نقطة الصفر || 59

21 3 0
                                    


رتب ريڤن اغراض طفلته بحقيبة صغيرة وغير ملابسها فحملها وخرج من الغرفة ونزل بسرعة فشاهد راسيل جالسة على الاريكة فقال ببرود : (اكملت كل شيء)
وضع الحقيبة على كرسي واتجه نحوها وسلمها الطفلة فابتسمت قائلة : (صباح الخير ارتي)
ابتسم ريڤن بخفة وقال بعذ ذلك بجدية : (انسة ارغب بأخبارك امراً آمل ان يبقى سرا بيننا)
جلس مقابلاً لها على الكرسي فنظرت نحوه بأستفهام قائلة : (ما الامر سيد ريڤن)
شعرت بأرتباك وخوف فجأة فقال : (في الحقيقة، ارتي ليست صبي انها فتاة لكن لا اريد ان يعلم احد بذلك)
ارتخت تعابير وجهها قليلاً ثم اتسعت عيناها قائلة : (و ا اعني لم لاتريد ان يعلم احد بانها فتاة؟)
اشاح بصره خارجاً وقال بجدية : (هنالك اسباب تمنعني، لا ارغب بأخبار احدا واخبرتك لانك ستعتنين بها في فترة غيابي الطويل)
عاد ينظر بوجهها فقالت : (حسناً، لن اخبر احدا بناءاً على رغبتك)
ابتسم لها قليلاً وبانت غمازتيه فتلاشت ابتسامتها وقالت : (اوه للديك غمازتين، هذه اول مرة اراك تبتسم)
رفع حاجبه مع تلاشي ابتسامته وقال : (ليست اول مرة، كنت ابتسم كثيراً اعني كثيراً قليلاً)
نظرت نحوه بقهر فقالت : (اضن انك كنت تحب زوجتك كثيراً)
زفر بسخرية وقال : (الطفلة بين يديك هي خطأ ارتكبته فحسب انتهى بموت والدته)
ابتلعت بخوف واحتضنت الطفلة قائلة : (ما الذي تعنيه! تعني بانك قتلتها بعدما .. لكن كيف!)
توقفت كي لايشرح لها الامر لكن لسوء الحظ هو تكلم : (اجبرت على الزواج من والدتها ولم اشعر بالرغبة معها، حدث الامر عن لاوعي مني، ضننت بانها حبيبتي اثر مخمور ومع ذلك كنت اردد باسم غيرها اثناء فعلتي، وحملت هي بعد ذلك بالطفلة واخبرتها بان تجهظ الحمل فلم تفعل وقررت ان تنفصل عني لكنها ماتت اثناء ولادتها للطفلة، اشعر بأني ظلمتها كثيراً في فترة زواجي لها! كنت اعاملها ببرود تام واخرج ولااعود الا لوقت متاخر من الليل واعود مخمورا)
احمرت عينا راسيل وتكلمت بأجحاف : (ولكن لم؟ من التي احببتها لتفعل هذا بزوجتك)
دمعت عين ريڤن وتوقف بسرعة واستدار متحركاً للمطبخ فلحقته واحس بأنها فضولية بشأن معرفة الامر فقال : (لقد كانت شقيقتها الصغيرة لكنها توفيت بالحرب وتزوجت مجبرا بعد وفاتها)
ابتلع فانزلت راسها نحو الارض قائلة : (انت قاسي)
لم يبدي ريڤن ردة فعل تذكر فقالت بتأنيب : (وان كانت ميتة! اتتوقع بانها ستحب ان تراك تفعل هذا باختها؟ ستسامحك؟ اخبرني كيف ماتت زوجتك؟ بسببك ام خطأ طبي؟)
باتت تبكي فنظر نحوها بصدمة، مدركة حقيقة ضعف النساء فقال : (لا اعلم! هي ماتت فحسب، الطفله بيدك تشبهها كثيراً وتشبه حبيبتي ايضا)
اتجه نحو صنبور الماء وفتحه ليغسل وجهه فقالت : (اسفة لتطفلي على حياتك الشخصية سيد ريڤن)
مسحت دمعها بهدوء فقال : (لاباس، كنت احتاج لان اخبر احد بالامر في النهاية)
التفت نحوها بعد اذ فسألت : (هل ستنساها؟)
نفى براسه مجيباً : (لا! كيف سافعل وارتي يشبهها كثيراً)
تنهدت ناظرة نحو الطفلة التي تنظر ببرود نحوها فقالت : (ارتي ستشبهك طباعاً ام كوالدته؟)
نظر للطفله وقال : (اضنه سيشبهني)
تحرك لحمل الحقيبة ونظر للساعة قائلاً : (اضننا سنتاخر)
نظرت هي الاخرى للساعة واومأت ثم تكلمت بمزاح : (هيا ياسيد مزارع اذهب لعملك وانا سأذهب لجدتي)
نفى براسه بأنزعاج قليلاً فوضعت يدها على كتفه وقالت : (هيا غادر)
اومأ قائلاً : (انتبهي له جيدا فان حدث امر سيء ستودعين رقبتك)
ضحكت بارتباك قائلة : (لاتقلق)
ابتسمت لتظهر غمازة خدها الايسر فقبل رأس آرتي وغادر.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن