XXXVIII || 38

50 3 0
                                    

        عاد ستالين الى المملكة متجها لقلعتهم في ذلك الوقت وهو في حالة صدمة كاملة مما يحصل. ما الذي فعله اريانوس؟ الآن فهم سبب اختفاءه وعدم عودته، هو خائف مما سيقع على عاتقه، المملكة في حالة فوضى عارمة كلما تأخر، هو يفكر بان يقوم الوزراء وستالين بترتيب اوضاع المملكة ليعود على اثر ترتيبها جميعا، هذا ماتوصل اليه ستالين؛ مضي شهرين على انتهاء طقوس خلوة اريانوس حاول ستالين قدر الامكان ان يقوم بتنظيم امور المملكة واولها اعفاء ثيماتوس من السجن بشرط ابعادة عن القلعة وعدم بقائه فيها الا بقلة وانضمامه للجيش ليضمن عدم تواجده في القلعة لفترة طويلة، عاد ستالين منذ ساعتين وهو الآن جالس على مكتبه يشد رباط على راسه الذي يولمه وبشدة فطرق احد الباب ودخل وكان ثوماييس فقال له : (ماعملك بالقلعة؟)
ابتسم ثوماييس ببشاشة، يتقدم واضعاً يداه بجيبه قائلا : (ليس لدي عمل سوى التسكع هنا وهناك، بصراحة بت اشعر بالملل وكذلك لايوجد فتاة جميلة يمكنني ان العب معها قليلاً)
تنهد ستالين وهو يخرج بعض الاوراق من مكتبه ووضعهم امامه وتكلم : (اوراق الضرائب سلمها الى مدير الجباية ليقوم بتسليمها للسكان فقد تم رفع نسبة الضريبة تبعاً لطبقات مختلفة على السكان)
تكلم وهو ينظر ناحية ثوماييس الذي جلس واضعا قدم على اخرى باستهجان قائلاً ببرود : (اتامرني بالعمل ستالين؟)
تنهد ستالين مبتسماً بخبث وهو ينظر لجسد الآخر قائلاً : (لست امرك لكن لك الحقُ فيما تطلبُه)
توقف ثوماييس وهو يمد يده بسرعة وقال : (هات اوراقك هيا)
وضع ستالين الاوراق بيد ثوماييس وعاد للجلوس وحين غادر ثوماييس الغرفة بسرعة دخل تيفومار فور خروج ثوماييس وتقدم نحو ستالين الذي ينظر باستفهام لشكل تيفومار قائلاً : (ماذا حدث لك فجاة؟ هل ذهبت للصيد؟)
اومأ تيفومار وجلس على كرسي امام ستالين الذي اردف قائلاً : (تيفومار انت ستتزوج بعد مدة انظر لشكلك كيف ستبدو كعريس توقف عن ذلك حالا ولاتوقعنا بمشاكل)
تكلم ستالين بحده ونظر تيفومار بغضب وقال : (كنا ذهبنا للصيد انا ومرقس لأجل اقتناص بعض اجيد انواع الحيوانات بسبب طلب من مدير المطابخ لتحضير كمية من الدم لأجل مراسيم الزفاف كما تعلم وتعرضنا للهجوم)
نظر ستالين بصدمة وسأل : (من؟)
نفى تيفومار قليلاً وقال : (اعتقد انهم مجموعة صيادين، صيادي مصاصي الدماء)
نظر ستالين باستفهام وقال : (لابشر في المملكة كلها عدا ريتا التي هي موجودة بالقلعة)
ضرب تيفومار على مكتب ستالين وقال : (بشر متحولون انهم يقومون بقتل مصاصي الدماء ستالين، لااحد يعلم بانهم بشر متحولون فهم يشربون الدم كذلك)
اخرج ستالين ورقة بسرعة ومحبر ثم قال : (لقد فهمت، اذهب الآن لإيلا واخبرها بان العرس تاجل لعدة ايام، ساتولى الأمر بنفسي)
ثم خرج تيفومار بسرعة من المكتب.

****

(تقوليها لانكِ تعنيها؟) سأل ثيماتوس ريتا فتوقفت من مكأنها ثم نظرت نحو الارض ولم تجب، شمع رائحة ثيماتوس وبدات تشعر بالتوتر، رائحة ثيماتوس تثيرها فوضعت يدها على رقبتها واعتصرتها بالم ثم حولتها لشفتها وهي تتنفس بسرعة قليلاً فاحس ثيماتوس بارتباكها فابتسم بخفة وقال : (مابك؟)
نفت ريتا براسها واقتربت من ثيماتوس قبل ان تعانقه ورفع رأسها و نظرت لعيني ثيماتوس مطولة ثم قالت : (ثيماتوس لم تؤذيني)
نظر ثيماتوس بحزن وقال : (انا لاافعل)
اتجه نحو ريتا ليعانقها فلم تبادله ريتا العناق لكن حين احست بنبضات قلب ثيماتوس المضطربة رفعت يداها لتبادله العناق، في تلك اللحظة خرج ثوماييس من مكتب ستالين وهو يشعر بالضجر قليلاً فشاهد كل من ريتا وثيماتوس بوضعهم الحميمي، خصوصاً حين ابتعد ثيماتوس قليلاً واضعا كفاه على وجه ريتا ليقبلها انذاك، اتسعت عينا ثوماييس بصدمة وبعد اذ ابتسم بخبث وشر وخطر بباله فكرة كبيرة تعززه عند اريانوس. اختفى من مكأنه بسرعة خارجاً كي لاينتبه اليه الاثنان الاخران.
(سنذهب لفلادمير هيا) تكلم ثيماتوس واومأت ريتا براسها وتركت يد ثيماتوس وتحركت معه للداخل ثم سألت : (انت بخير؟)
اومأ ثيماتوس بابتسامة متكلفة فأردفت : (لاتبدو لي كذلك .. ارجوك اخبرني هل قامو بأيذائك؟)
نظرت بتعابير قلقة تحدق بتفاصيل ثيماتوس لكن ثيماتوس لم ينظر لعينيها واكتفى بقول : (لا)
اومأت ريتا فحسب مراعاة لمشاعر ثيماتوس وخصوصياته فقالت : (قال بأنه وجد لنا مسكن انا وانت ولم يجعلني اذهب لوحدي هناك قبل عودتك)
نظر ثيماتوس بتفهم وقال : (لقد اخبرته قبل ان ادخل للسجن)
اومأت ريتا فقط شاردة نحو الارض فسأل : (بالمناسبة اين ريڤن؟)
نفت ريتا براسها مجيبة : (لا اعلم، كلما عرفته منذ مدة بانه غادر لبيل)
نظر ثييماتوس باستفهام وعيناه اتسعت سائلاً : (وترك جيسكا؟)
اومأت ريتا مجيبة : (تعلم مابينهم)
نظر ثيماتوس بابتسامة فخر وأجاب : (اجل اعلم، لست طفلاً كي لا يكون تصرفهم مع بعض واضحاً لي)
وهو بالفعل لم يكن منتبها لهم الا حينما اخبرته يوليا فتذكرها وقال : (كيف هي يوليا؟)
نظرت ريتا بعيدا حيث كانت كل من راما ويوليا واقفتان تنظران للارض لسبب ما فنظر ثيماتوس وريتا ببعضهم فقال : (حسناً لنتركهم اود ان اذهب لفلادمير .. ثم لنيك)
نظرت ريتا بشك وقالت : (ولم نيك؟)
سألت لان نيك طبيب ارفع من فلادمير ولايذهب احد له الا لسبب او لطلب علاج فقال : (راسي يؤلمني فحسب كذلك لدي فحوصات قديمة علي اجرائها)
نظرت ريتا بعدم تصديق رغم انه لم يكذب في اخر حديثه، هو يود ان يعالج جراحه وكذلك لأجل ان يرى نتائج فحوصه الاخيرة واجراء فحص اخر لمرضه، فقالت : (ثيماتوس سأذهب للمعهد الذي اخبرتني به)
نظر ثيماتوس بدهشة وقال : (الا تزالين تذكريه؟)
سأل بابتسامة واماءت ريتا شاعرة بالخجل قليلاً فقال : (حسناً سأذهب غدا لأجلك)
نظرت ريتا بدهشة وقالت : (غدا؟ اليس ذلك سريعا؟)
نفى ثيماتوس قائلاً :  (لدي اعمال يجب ان اقوم بها بعد ذلك ريتا ، لدي عمل)
نظرت ريتا نحو الارض وقالت : (الا يمكنني ان اراك لمدة او ان ابقى معك؟ لم انا دائماً منحوسة؟)
نفى ثيماتوس براسه قائلاً : (لست كذلك ريتا)
نظرت ريتا ناحيته ورفعت حاجبها معترضة : (بالطبع انا كذلك لو لم اكن كذلك لما ولدت كفيكتور)
تكلمت بصعوبة لانها غصت بكلامها فتوقف ثيماتوس عن المشي وقال : (لو لم تخلقي هكذا لما وقع مصاص دماء ملعون في حب بشرية)
نظرت ريتا بصدمة لما قاله ثيماتوس وتمتمت : (ا انا اسفة)
تنهد ثيماتوس وقال : (اجل انت يجب ان تعتذري)
تكلم بخبث وشعرت ريتا بالحزن والقهر فقالت : (لم وقع مصاص دماء في حب بشرية؟)
عاد ثيماتوس للمشي فامسكت ريتا يده فنقر على راسها قائلاً : (هذا مايجب ان تكتشفه هذه البشرية)
ابعد يده عن يد ريتا ومشى متجها حيث كان يريد!

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن