محاولة اختفاء || 55

40 2 0
                                    

استيقظت ريتا من النوم ونظرت للساعة المشيرة الى السادسة والنصف فاخذت نفساً طويلاً وتذكرت بانها نامت سهواً ليلة البارحة بعدما نام قودسيي، اعتدلت بجلستها نظرت لمهد الصغير فوجدته نائماً وتحركت على يسارها لتفتح الاضواء الموضوعة بجانب منضدة السرير فأتسعت عيناها قليلاً حين شاهدت مارلييت نائمة على اريكة الغرفة فتنهدت بتملل وقامت من الفراش واسرعت نحوها وايقظها (مارلييت استيقظي مارلييت) تكلمت بصوت منخفض قليلاً كي تسمعها مارلييت ولايستيقظ طفلها ففتحت الاخرى عيناها ببطئ ونظرت لريتا وابتسمت قائلة : (صباح الخير ايتها الام المتجهمة)
اخذت ريتا نفسا وامسكت ذراع مارلييت واوصلتها نحو الباب وقالت ببرود : (اخرجي من الغرفة كيف تنامين في غرفة شخص آخر الا تخافي على نفسك او حتى عما سيقال عنك عندما تخرجين من غرفتي صباحاً، الجميع هنا يفسر مايراه حسب مصلحته)
فتحت ريتا الباب واشارت لها بالخروج فقالت الاخرى : (لا اهتم ريتا)
عقدت ذراعاها بعناد فتنفست ريتا بصبر شاعرة بالغضب فقالت : (ان لم تكوني تهتمي لسمعتك فانا اهتم لذلك اخرجي لو سمحتي)
رفعت مارلييت حاجبها ثم انزلت يداها من على صدرها واومأت بنعم ثم خرجت.

***

(هيا جيسكا لننطلق) تكلم ثيماتوس وهو يخرج من الكهف حاملا حقيبة على كتف يده اليسرى وحملت جيسكا حقيبتها على ظهرها فاغراضهم قليلة لم تكن جيسكا ترتدي قناعاً ولم تغطي وجهها فقالت بحماس : (انا سعيدة جداً ايم سعيدة جداً)
ابتسم الاخر بتكلف واومأ لها حتى خرجا ومشيا في طريق متعرج طويل ينزلان من التل الذي فيه ذلك الكهف فقالت جيسكا بشيء من التذمر : (ايم لم لا نعود للقلعة فحسب؟ انا اود ذلك)
نظر ثيماتوس نحوها بطرف عينه وقال : (اخبرتك سابقا بان لاتسألي هذا السؤال وعرضت عليك اكثر من مرة ان تعودي ان رغبتي بذلك علا تخبري احد بوجودي، الم افعل!)
عبست جيسكا ناظرة بقهر نحو ثيماتوس الذي يسير امامها بخطوتين فقالت : (لا، انت تعلم بان لارغبة لي بتركك، اعني اود ان اعود معك)
نظر ثيماتوس لها بنظرات باردة وقال : (اذا ابقي دون اي تذمر)
تنهدت جيسكا واستمرا بالمشي بعدها بصمت الا ان جيسكا ليس من النوع الذي يستمر بالصمت فدائما مايخطر بذهنها موضوع يجعلها تتكلم حتى يزعج ذلك من معها لذا لم يكن احد ليحتمل كلامها المستمر عدا ريڤن.
(قودسيي جميل جداً ماتوس ارأيت؟ وكذلك صوته اللطيف، اصبح لدينا طفل بالمملكة، اضن ان تيفومار اصبح له طفل ايضا، ياترى ما الذي يفعله ريڤن في هذا الوقت) تكلمت واستمرت بطرح المواضيع والكلام حتى وصلا لوجهتهما وثيماتوس صامت فحسب، احياناً يكون في دماغ ثيماتوس امور اخرى تشتته عن سماع حديث جيسكا؛ البناية التي تحتوي على شقق مستأجرة ليجلس فيها عائلة صغيرة فحسب، دخل ثيماتوس للمحاسب واعطاه معلومات الشقة حتى صعدا للطابق الخامس حيث تقع تلك الشقة الصغيرة التي تحتوي على غرفة نوم ومطبخ وصالة كبيرة تحتوي الغرفتين بالاضافة الى الصحيات ومخزن؛ ابتسمت جيسكا باتساع وصرخت بسعادة ركضت وارتمت على الاريكة فابتسم ثيماتوس لسعادتها ونظر بعدة اتجاهات ليرى ان كان هنالك شيء كـ كامرة او جهاز استقبال فهو لم يعد يثق حتى بنفسه، حين لم يعثر على شيء من هذا القبيل انتزع عبائته وقناع وجهة ووضعهم جانبا مع الحقيبة فاسرعت جيسكا لمساعدته فابتسم ثيماتوس بخفة كشكر لها فقالت : (اخبرني ان احتجت لشيء ما)
ابتسمت ببشاشة واومأ ثيماتوس بنعم، باتت جيسكا تتفقد اثاث المكان والغرف وتشرح لثيماتوس محتوى الشقة لان الاخر كان جالسا ينظر من النافذة للاسفل (سأذهب لاحضر بعض الطعام اشعر بالجوع) تكلمت جيسكا واومأ ثيماتوس بنعم قائلاً : (انتبهي لنفسك وعودي بسرعة)
تمدد على الاريكة لينام قليلاً فتحت جيسكا باب الشقة وخرجت بسرعة لتنزل فشاهدت جورج امامها فنظرا ببعضهما بصدمة (ج جيسكا) تكلم جورج ورمشت جيسكا مرتين وضلت ساكنة الا جورج الذي اتجه نحوها وامسك وجهها وبات يتحسس معالمه فقالت ببطئ : (جورج ما الذي تفعله هنا؟)
لكن جورج ينظر نحوها بتمعن غير مصدق فتمتم بصعوبة : (انت حية؟ جيسكا لكن كيف وماذا تفعلين هنا؟)
كانت اسئلة كثيرة تطرق رأس جورج فلم يستطع ان يصغ جملة بشكل مرتب فسألت جيسكا : (لم انت هنا؟ هل تسكن هنا؟)
نفى جورج ولازال ينظر بتوهان فأجاب : (كنت فحسب جئت لماكسويل بيلي يعيش هنا وقد دعاني لشقته ورأيتك هنا)
بات يبتسم بقهر فامسكت جيسكا يده وتحركت للاسفل قائلة : (استمع لي جورج سأخبرك بكل شيء لكن لو سمحت لاتخبر احد فلدي سبب ارجوك)
اومأ جورج بنعم فنزلا، كانت جيسكا قلقة بشكل لايوصف كيف ستقنع جورج بانها تعيش مع احد في الشقة، لانها وبالطبع لن تخبره بان الاخر هو ثيماتوس، لان الاخير مصرٌ لسبب ما على عدم معرفة احد بأمره.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن