XLI || 41

44 2 0
                                    

ولـي العهـد -

نظر اريانوس نحو ثيماتوس وتكلم : (ارفع راسك ايم)
رفع ثيماتوس راسه يثبت راس ريتا تحت يده على وضعية الانحناء فشعرت ريتا بالقلق وجاء ببالها بأن القادم هو شخص بمكأنة عالية جداً ولم يخطر ببالها بانه الملك فسمعته يقول : (من هذه البشرية؟)
نظر ثيماتوس بجدية نحو اريانوس وأجاب : (انها فيكتور ريتا ايها الملك) تكلم بوقار وشخص بصر ريتا بهلع حين قال ثيماتوس بانه الملك، حاولت ريتا الآنسحاب لكن ثيماتوس ثبتها بيده فسأل اريانوي بنبرة مستصغرة اثارت غضب ريتا : (الفيكتور؟)
لكنها لاتنكر، فشعورها بالخوف طغى على قلبها فأجاب ثيماتوس : (اجل انها هي)
ابتسامة جانبية ظهرت على شفته الا ان ملامح اريانوس ونظرته نحو ريتا لم تكن مريحة ابداً، رفع اريانوس يده وعاد صوت البوق مجدداً فرفع الحضور والحرس راسهم جميعا فقال : (ايم احضرها وتعال خلفي)
اعطى ثيماتوس نظره لريتا كي تصمت و اومأت ريتا بسرعة وانزلت راسها ثم امسك ثيماتوس يدها وسحبها للداخل خلف اريانوس الخدم كلهم يتوقفون في صفوف طولية بخوف والبعض يرتجف والبقية من سكان القلعة ينتضرون في البلاط الواسع، اورمان يقف واضعاً يداه خلفه بوقار وخلفه ثوماييس؛ فور دخول الملك انحنى الكل حتى ثوماييس نفسه، بات ثيماتوس ينظر لاريانوس وانتبهت ريتا لثوماييس وشعرت بنرفزة الا انها اعادت نظرها لاريانوس الذي يحدق بها فارتهبت قليلاً فضغط ثيماتوس قليلاً على يد ريتا فانزلت نظرها نحو الارض، تحرك اريانوس مبتعدا عن البلاط الكبير ورفع الخدم راسهم ومنهم اورمان والبقية، سار نحو رواق كبير من الوسط إلا ان هذا المكان لايطاله احد ابداً توقف اريانوس امام غرفة ذات باب كبير وعال لم يسبق لريتا ان دخلت هذا المكان فقد كانت تشاهد حارسان يقفان بشكل دائم من هذه الناحية، فتح اريانوس الباب وتحرك للداخل فنظرت ريتا لطابع المكان المرعب، اثاث كل شيء تتزين ببعض الجماجم وتطغي على المكان ملامح السلطة بالأضافة لكل ذلك رائحة المكان التي تفوح برائحة غريبة جداً تحرك اريانوس وجلس على عرش كبير بنظر ريتا قطع الصمت صوت اريانوس قائلاً : (ايم اخرج)
وقع قلب ريتا وتشبثت بيد ثيماتوس الذي سحبها من قبضة ريتا، انتبه الملك لتشبث ريتا بثيماتوس ورفع حاجبه. نظر ثيماتوس لريتا ببرود وتحدث بنبرة حادة : (مابك؟ اتركيني!)
جر يده وابتعد نحو الباب واريانوس ينظر نحوه حتى خرج ببرود تام، التفت لريتا آخراً وتكلم : (ايم قال بانكِ الفيكتور)
تحدث بصوته الغليظ فاومأت بتوتر واريانوس ينظر لكل انش في جسدها وكأنه ليس مقتنعا بها كفيكتور فقال : (اثبتي لي ذلك)
نظرت ريتا باستهجان نحو الملك ولم تتكلم فقال : (كما تعلمين بان الفيكتور يجيد السحر والشعوذة والقتل الآندرليني واشعال النار وعواصف غير مرئية اليس كذلك!)
رفع حاجبه فابتلعت ريتا لانها لاتعلم عن هذا فضغط اريانوس على زر على سطح مكتبه فطرق الباب بعد ثوان ودخل رجل كبير قليلاً في السن يرتدي ملابس خدم رسمية، توقف امامهم وهو يقول بأجلال : (امرك ايها الملك)
فقال اريانوس : (احضر لي احد الكلاب الثاتودسية الى هنا)
امر اريانوس ونظرت ريتا للخادم وهو يخرج ثم رفعت نظرها للملك ونظرت بعيداً لان شكله سيوقف قلب ريتا قريبا فقال اريانوس : (لااخالك بكماء؟)
ضلت ريتا محدقة نحو الارض فصرخ اريانوس بصوت عال : (ريتا)
ارتعدت ريتا ولم ترفع نظرها عن الارض واكتفت بقول : (م.ماذا؟)
سألت بنبرة متوترة وصوت منخفض وشفتاها باتت ترتجف خوفا فقال : (اتحدث معك ايتها اللعينة)
توقف متجهاً نحو ريتا التي انكمشت قليلاً حتى وصل اريانوس نحوها ورفعها من ياقتها حتى توقفت بعدما كانت قد جثت على ركبتيها فقال : (اسمعيني صوتك)
تكلم ناظراً بوجه ريتا المرتعبة والخائفة وهو يفعل ذلك متقصدا لرغبته بشعور التسلط، لم تعرف ريتا ماتقوله لان الرعب قد ملأ قلبها فقال : (هل انتِ صماء؟)
افلت ريتا ارضا و هي تنظر ناحية الباب عل ثيماتوس يدخل فقالت : (اين ذهب؟)
سألت وشفتاها ترتجف وهي تسأل عن ثيماتوس وكل ما ضنه اريانوس بان ريتا تسأل عن الرجل الذي خرج للتو فقال : (لن اجيبك)
فتح ذلك الرجل الباب ومعه شخص مدمى وبالكاد يغطي جسمه الملابس فقال اريانوس : (اقتليه)
شخصت ببصرها ونفت براسها بسرعة : (لا لا لم؟)
بدأ دمعها يتجمع بعيناها فابتسم اريانوس بشر واضعا مخالبه في بطن الثاتودسي حتى صرخ بصوت عال جداً وابتسم اريانوس بخبث وهو ينظر لملامح ريتا المليئة بالخوف فقال : (اتقتلينه ام اقتلك؟)
وجه اريانوس كلامه لريتا التي نفت براسها بسرعة ولم تتكلم، نظر اريانوس لريتا بصبر فتحرك من مكأنه وقال : (خذها للزنزانة واجلدها مئة مرة لتعلم كيف يتم مجازاة من يعصي اوامر سيده ولتتعلم كيف تتحدث حين يطلب منها ذلك)
وجه كلامه للرجل وعضت ريتا شفتها وهي تبتعد قليلاً عن العجوز الذي يسير نحوها ناظراً ببرود فقال اريانوس بنبرة هادئة : (ما ان يشرب مصاصي الدماء من دم البشر حتى تصبح قلوبهم قاسية)
نفت ريتا براسها وقالت : (هذا خاطئ)
ثيماتوس تغير كثيراً عندما قابل ريتا وربما لدمها واختلاطه بدم ثيماتوس قد غير من طباعه، رغم انها لاتعلم عنه اشياء كثيرة ولم يخبرها احد بها الا انها شاهدت بان ثيماتوس تغير منذ التقت به حتى الآن فسمعته يقول : (ما الذي تعنينه بخاطئ؟ اتضعين كلامك فوق كلامي ريتا سيرجيوس؟)
تكلم بغضب بان على تقاسيم وجهه فبكت ريتا لانها لم تستطع منع نفسها وكبت دموعها اكثر، ضلت ريتا تحاول الافلات من بين يدي الرجل وهي تصرخ : (اتركني اتركني ساقتلك صدقني)
ضلت ريتا تهدد وتقاوم الا ان الرجل احكم قبضته على ريتا، ثيماتوس واقف خلف باب الغرفة وقد سمع ماحدث وسمع صراخ وبكاء ريتا فتحرك بعيدا ولم يفعل شيء فلم يتوقع منه ذلك فبات يسير واضعا يده على وجهة، لوهلة شعر بالقلق الا انه ابعد هذا الشعور فلا احد يعتدي على فيكتور بالطبع!
(لااريد ان تضربني هيا ابتعد ايها العجوز) صرخت ريتا بحدة والاخر يسحب ريتا خارجاً فقال اريانوس : (استدعيلي ايم)
أمر الرجل فاومأ وضرب ريتا على راسها لتفقد وعيها فحملها بيده الى الزنزانة فقال اريانوس مجدداً : (علموها بان تطيع اوامر سيدها ومالكها قريبا)
تكلم والخبث يعتلي وجهة ونبرة صوته، بينما خرج الرجل حاملاً ريتا كان ثيماتوس يسير خارجاً حين سمع صوت خلفه والتفت مشاهداً ريتا بيد الرجل فقال : (ما الامر جالبريك؟)
سأل ثيماتوس وهو ينظر له ولريتا مرة اخرى فقال جالبريك : (اذهب الى الملك لقد طلبك)
اومأ ثيماتوس متجها للغرفة ذاتها وهو يشعر بالسوء حيال ذهابه الى هناك فاريانوس ليس غبيا ليرى تصرفات ثيماتوس وسلوكه ولربما ينظر لاسفل رقبة ثيماتوس ويشاهد صليبه المكتمل ويلعنه؛ طرق الباب ودخل فاومأ اريانوس له بالدخول فتحرك ناحيته قائلاً : (تغيرت كثيراً اريانوس)
ابتسامته الجانبية تعلو محياه وهو يفكر في رسم صليب اريانوس امكتمل ام لا!! فرسم صليبه اسفل ظهره من جهة اليسار فقال اريانوس : (عندما رايتك لم اصدق ذلك مبارك لك استيقاظك من سباتك)
تكلم متفاخرا وجلس ثيماتوس امامه قائلاً : (انه بفضل فيكتورك ريتا)
ثم نظر ثيماتوس للجثة الهامدة على الارض فقال الآخر : (لاتقلق سارسل احد ليرميها بعيداً)
تكلم وضغط الزر مجدداً واردف قائلا : (اذا هي من عثرت عليك)
قهقه بخفة واومأ ثيماتوس فأكمل كلامه : (ارى انك اصبحت اكثر لطفاً ثيماتوس؟)
تكلم بنبرة لم يوضح بها تاكيده ام استفساره فسأله ثيماتوس بـ : (كيف؟)
دخل خادم واشار اريانوس نحو الجثة ليحملها فاومأ الخادم ورحل يحمل الجثة من المكان فأكمل : (اعني قبل قليل عندما امسكت الفيكتور ذراعك ابتعدت فحسب ولم تركلها او تنبت مخالبك في رقبتها)
أجاب مؤكداً فأبتسم ثيماتوس مراوغا وبرر : (اعتقدت بانك لن تحب ان يعامل احد فيكتورك بهذه الطريقة)
رفع اريانوس حاجبه وضحك قائلاً : (ليس كذلك، المهم كيف اصبحت ومنذ متى عدت؟)
نظر ثيماتوس نحو عداد السنين ثم شهر مخالبه وابتسم مجيباً : (عشرة اشهر تقريباً او اكثر)
اومأ اريانوس قائلاً : (ليس كثيراً) همهم ثيماتوس ونظر بعينا عمه التي تحدق به فساد الصمت قليلاً حتى قاطعه ثيماتوس قائلاً : (لقد قُتل ستالين)
تكلم براحة ونظرات توكد بانه يعرف من قتله واومأ اريانوس قائلاً : (اعلم وقد تدهورت الاوضاع وعدت)
أجاب ثم حول نظره لثيماتوس مجدداً والابتسامة تعلو محياه فقال ثيماتوس : (تبدو سعيداً)
فأجابه اريانوس بجدية : (لأجلك)
ابتسم ثيماتوس قائلاً : (ولم قد يهمك امري؟)
وبات ينظر لاريانوس الذي توقف سائرا نحوه قائلاً : (اجل يهمني ، فانت ابن اخي وعزيز علي)
وضع يده على وجنه ثيماتوس ناظراً في تفاصيل وجهه محاولاً كشف وشم رقبته، فتوقف ثيماتوس من مكأنه مبتعدا عن اريانوس قليلاً ثم قال : (ابن اخيك ام شخص عزيز؟)
فأجابه الاكبر : (اكثر من شخص عزيز)
لم يبد ثيماتوس ردة فعل ابداً، الا ان طرق الباب جعل اريانوس يتراجع قليلاً، فُتح الباب بعد امر من الملك ودخل خادمتان لتنظيف دم الثاتودسي الذي ملأ المكان فقال ثيكاتوس : (سأغادر)
نظر وعلى شفته ابتسامة جانبية فرفع اريانوس يده معلنا قبوله فتحرك ثيماتوس خارجاً وتمتم : "جنيت على نفسك"
بات يسير واضعا يداه في جيبه والابتسامة تشق وجهة.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن