية الامر)
نظر ريفن نحوها بطرف عينه واجاب : (معك حق جيسي)
نظر للمتواجدون الذين ينظرون خلف ثيماتوس والبعض قد عاد يشير الى الشبه بينه وبين الطفل وكذلك اسلوب قودسيي، كذلك أمر كونه غير متزوجاً فلمت هذا الطفل!
وصلت ريتا نحو ريڤن واتسعت عيناها وابتسمت قائلة : (ابرام انت هنا؟)
تكلمت بنبرة شوق وعانقته فابتسمت جيسكا لخطأ ريتا التي اردفت بحماس : (اشتقت لك ياللهي هذا ارتي لقد كبر اصبح وسيما كـ اعني هو لايشبهك لكنه وسيم)
قهقهت الا ان ضحكتها لم تكن الا لمجاملته فقال : (اعلم ذلك)
وضع يده على كتف ريتا فامالت جيسكا راسها قائلة : (الا يشبهني؟)
اومأت ريتا بابتسامة وقالت : (ارأيتما ثيماتوس؟ ااااه ريڤن رأيت ثيماتوس؟)
تذكرت ونظر ريڤن ببرود وقطب حاجبيه فتلاشت ابتسامة جيسكا فنظر ريتا نحوهما قائلة : (ماذا؟)
ضحكت جيسكا بوجه ريتا ونفت بكفيها قائلة : (لاشي لكن هو كان هنا وقودسيي لكن حدث امر اضطرهما للمغادرة)
تكلم جيسكا بهدوء كي لاتربك الوضع محاولة اخفاء حقيقة ماحصل فنظر ريڤن نحوه بفخر (اوه واين غادرا؟) سألت ريتا بشك واشار ريڤن لاحد الاتجاهات فركضت ريتا دون ان تقول كلمه اخرى غير الشكر.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن