XXIV 24

89 8 0
                                    

الرابع والعشرين


صوت اقدام تقطع سكون البلاط الملكي، لشخص يسير واضعاً يداه داخل جيبه واشعه الشمس المنبعثة تعطي جمالاً اكثر لشعره، مشيته متبطرة لحدٍ ما.
(ووووه انظر من هنا!) تكلم احدهم واذا به فلادمير فابتسم فيليكس نحو فلادمير واومأ فيليكس متحدثا : (لقد جئت للقاء ايم ان كان موجودا هنا)
هز فلادمير كتفاه بجهلٍ ونظر نحو النافذة حيث يوجد بعض اصوات الطيور وضلها المنعكس على البلاط بجانبهم و اجاب : (انه مختفي منذ عدة ايام لكنه سيعود لاتقلق، ومالذي تريده منه؟ اضنك من احد الد أعدائه)
صرح فلادمير وقهقه فيليكس بخفه وقال : (كره كاترلي وروسن ووالداي له لايعني بانني اكرهه)
اجاب على فلادمير الذي رفع احد حاجبيه وابتسم ابتسامة جانبية وقال : (لا اعلم ما اقوله لكن لايبدو ان لك نية طيبة معه)
تقدم فيليكس نحوه وقال : (فلادمير انا ولدت مع ايم بفترة متقاربة ونشأنا سوية ودرسنا معا لذا انا لاشأن لي بعائلتي ان كانت تكرهه ام لا فانا صديقه وخططت للمجئ لرؤيته فورما سمعت بعودته ومعه الفيكتور، و بالطبع ليس مجيئي لاجل فكتور ريتا لكن لرؤية صديق طفولتي وابن عمي فحسب)
وضح فيليكس سبب مجيئه وابتسم فلادمير عاقدا يديه فحررها وقال : (صدقني انه ليس بالقلعة واعتقد بان ريڤن ذهب للبحث عنه)
فيليكس : (هكذا اذا.. فلادمير اعلمني فور مجيئه بواسطة روسن فانت تعلم بان اخي لايكف عن زيارتك)
حرك يديه بعشوائية فور قوله لكلامه ذا وابتسم فلادمير مجيباً بـ حسناً فتحرك فلادمير خارجاً وهو يتحدث مع نفسه بصبر (جنيت على نفسك ثيماتوس، ابناء عمك علموا بوجود ريتا ولا اعلم مانيتهم معك ومعها)
ثم توجه نحو مختبرع واغلق الباب بعدما تأكد من اقفاله كي لايزعجه احد..

****

(انت لاتخافي انا لن اؤوذيك .. صدقيني) صرخ روسن على ريتا التي تحاول اغلاق الباب بوجه روسن الذي جاء لزيارتها بعد مدة من علمه بوجودها في منزل ثيماتوس ، صرخت ريتا تدفع الباب وقلبها ينبض بخوف لرؤية شخص غريب ويحاول اقتحام المنزل، فجأة شعرت بأن الأصوات حولها انقطعت ولم تعد تسمع شيء فتوقفت عن الدفع وتركت الباب، عينا ريتا اصبحت شاحبة قليلاً ورفعت يده نحو روسن وشعرت بشيء يتدفق بداخل جسدها حتى اندفع روسن للخلف بقوة.
(اللعنة) قالت ريتا وسقطت على الأرض تنظر لروسن الواقع خارجاً فتذكرت أن هذا قد حصل حين قاتلوا الحراس في باحة المدرسة فشخصت عيناها بهلع وركضت نحو روسن وامسكت ياقته وكورت يدها لضربه بملامح غاضبة، روسن يتأوه بألم قليلاً ويتكلم كلاماً غير مفهوم فصرخت : (من انت؟)
ضلت ريتا تهدده بالضرب فتكلم روسن بصعوبة : (تبا لك.. ريتا انا .. ابن عم . ثيماتوس)
اتسعت عينا ريتا بصدمة وحررت قبضتها وتوقفت بسرعة لترتب هندامها ثم نظرت لروسن بحرج ومدت يدها له وقالت : (توقف)
ثم سكتَت وقالت : (اعتذر كنت اضنك مصاص دماء متوحش او ثاتودسي)
بررت ريتا بقلق فزفر الاخر بسخرية ليتوقف و ينفظ التراب عن ملابسه وقال : (يبدو بانك لم تري ثاتودس من قبل لتقولي ذلك؟)
اومأت ريتا، وتصورت بان الثاتودس هم يشبهون احد الحيوانات فابتسمت لمخيلتها، نظر روسن نحوها بشرود ثم سأل : (اهكذا تستقبلين الضيوف؟)
ابتسمت ريتا و أجابت : (اجل الاغلب وليس الجميع)
نظر روسن نحوها وقال : (هل ادخل للمنزل ايتها الانسة الموقرة ريتا؟)
حركت ريتا كتفيها بسخرية ومدت يدها ناحية الباب وقالت : (تفضل يا ابن عم ثيماتوس)
اغاض كلاهما روسن فاجاب : (انا اكره ذلك العين الحقير لا تنسبيني إليه، اسمي هو روسن)
اتسعت عيناها بصدمة واومأت قائلة : (معك حق في ذلك)
ظهر بعض العبوس على وجهها حين قالت ذلك فنظر روسن بتعجب واردفت قائلة : (لاتنظر هكذا ، تحسسني بأنه شيء مهم، انه بالفعل لعين واكرهه)
تكلمت بقهر وتذكرت كل شيء سيء فعله وكذلك صفعته فرفعت يدها نحو خدها، اومأ روسن متكلما : (يعاملك بسوء؟)
تسائل روسن واومأت ريتا ناظرة نحو الاخر، فقال : (حسناً انا فحسب جئت لاراك ولاتأكد من شيء)
تكلم محققاً فنظرت ريتا نحوه فأصدر روسن صوت شك وقال : (الوشم، اعني اريد ان أتأكد من انك فيكتور ام لا هكذا فحسب)
برر روسن ورفعت ريتا حاجبه وقالت : (انه في منطقة حساسة لايمكن ان اكشفه لك)
نظر روسن نحوها بشك اكبر فقالت : (لاتشك بي هكذا، انا ايقظته من سباته و هذا دليل قاطع على انني فيكتور)
تكلمت ريتا بحدة كون الاخر يشكك بها، فقال : (وماذا ان كان ثيماتوس قد قتل الفيكتور واحضرك)
برر فضحكت وقالت : (الا تزال تؤلمك؟)
نظر روسن باستفهام وسأل : (من هي؟)
رفعت حاجبها وقالت : (اعني معدتك كما تعلم لم اسيطر على تدفق قدرتي ورميتك خارجاً)
كانت تؤكد للاخر بانها الفيكتور فضحك روسن وقال : (فهمت قصدك، اجل تؤلم قليلاً لكن لاباس مصاصي الدماء يشفون بسرعة كما ان قدرتك ليست بكاملة)
نظر لريتا باستفزاز وجلسَت امامه فقال : (شيء اخر!)
(ماذا؟) قالت وتكلم روسن ناظرا لرقبة ريتا وتكلم : (هل عضك؟ اعني ثيماتوس)
قال ذلك بخبث فنظرت ريتا نحوه بصدمة وشعرت بالقلق فابتلعت ثم قالت بتوتر : (انه يعاملني كالدون لالا هو. لم يعضني)
زفر روسن و لم يستطع مشاهدة رقبة ريتا كونها ترتدي قميصاً عنق مرتفع فقال : (سأتي لزيارتك لاحقا فيكتور ريتا، اضن انه علي المغادرة فلدي عمل)
اومأت ريتا براسها ببرود، خرج روسن من المنزل واغلقت الباب خلفه وتمتمت بغضب : (ياللهي كدت اموت من الخوف، ثم مامشكلتهم مع ثيماتوس كل داخلٍ وخارج يسأل عنه)
شعرت بشعور غريب جداً فربما هو لاترغب بأن يسألها احد عنه، وضعت يدها على قلبها وتنهدت ..

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن