X 10

139 10 0
                                    

• الفصل العاشر •

استيقظت ريتا من النوم ونظرت فوراً لجانبيها بصدمة، تنهدت لانها تذكرت امر مجيئها الى هنا، شاهدت جيسكا نائمة على السرير بجانبها بهناء، نظرت انحاء تلك الغرفة الواسعة ذات الالوان النفهة التي تساعد على ان تستيقظ بكل حيوية ونشاط. رفعت الغطاء عنها واتجهت نحو النافذة الكبيرة، البارحة لم تذهب لاي مكان رغم الحاح جيسكا عليها بالخروج ، فقد شعرت بالحرج من الخروج بملابسها وشعرها الاشعث و شكلها الذي تراه غريباً مقارنة مع البقية، او لخوفها من الطلاب فهي لم ترى هذا النوع من البشر تقريباً، ولو اخبرتهم بانها كانت تعيش في غابة او في ملجأ بوسط الغابة وتحيطهم عناصر من مصاصي الدماء لظنوا بانها متاثرة بروايات العصور الوسطى والخيالية بالتاكيد، فتحت ستار النافذة ونظرت للساحة التي تقابل السكن المدرسي، بعض نسمات الهواء تعبث باوراق الشجر المصفر قليلاً، لاشيء سوا الهدوء وصوت عقارب الساعة، شعرت بدوار فجاة وعاد قلبها يؤلمها بلاسبب انحنت على الارض وامسكت رقبتها وبدات تحكها بألم، حوطت جسدها بيديها وبدات تحك جسدها بوجع. صوت الرياح بدأ يعلو باذنها وانقطعت عن كل الحواس وتكورت حول نفسها قليلاً، حاولت الوقوف على قدميها ونجحت، ارادت ان تصل ناحية السرير لكنها سقطت على الارض مغمياً عليها وسقطت انتيكة صغيرة موضوعة على المنضدة فاصدت صوتاً، استيقظت جيسكا على صوت تحطيم الانتيكة فنظرت بجانبها ولم تجد ريتا فوقفت بسرعة ووجدتها ممددة على الارض، اسرعت نحوها وتكلمت بهلع : (ريتا، ريتا ماذا حدث، ريتا هل تسمعنني؟ ريتا)
حاولت ايقاظها بهزها علها تستيقظ ففتحت ريتا عيناها بتثاقل وشاهدت وجه جيسكا امامها تنظر بخوف وقالت براحة : (حمدا لله لقد استيقظت)
نظرت ريتا حولها واحست بنفسها بين يدي جيسكا فابتعدت واردفت جيسكا : (ماذا حصل لك؟ لم سقطت على الارض)
ابتسمت ريتا قائلة : (انا بخير اعتقد اني فقدت املاح كثيرة بجسدي لا اكثر، لم اتناول طعام منذ البارحة)
تنهدت الأخرى واحتضنتها، اتسعت ريتا عيناها بصدمة من ردة فعل جيسكا التي قالت : (ستكونين بخير، هيا لنذهب لنتناول بعض الطعام في الاسفل، كي لاتبقي على هذه الحال)
ابتعدت عن ريتا التي اومأت بنعم وضلت تحدق بها وهي تسير لترتيب سريرها فقالت ريتا : (انت مرتبة بالفعل)
ابتسمت الاخرى قائلة بفخر : (علمتني امي ذلك قبل ان تموت)
ابتسمت ريتا ببلاهة، هي لاتعرف شعور الوالدين بينما الاخرى غمغمت بالحزن وابتلعت فقالت ريتا : (اذا هي بخير في السماء، لانها في مكان افضل بكثير فيما لو كانت هنا جيسي)
(ربما انت لاتشعرين بما اشعر به، بالمناسبة لم نقلك والداك الى هنا؟) سألت جيسكا، المدرسة لاينتمي لها سوى طلاب الطبقة المترفة. نظرت ريتا نحوها وامالت راسها قليلا لتتكلم دفعة واحدة : (كنت في ملجأ البييس و ليس لدي والدان، بالاحرى لا اعرفهما فقد رماني والدي عند باب الملجأ، كل ما عرفه اهل الملجأ هو تلك الرسالة التي جاء بها بأن والدتي توفت اثناء ولادتي ووالدي ذهب ليكون عائله اخرى)
نطرت جيسكا بدهشة! كيف لطالبة ان تأتي من ملجأ وممن! ملجأ البييس؟ فقالت : (لكن كيف انتسبتِ لهذه المدرسة؟؟)
لم تزل تعلبير الصدمة على وجهها مما ارهب ريتا قليلا فأجابت : (لااعلم، المدير تبناني واحضرني الى هنا)
قطبتت الاخرى حاجبها بوجه متفاجئ ثم سكتت عدة ثواني وابتسمت بسعادة قائلة : (اتعلمين ريتا؟ انت الان اختي بالتبني)
تكلمت بعفوية وحدقت ريتا بوجهها بأستفهام فأردفت جيسكا : (ماهذا الوجه، والدي هو مدير المدرسة)
نظرت ريتا بصدمة وقالت : (السيد لوقاس والدك؟)
اومأت الاخرى باكبر ابتسامة على وجهها ثم قالت : (اسمعي سأحضر لك ملابس كملابسي فانت الان اختي، ومن واجبي الآن ان اخذ اختي الصغيرة لتناول الفطور، بما انها جائعة ولم تتناول منذ يوم كامل)
نفت ريتا براسها فأردفت جيسكا : (لقد جلبوا لك الملابس بالفعل، وهي كالطلاب الاخرين، لكن لاباس، دعينا نذهب لتناول الفطور لكن اولا عليك الاستحمام، ساقص اطراف شعرك انه متعب جداً)
اومأت ريتا وتوجهت ريتا نحو خزانتها بسرعة واخرجت ملابسها ثم دخلت الحمام ، عدة دقائق وخرجت ترتدي ملابسها، عبست جيسكا لان ريتا ارتدت ملابسها الفضفاضة عليها لكتها حملت ملابسها ودخلت بعد ريتا، عضت ريتا شفتها بقلق وتحركت وجلست على طرف سريرها تنتضر جيسكا، فكرت فيما حصل لها صباحا؟ لِم يحدث ذلك هل هذا لانها فيكتور؟ ابسبب ثيماتوس ام انها مريضة؟ تسائلت بخوف ، لَم يحصل هذا من قبل أبداً، نظرت نحو خزانتها وتمتمت "هل علي ان أقرأ الكتاب؟ لكنني لا اشعر بالراحة عند قراءتي له"
خرجت جيسكا من الحمام ترتدي منشفة على جسدها فوضعت ريتا يداها على عيناها واستدارت ، زفرت جيسكا بضحكة على شكل ريتا وقامت بتغيير ملابسها وقالت : (اذا ريتا دعيني ارتب شعرك)
امسكت بالمشط والمقص ونظرت لريتا على ان حضرت للجلوس على الكرسي امام المرآة، نظرت ريتا نحو المرآة وابتسمت، تذكرت ثيماتوس عندما كان يجر شعرها ويقول لها انه لايعجبني، تذكرت كيف يبتسم تلك الابتسامة التي ترتعد منها بخوف، نظراته المخيفة جسده وعضلاته المرتفعة قليلاً صوته البحوح الاجش، هي فقط شعرت بالرغبة بالبكاء فحسب، قاطع تفكيرها صوت جيسكا وهي تقول : (ريتا الم تقعي بحب احد من قبل؟)
نظرت ريتا نحوها باستفهام فأردفت جيسكا : (اعني هل يوجد في حياتك رجل تحبيه او شيء من هذا القبيل؟)
وضحت ونظرت ريتا لانعكاسها بالمراة واومأت بنعم فسألت جيسكت : (حقا؟؟ هو كان معك بالملجأ)
نفت ريتا بتنهيدة فسألت جيسكا : (لم افهم)
(انه غريب) تكلمت فاندهشت جيسكا، الحقيقة انها واقعة لثيماتوس حالياً فقط، وضعت جيسكا الاغراض على المنضدة وقالت : (لقد انتهيت)
نظرت ريتا لوجهها بالمرآة وابتسمت، شعرت بأن ثيماتوس لو رآها الان لقال بأن شعرها جميل بدل ان يشده، جلست جيسكا امامها وابتسمت قائلة : (حسنا اذا، هل هو جميل اقصد من تحبيه، ليس تدخلاً مني بل للفضول)
تكلمت ببراءة واومأت ريتا بحماس قائلة : (اتعلمين! هو يكره شعري ويشده بقسوة، اعتقد بأنه سيراني جميلة هكذا)
تلاشت تعابير وجه جيسكا بقهر فسألت : (اين هو الان؟)
ابتلعت ريتا وقالت : (غادر! لانه لايحبني)
عبست ثم انزلت راسها بحزن فنظرت جيسكا باستغراب متسائلة : (رغم جمالك هذا ولطافتك لايحبك؟)
رأت انه لشيء غريب فريتا ليس فيها شيء يعاب عدا خجلها الزائد امام الغرباء وعدم الكلام كثيراً وصعوبة تاقلمها مع الوضع، اومأت ريتا وابتسمت الاخرى لها قائلة : (بما انه لايحبك وتركك فل تحظي بـ حياة جديدة وكوني علاقات جديدة، انت بدات من جديد بحياة مختلفة بالطبع هو لن يعلم أين أنت الان)
نظرت ريتا لها بشرود، مع جيسكا حق "استطيع ان اغير اشياء كثيرة" فكرت ريتا بهذه الطريقة فوجدتها فكرة صائبة. اومأت فابتسمت جيسكا وامسكت يد ريتا وقالت : (لنذهب لتناول الفطور)
جرتها للخارج وامسكت حقيبتها وحقيبة ريتا وخرجتا من الغرفة فقالت ريتا : (سأخذ حقيبتي)
اومأت جيسكا وقالت : (تفضلي)
سلمتها حقيبتها أثناء سيرهما في ممرات السكن والطلاب ينظرون لجيسكا و ريتا تسير بجانبها، تبتسم وتكلمها بين مرة واخرى، البعض يتهامس فيما بينهم بينما هما تسيران سمعت جيسكا صوت صراخ خلفه : (اووجيسسسي)
تقدم احدهم يبدو اطول بكثير منها فقالت : (اووو جوون صباح الخير)
ثم استدارت، نظرت ريتا بابتسامة مصطنعة بوجه جون الذي ابتسم بوجهها اولا ثم قال : (يبدو ان لدينا وسيمات هنا)
قرصته جيسكا وابتسمت قائلة : (هذه شقيقتي بالتبني)
ضحك جون وقال : (يااه جيسي ماهذه المفاجئة)
دفعته جيسكا بمزاح فأردف : (من انت ايتها الوسيمة)
قرص وجنتي ريتا بخفه فابعدت ريتا يدا جون بسرعة وقالت بأدب : (لا أحب المزاح) ثم اردفت : (اسمي ريتا وانا منتقلة حديثا الى هنا عمري ثمان عشر عاماً)
نظر جون نحوها بصدمة وقال : (حسنا)
امسك يدا جيسكا وريتا ثم سار بالممرات حتى وصلوا الفصل، وقف جون منتصف الفصل وقال بصوت مرتفع : (انتبهوا هنااا!)
نظر الجميع نحوهم وركضت فتاة تجاهه فقال بحماس : (هذه طالبة جديدة في الفصل)
ضحكت الفتاة وقالت : (اتقصد طفلة جديدة)
ضحك الجميع الا ريتا التي ابدت ملامح اعتيادية. دفعت جيسكا شعرها للخلف وقالت : (فيريونكا احتفظي بلسانك)
(سيضربك جون) تكلمت فيريونكا بثقة وقهقه مجموعة في الخلف والجميع ينظر نحوهم بأندماج، والاكثر يحدق في ريتا ربما اعجاباً، شعرت بالخجل المفرط بسبب نظراتهم نحوها فقالت جيسكا : (اسمعوا نحن لم نتناول الفطور الى الان سنذهب ونعود بعد ذلك)
عقدت كفها بكف ريتا وغادرتا خارج الفصل، ثلاثة طلاب ووقفوا بجانب فيريونكا وجون واتفقوا لتناول الفطور معهم، اومأ جون قائلاً : (ازعجوها بكل مالديكم من طاقة)

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن