XLIV || 44

57 3 0
                                    

@NagisaSolo
هذه الجميلة ساعدت على تعديل الفصل الـ 44 ، فكل شكري لهذه المبادرة الجميلة منك ياجميلة🌸🌱 وفقج ربنا دنيا واخرة

______________________________

وو"لا يعقل!! أين هي؟ أين وقعت؟ هل أخذها العجوز؟" تمتمت ريتا مع نفسها وهي تتلمس رقبتها بحثة عن قلادتها الضائعة، احست بحركة العجوز فنظرت له واذا به يقدم نحوها كوباً وهو يقول : (خذي كوباً من الشاي الأخضر خلطت معه بعض الأعشاب كي يشفى جسدك، أتوقع أنكِ كنتِ في برسذوكيا ليعذبوكِ فهم يعذبون البشر)
أومأت ريتا بصعوبة واجابت : (ر ربما)
تكلمت بتوتر وهي ترتجف قليلاً فأمسكت الكوب وشربته شاعرة بالألم والجوع والحزن والقلق والخوف والتعب، شربت الكوب كله وتنهدت براحة فهو لم يكن ساخناً جداً كما أن مذاقه كان مقبولاً؛ غادر العجوز من الغرفة للغرفة المجاورة فتمددت ريتا واضعةً يداها تحت رأسها، هي ادعت بأنها لا تتذكر أو أنها قد فقدت ذاكرتها كي لا يسألها هذا الرجل عن اسمها أو عن ماهيتها، ضلت تحدق في السقف وسمعت صوت بطنها تعلن عن تضورها بالجوع فشمت رائحة سمك مشوي، نظرت للجو وكانت أشعة الشمس قد غابت ولم يعد هناك ضوء في السماء سوى المصباح الكهربائي الموجود داخل الغرفة التي تنام ريتا بها، أنزلت قدميها من السرير الخشبي الذي يبدو بأنه مصنوع يدوياً بسبب صوت الازيز الصادر منه وشكله الرتيب، تحركت خطوتين للغرفة المجاورة فشاهدت العجوز جالس وأمامه نار صغيرة وعمودين من الحديد الذي يستند عليه مشواة تحتوي على سمكتين وإناء يوجد به سمك غير مشوي وفي الآخر سمك مشوي ولم يكن بالكثير فقالت : (أبي أريد الحمام)
تمتمت ريتا بصوت مسموع فالتفت العجوز وابتسم ببشاشة فقال : (إنه هناك، خذي المصباح لينير دربك)
اومأت ريتا وأخذت المصباح وغادرت لتقضي حاجتها، كان العجوز يجلس يشوي السمك ويدندن بصوت منخفض وبسعادة غامرة حين سمع الباب يفتح ودخل أحدهم للكوخ ينادي : (عمي أنت هنا؟)
سمع الصوت ونهض بسرعة لمعرفته لصاحب الصوت فقال : (مارس إنه أنت)
ثم اسرع لمعانقة الشخص القادم، فأبتعد المدعو مارس وقال بعد حين : (أووه أنا أتضور جوعاً وأشم رائحة سمك)
ضحك العجوز بصوته الغليظ المتعب مجيباً : (أجل لدي ضيف هنا)
نظر الآخر بتساؤل ثم قال مازحاً : (شعرت بذلك عندما شممت رائحة السمك)
قهقه كلاهما بعذ اذً؛ ريتا كانت في الحمام البسيط جداً وهي تشعر بالتوتر حين شاهدت قطرات الدم في خراجها مجدداً، وبطنها باتت تؤلمها، فلعنت نفسها ألف مرة وهي بالداخل، خرجت لـ تُلمح للعجوز بمرضها علَّ الآخر يساعدها، إلا أنها شاهدت ثاتودسي جالس معه فتكلمت بتوتر : (م مرحباً)
نظر الثاتودسي لريتا بصدمة، منظرها شكلها صوتها وتوترها وملابسها الكبيرة جداً ومطوية بشكل غير مرتب كونها ملابس كبيرة تعود لمالكها فقال : (إنها بشرية؟)
هذا ما خرج من فم مارس فأومأت ريتا بابتسامة وقال المُسن : (لقد وجدتها على الحدود، لقد هربت بأعجوبة من قبضة مصاصي الدماء، لكن هي لا تتذكر شيء أظنها فقدت ذاكرتها ولا تعلم كيف هربت أساساً)
نظرت ريتا للأرض بارتباك فتكلم مارس : (لقد كتب لها الرب حياة جديدة)
ابتسمت ريتا فقط ولم تتكلم فأكمل : (أتعلمين ظننت انك فتى في بادئ الأمر، انت ترتدين ملابس صبي)
ثم قهقه إلا أن ريتا شعرت برغبة بالضحك فسكتت وابتسمت مدعيةً بأنها مرتبكة فقالت : (أ نا فتاة)
تمتمت وراحت تجلس على السرير مجدداً فنظر لها الثاتودسي بلطف فقال مارس نحو العجوز : (ما الذي ستفعله بشأنها؟)
همهم العجوز قائلاً : (لا أعلم ستبقى معي ريثما تعود لها ذاكرتها كي نعيدها لموطنها)
تفضل مارس قائلاً : (أاخذها لمنزلي هناك أمي وإخوتي سنعتني بها جيداً)
نظرت ريتا نحوه بصدمة وقالت : (لالا أنا سأبقى معه)
تكلمت ناظرةً للعجوز وجلست بجانبه بسرعة، فسأل مارس : (حسناً يا صغيرة، أتذكرين كم عمرك؟)
نفت ريتا برأسها مرتين فقال المُسن : (أخالكِ في الخامسة عشر)
تذكرت كيف كان الجميع يتنمر بشكل شكلها فابتسمت فحسب فتلكلم مارس : (احضر السمك عمي)
توقف العجوز متجهاً خارج الكوخ حيث كان هنالك السمك لا يزال يشوى على النار وأحضر السمك وبعض الخضراوات والماء في صحن كبير ووضعه أمامهم، تناولت ريتا ومارس الطعام بالإضافة للعجوز، وريتا تستمع لما يتحدثانه وتبتسم لهما.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن