اختطاف || 56

35 3 0
                                    


كانت مارلييت واقفة خارجاً بوجه متحلطم وحين شاهدت ريتا اسرعت نحوها ونظرت للطفل فشعرت ريتا بالشؤم (اين ستذهبان؟) سألت بتلقف فنظرت ريتا ببرود وقالت : (ذاهبان لكي نشتري من السوق عدة امور سنحتاجها عندما ننتقل)
نظر الطفل لريتا ولمارلييت ، رفع الطفل سبابته لمارلييت ونظر لريتا وتكلم (اما) شعرت ريتا بالنرفزة وابتسمت مارلييت بسعادة فقالت ريتا : (انها ليست ماما انها مارلييت)
حملته الا ان يدها آلمتها بسبب الجروح فتقدمت مارلييت قائلة : (ساحمله بدلا عنك لنذهب معا فانا كنت ساتسوق على اية حال)
نظرت ريتا نحوها بطرف عينها وابتسمت مجاملة ثم تحركت فلحقتها مارلييت.

***

(اخبرتك بانها طبيبة معجزة انا اعرفها، حتى لو كنت مصاص دماء اضمن لك بانها ستساعدك فهي خبيرة بذلك) تكلمت جيسكا بتوسل وهي تعمل مع ثيماتوس على رفع محرك سيارة فقال الاخير : (لكن ذلك سيكلف مالاً طائلاً ووقتاً طويلاً)
رد بصوت متحجرش بسبب مضخم الصوت فتنهدت جيسكا قائلة : (اقترحت ذلك لأجلك فانت تعلم ان عدم مقدرتك على تحريك يدك الاخرى امر متعب وقسري ووجود ذلك الساعد الحديدي يبدو مؤلماً وانا اشعر بالسوء تجاه الامر واشعر بالذنب بلا سبب)
امسكت ذراع ثيماتوس وسمعا صوت طفل مالوف فالتفت كل منهما وكان هنالك فتاة تحمل قودسيي فنظرا ببعضهما ثم تقدم ثيماتوس نحوها الا إن جيسكا بقيت واقفة، لم يكملا حديثهما فثيماتوس قد توقف امام الفتاة فبَهُتت ملامحها قليلاً بسبب شعورها بالخوف فسألها : (لم هذا الطفل معك؟)
ابتسم الطفل بسعادة ورفع يديه نحو والده وبات يحرك انامله كي يمسكه فاستهجنت مارلييت أمر الطفل فقالت بتوتر واضح : (انه اعني، ليس ابني انه ابن ريتا، شعرت بالغثيان وذهب لمكان ما وتركتنا، لكنها تاخرت وانا ابحث عنها)
أومأ ثيماتوس فابتعدت لكنه امسك ذراعها لان الطفل بات يبكي فقال : (ما يضمن لي من انك لم تخطفيه؟)
تكلم بحيلة واصفر وجهها وتمتمت بتوتر : (انت اتركني، اود ان اعيد الطفل لوالدته)
جرت يدها ولا زال الطفل يبكي فشد عليها قائلاً : (أنتِ ستبقين هنا ريثما تعود، والطفل سيبقى عندي)
قدّم ذراعه للطفل فاسرعت جيسكا نحوهم ورفعت الطفل لتضعه على ذراع ثيماتوس فبات الطفل يبتسم ويلعب بقناع والده الحديدي، ضلت مارلييت تنظر بتوتر نحو الارجاء فهي كانت تحاول ان تختطف الطفل وخافت ان تظهر ريتا وقد كذبت بشأنها!
(ابا ، ايم) تكلم الطفل وهو يقبل القناع الحديدي ويضع يداه على شعر والده ويشده ويلعب به، ويتكلم باشياء لايفهمها ثيماتوس، جلس ثيماتوس على المسطبة ووضع الطفل على قدمه اليسرى فأبتسم قودسيي قائلاً : (انت كلب)
شعر ثيماتوس بالصدمة لكلام طفله فقال بحدة : (من علمك هذا ياولد!)
ثيماتوس يعلم بأن ريتا لاتنتقي هذه الكلمات، ابتسم قودسيي وقال : (ايم كلب)
شعر ثيماتوس بالنرفزة فلم تستطع جيسكا السكوت فضحكت بصوت مرتفع فانتبه ثيماتوس لاختفاء مارلييت فجاة وبات ينظر في الانحاء فتوقفت جيسكا عن الضحك وقالت : (اين الفتاة التي كانت تحمله؟)
تمعنا جيداً في النظر ولم يعثرا عليها فأردفت جيسكا قائلة بصدمة : (ياللهي! كانت ستختطف الطفل! اين ريتا؟)
شعر ثيماتوس بالخوف والقلق هل يمكن ان تقتلها تلك الفتاة (اساسا لم جاءت الى هنا) اضافت وحرك ثيماتوس راسه للجانبين، كان قودسيي ينظر نحوهما فشعر بالخوف بسبب ارتباكهما وعبس ناظراً للجانبين فلم يعثر على ريتا وبدا بالبكاء، نظر ثيماتوس نحوه بصدمة وقال : (ولكن لم بكى؟)
رفعت جيسكا كتفيها قائلة : (احس بغياب والدته)
نظر ثيماتوس بعدة اتجاهات ولا اثر لريتا، شعر بالقلق وقرر ان يبحث عنها ما ان لم يرها بعد قليل، عدة ثوان مرت حتى شاهدا ريتا تركض سريعا حول المكان فابتسمت جيسكا لااراديا واسرعت نحوها، انتبهت ريتا للاخرى وتوقفت بوجه شاحب وهي تقول بسرعة : (اسفة ليس لدي وقت لاتكلم معك)
حاولت الافلات من يد جيسكا فسحبت جيسكا ذراعها دون ان تتكلم بشيء وريتا فحسب تنظر بتشتت علها تجد مارلييت، توقفت حين شاهدت ذلك الغريب ومعه قودسيي فركضت نحوه واخذت ابنها من يده بسرعة واحتضنه بقوة، نظرت جيسكا لثيماتوس وكذلك الاخر فقالت ريتا بعدما هدأت : (لكن لم ديكو هنا؟ تركته مع مارلييت)
عادت تنظر بعدة اتجاهات فقال ثيماتوس بتأنيب مبطن : (شاهدته معها فأخذته، لم اكن اعلم بانها تقرب لك ضننتها غريبة او مختطفة، لقد تركته وغادرت)
شعرت ريتا بأهمالها فقالت مبررة : (انا اعرفها بالفعل، لكن يبدو بأنني كنت مخطئة حين تركته عندها)
اومأ ثيماتوس ناظراً نحوهما فقال قودسيي بصوت وديع : (ايــم)
بات الطفل يشير لثيماتوس فابتسمت ريتا بخوف وشعر ثيماتوس بالتردد فقالت : (لا ديكو ايم في مكان اخر وسيأتي بعد مدة لرؤية صغيريه)
كانت تقصد بطفليه قودسيي ونفسها، قودسيي الح على ان يعود لوالده لكن ثيماتوس رفض هذه المرة خشية ان يفضح نفسه!
هو اراد ان يحتضن قودسيي بيديه ويقبله ويلعب بشعره، خيل اليه جلس مع ريتا وكما في السابق لكن تلاشت الصورة من ذهنه حين قطعت شروده ريتا وهي تقول بأدب : (سأغادر فان بقيت سيزعجك طفلي، وشكرا على اعتنائك به اقدر لك هذا)
ثم استدارت للمغادرة الا ان ثيماتوس استوقفها فالتفتت نحوه وقالت بتجهم : (ماذا؟)
لم يجد مايقوله فأكتفى بجملة خرجت عن لاوعيه قائلاً : (هنالك شخص ينتضرك)
ترك ذراع ريتا فسألت : (ما الذي تعنيه؟)
نفى الاخر براسه وقال : (انتبهي لنفسك)
شعرت ريتا بعدم الراحة، والتفت مغادرة فنظرت جيسكا نحوهما بحزن، عاد ثيماتوس لمكأنه ثم تحرك نحو السيارة واشار لجيسكا بان يعمل معها فتحركت لتساعده؛ بات ثيماتوس يفكر بعائلته شاعراً بنوع غريب من المشاعى، احس بان شيء ما على عاتقه يشعر بكونه مكتمل فجأة يشعر بان جزء منه قد ولد، ثيماتوس لم يستهجن الامر في بادئ الامر، فعندما اخبرته جيسكا بان قودسيي طفله لم يستنكر الامر بسبب الشبه الكبير بينه وبين الطفل، لكن خوفه بسبب المدة الطويلة وبسبب عوارضه الصحية كان يشك بالامر من ناحية، كما ان ريتا تقول له ديكو وهو لقب الذي اطلقه ريڤن على ثيماتوس حين كانا صغيرين، ابتسم ثيماتوس بتكلف جاهداً بالعمل يحاول اخراج محرك السيارة بيساره بعدما اسندها على ذراعه الخاملة، التفت نحو جيسكا وقال : (جيسكا، قلت انك تعرفين طبيبة تستطيع ان تساعدني في علاج اعصاب ذراعي!)
أبتسمت جيسكا بفرح وقالت بحماس : (بالطبع، الا ان العلاج الطبيعي يستغرق وقتا طويلاً جداً)
واومأ ثيماتوس صامتا فسألته بقلق : (تفكر بالعودة؟)
اومأ الاخر مجدداً فاسرعت جيسكا لمعانقته قائلة : (شكرا ايم)
تنهد ثيماتوس قائلاً : (ايتها القزمة)
سخر منها فقرصته قائلة : (ان كنت قزمة فماذا تسمي زوجتك)
رفع ثيماتوس حاجبه الا ان جيسكا لم تشاهد ردة فعله، فهي قد نسبت ريتا كليا لثيماتوس فقال : (ساخذ فترة افكر بالامر مليا، انا لم اكن اود العودة واهم اسبابي هي ذراعي التي ستشعر ريتا بالذنب، انا لااود ذلك بالفعل، وغيرت رأيي الان لدي عائلة يجب ان لا تتفكك)
ضحكت جيسكا وقالت بتبجح : (تعني بانك تريد تربيتهما، شاهدت ابنك قبل قليل هو وقح ولسانه طويل)
التفت ثيماتوس نحوها بعدم رضا وقال بنبرة مليئة بالاهتمام : (لا أُنكر شعوري بالمسؤولية، يجب ان اعود لعائلتي)
فقالت : (انت هكذا كما عهدتك، كنت تعتني بيوليا وريڤن)
اسرعت تساعده على العمل ورفع محتويات السيارة الا ان ثيماتوس ظل صامتا فحسب فكر قليلاً واراد معرفة مكان المهندسة الاطافية التي ستعمل على معالجته كما قالت جيسكا فسأل : (واين تسكن؟ اعني تلك المهندسة التي اخبرتني عنها؟) سأل ثيماتوس وفكرت جيسكا قليلاً ثم قالت بجدية : (اسمع هي بشرية تدعى انطونيا ولديها قسم في المستشفى الحياتية التي كانت قرب مدرسة والدي، لن تندم على معرفتها صدقني)
سكت ثيماتوس قليلاً ثم التفت اليها وتكلم : (اقلت بشرية؟)
اومأت جيسكا خائفة من ما سيقوله ثيماتوس فهي تعلم بأنه يكره البشر لكن ثيماتوس ضل صامتا فعلاجه ورغبته بالعودة سالماً يملي عليه ان يكفتي بالسكوت حتى وان كان غير راغب بذلك (حسناً سنذهب اليها عندما نستقر في شقتنا) تكلم ثيماتوس وشعرت جيسكا بالحماس رغم انها لم تخمن ملامح ثيماتوس فيما اذ كان سعيداً ام لا لكنها اكتفت بقول : (عندما نعود بخير في ذلك الوقت سيعالج نيك ضمور اوتارك الصوتية فما من معظلة الا ولها نيكول)
تكلمت بحماس واضح لانها لم تكن ترغب فحسب بأن يعود ثيماتوس لعائلته، كانت تأمل ان تعود لترى ريڤن مجدداً رغم ان جورج اخبرها بأنفصاله عن المملكة لكنها لن تمتنع ابداً من ان تسأل احد عن مكانه لتلحقه، رغم عدم معرفة احد بمكانه لكنها تأمل ان يكون هنالك ولو شخص واحد يعلم بمكانه.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن