XI 11

144 11 7
                                    

• الفصل الحادي عشر •

(صدقني يادكتور لقد كانت بخير ولاتعاني من شيء) تكلمت جيسكا بحدة نحو الطبيب فقال لها : (حسنا)
عاد الطبيب بنظره نحو ريتا الممددة على سرير المشفى فاقدة للوعي، الدكتور لم يستطع تشخيص حالتها الصحية بسبب عدم وجود اثار جانبية ولم يجد شيء يدل على انها ليست بخير فقال : (ربما سأكشف عليها)
نظرت جيسكا نحوه بصدمة فقالت : (لالا لاتكشف عليها، اذا بقيت على هذه الحال ساخبرها بأن تكشف عليها، لن تكون طيبة الخاطر ابداً)
تمتمت واومأ الدكتور قائلا : (حسنا لكن ان انتابتها هذه الحالة مرة اخرى فأنا سأكشف عليها)
وضع يده امامها بتنبيه واومأت جيسكا ناظرة لريتا الممددة على السرير.

***

(ماذا يعني بأنه لم يكن من الحراس) تكلمت المديرة بصدمة فتكلم من امامها بوجه ممتعض : (نحن لم نرسل احد لاخذها الى الان)
ضرب المكتب بيده ثم اردف يسأل : (اتعلمين اين وجهتهم)
نفت بهلع، فهي قد ضيعت الفيكتور الاخير فعاد يقول : (لم نكن مصدقين بأننا عثرنا عليها، يتضح بانها قد خطفت)
ارتعدت بسبب صراخ ايس عليها، لم يكن هنالك شيء يمكنها ان تتفوه به غير انها كانت تسمع سيل الاهانات عليها فقال : (ان لم نعثر عليها! سنعتبرك متواطئة بأمر قضيتها)
ارتجفت قائلة : (لكني سلمتها للرجل الذي ارسلتوه الينا ايس)
ضرب الحائط بكفه ثم حمل سترته وخرج طابقا الباب خلفه بقوة.

***


توقف امام باب الكنيسة المحطمة وصلَ بيديه وابتسم ودخل قائلاً : (اشتقت لك كنزي الثمين)
تحرك للداخل، مشي بين الارائك وسمع صوت بالداخل وابتسم بخبث وتمتم : (كنت اتوقع ان اجدك هنا ريتا)
تحرك للداخل اكثر وفوجئ برؤية رجل جالس ينظر للجثث بهول فتلاشت ابتسامته، نظر الرجل نحوه وصرخ محدقاً في ثيماتوس الذي عاد للابتسامة بخبث وهجم عليه بسرعة شاهراً مخالبه، قام بغرسها برقبة الرجل الذي توسله بتركه فعمق ثيماتوس مخالبه حتى ارتجف الرجل ومات شاخصاً ببصره، اخرج يديه من عنق الرجل وامتصها، قطع راس الجثة ورماه مع كومة الروؤس، ضل جالساً يشرب من دمه حتى انتهى وغادر ليغتسل ويعود للجلوس بمكانه على مسرح الكنيسة، نظر نحو الباب وتافاف لأن ريتا لم تحضر، كان متأكداً من انها ان احتاجته ستهرب لتبحث عليه ولو كان في جزر القمر، ضل جالسا يتأفأف وساعة يغادر للخارج ويعود، يضرب بقدمه برؤوس الجماجم وعادةً يقرأ. مرت عدة ساعات ولم تحضر ريتا، بالطبع! كيف ستحضر فقد ابتعدت عن الغابة هذه كثيراً وعن الملجأ والكنيسة.
بعثر تسريحة شعره وتمدد واضعاً يداه تحت راسه ورافعاً قدم فوق اخرى، حدق بعيناه الفظية نحو السماء التي تظهر من سقف الكنيسة المحطم وزفر بغضب ثم سكت فحسب، بالنهاية هو اعتاد على وجوده وحيداً في الكنيسة ليس وكأن ريتا كانت تؤنسه عادة طبق عيناه ليغفو قليلاً.

***

خرجت ريتا من المشفى ولم تخبر جيسكا ماحصل معها بالفعل فهي لاتعلم مابها، اصبحت علاقتها بجيسكا قوية جداً! جيسكا ذات طبع ثقيل مع ابتسامة عفوية، قلبها ابيض ولا تكره احدا بالاضافة لكونها محبوبة فهي ذكية، اشترت لريتا كتاب حارس الكنيسة كما وعدتهت، بالفعل الكتاب يتحدث عن قصة خيالية تتمحور حول ثيماتوس، قرأت ريتا القصة بليلة واحدة وشعرت بالحزن حين كانت نهاية الكتاب حزينة.
في الفترة هذه اغمي عليها مرتين وجيسكا لم تاخذها للطبيب كون الطبيب قال سيكشف عليها فتكتمت على الامر.
(هيا جيسي ارجووك، انا حقا أحتاج ان اذهب الى هناك، عليك ان تصدقي انه بالفعل يوجد ثيماتوس وانا اشعر بأني سأجن لو لم اذهب اليه)
ضلت ترتجف واضعة يداها على عضدي جيسكا وقلبها ينبض بقلق وحاجة لشيء هي ليست على علم به، تشعر بحاجة لرؤية ثيماتوس والشعور بانيابه برقبتها فقالت جيسكا بقلق : (ريتا لن نذهب)
فقالت ريتا بترجي : (لكن انا بالفعل اود رؤيته بضرورة)
أنكسر قلب جيسكا عليها فأبتلعت قائلة بقلق : (حسنا لكن لو حدث شيء فعلى مسوؤليتك)
ردت ريتا : (ش شكرا لك، سنذهب الان)
اومأت الاخرى بتفهم وقالت : (ساخبر والدي بأننا سنذهب للتسوق)
صرحت وانتزعت قميصها متجهة نحو الخزانة وفعلت ريتا المثل لتغيير ملابسها، فتحت جيسكا الهاتف واتصلت على احدهم لاجل ان يقلهم للغابة بسرية تامة، اغلقت الهاتف ووجهت ببصرها نحو ريتا وابتسمت بلطف فقالت ريتا : (شكرا لك جيسكا لن انسى معروفك ابدا)
ثم نظرت للارض بخجل. عدة دقائق واتصل احدهم بجيسكا مجدداً واذا به السائق الذي سيوصلهم فقالت : (حسنا ريتا سنغادر)
تكلمت وابتسامة قلق على وجهها تحاول اخفاءها بشدة (هيا) تكلمت ريتا واقفة بسرعة متجهة نحو باب غرفتهما فنظرت جيسكا نحوها بغرابة وخرجت بعدها.
ساعتين وكانتا عند الكنيسة، يبعد بينهما عدة امتار فقالت جيسكا : (سابقى هنا)
اومأت ريتا بسرعة وركضت للداخل، شعرت بعدة صخور تؤلم قدمها بسبب الركض والهواء الذي يلفح بوجهها وهي تركض نحو الكنيسة، توقفت امام بابها ودفعته، تحركت بهدوء وبخطوات متساوية، ولجت اكثر الداخل ولم تجد ثيماتوس فعضت شفتها قائلة : (ثيماتووس)
ولكن لم تسمع له خبراً فقالت : (هل انت هنا؟)
فجعت حين احست بيدين تحاوط جسدها من الخلف بسرعة فأذا به يهمس لها : (اجل ثيماتوس هنا)
تلاشت ملامح القهر من وجه ريتا وسكتت فحسب فسألها : (لم جئت؟)
ريتا صامتة فحسب، فأجاب بدلا عنها بهمس : (جئت لرؤيتك)
لايزال يحوطها بيده ويضع وجهه على كتفها فسأل مجدداً (لم جئت؟)
تصنمت ريتا بسبب نفسه الذي يلفح برقبتها فتمتمت : (ج ء... )
توقفت عن الكلام بسبب حركة انف ثيماتوس علئ رقبتها فقال : (اجل اكملي)
تكلم مجدداً بذات النبرة و بات قلب ريتا ينبض بشدة، تحولت لمساته الى قُبل خفيفة على رقبتها فسكنت ريتا وابتسم ثيماتوس بخفة فاحست ريتا بابتسامته وعضت شفتها بقلق مطالبة ثيماتوس بعضها، احس الاخر بقلق ريتا ففتح فاه ليعضها، تنهدت مستعدة لتقبل العضة لكن ثيماتوس ابتعد فـ انقبض قلبها، استدارت نحو ثيماتوس ونظرت بعيناه بينما الاخر لايزال يحاوطها فقال : (اشتقت اليك)
تكلم بنظراته وابتسامته المعهودة فسألت : (الن تعضني؟)
ابتلعت فـ نفى الاخر قائلاً : (لا اود ان اوذيك)
ثم ابتسم بخبث، اشاحت ببصرها عن ثيماتوس، ولم تقل له بما تحتاجه منه فاكتفت بالصمت خجلاً، قرب ثيماتوس وجهه نحو راسها ليقبل شفتيها لكن ريتا وضعت يدها على فمه عائدة لوعيها قائلة : (ق قلت لاتفعل ذلك)
ابتعدت فارخى ثيماتوس يديه وابتعد عنها واضعاً يديه على رقبته قائلاً : (اقترفت خطا لايغتفر)
نظر للاعلى بملامح فارغة فجلست ريتا منكمشة على نفسها فأردف : (كما قال ريڤن، انتِ لست من حقي)
رفعت ريتا راسها لتنظر لثيماتوس المحدق للاعلى لاتفهم مايتكلم به الاخر فأكمل حديثه : (عودي من حيث تبنوك ريتا، الملك لن يعود الا بعد مدة وعندما يعود ساخبره لينظر في شأنك، لكن انت لن تعيشي بداخل القلعة بالتاكيد!)
توقفت ريتا على قدميها امام ثيماتوس وحركت خطواتها للخارج وامسكتها يدا ثيماتوس قائلاً : (ساعضك)
جرها نحوه ووضع وجهه على عنقها وعضها من اعلى رقبتها اسفل اذنها وبدا يمتص بدمها بينما ريتا بدأت تتنهد وتأن مراراً بسبب الم العضة في منطقة رقبتها الحساسة، سحب انيابه ببطئ من على رقبتها فخرت الى الارض وامسكت رقبتها بالم فتمتم بملامح فارغة : (كيف تشعرين؟)
نظرت ريتا نحوه بحقد واجابت بحدة : (اشعر بالكره. تجاهك ثيماتوس)
توقفت راكضة للخارج واضعة يدها على رقبتها شاعرة بالصداع الشديد ويبدو ان العضة قاربت احد اعصاب رقبتها، نظر ثيماتوس خلفها وتمتم "في الحقيقة كنت مستمتعاً بشكلك وانت راغبة بي ريتا" ابتسم بخبث ناظراً لريتا الراكضة للخارج. ندم ثيماتوس لانه عضها، لكن رغبته هو الاخر جعلته يعضها بنهم ولذة، اراد ايضاً تقبيل ريتا التي منعته لانها لاتحبه في الحقيقة ونفسها الداخلية توقف ثيماتوس عن حده.
خرجت ريتا والقهر يملأ قلبها والالم رقبتها وراسها تفكر في المكان الذي عضها ثيماتوس منه "مؤلم جدا" ، الم يخشى ان يقتلها لو عض لها عصب او وريد في رقبتها، توقفت عن الركض واستدارت نحو الكنيسة تنظر نحوها بقهر "لِم تفعل بي هذا ثيماتوس؟" سألت نفسها بتأنيب وشعور الندم يملأها لمجيئها الى هنا، انتبهت لنفسها حيث تلاشت رغبتها نحو ثيماتوس بغرابة، ضلت عيناها تجول بالارض حتى ابتلعت وجلست على الارض وبدأت بالانين، شعر بقلبها يعتصر شعرت فقط بالحزن! لم تتعلق بشخص هي ليس لها الحق بامتلاكه، وحتى ان كان لها الحق بذلك فشخص مثل ثيماتوس خطر عليها بكل تاكيد، احتضنت راسها وعادت للبكاء مجدداً، سمع صوت احدهم يتقرب نحوها فرفعت راسها وشاهدت جيسكا بملامح صدمة وقهر.
(مالامر ريتا؟ احدث شئ ما؟ لِم تبكين؟) سألت جيسكا.
عضت ريتا شفتها بقلق، ان رفعت راسها اكثر ستشاهد جيسكا العضة الواضحة في اعلى رقبتها، لسوء الحظ انتبهت للعضة وشهقت قائلة : (ماا ماهذا؟ هنالك مصاصي دماء حقيقيين)
لم تصدق جيسكا ما تنظر له، فوضعت ريتا يدها على رقبتها وانحنت جيسكا لمستوى ريتا وابعدت يدها بدهشة. ارخت ريتا يدها ونظرت جيسكا للثقبين في رقبة ريتا التي يجر منها قطرات من الدم ومحاطة باللون الازرق بسبب جلدها الترف. ابتلعت وتجمعت الدموع في عيناها قائلة : (من فعل ذلك؟)
تكلمت تشهق بخفة ولم تجب ريتا انما ضلت تأن ببكاء حاد، احتضنت جيسكا من هي امامها فوضعت ريتا راسها برقبة جيسكا واستمرت بالنشيج والبكاء بقهر والاخرى لاتفعل سوا البكاء بصمت على شكل صديقتها هكذا، وضعت يداها على جانبي ريتا واوقفتها قائلة : (لنعد للمدرسة)
اومأت ريتا بنعم تمسح دموعها بكفيها بقهر، انتزعت جيسكا وشاحها ولفته حول رقبة ريتا وتسائلت بقلق مربك : (يؤلمك؟ ثيماتوس صح؟)
اومأت ريتا مرتين فقالت جيسكا : (لنذهب ونغتسل عند تلك البركة قبل ان نعود للسائق)
اجابت ريتا بصوت مختنق : (حسنا)
تحركتا نحو البركة بخطوات متسارعة وانحدرتا لمستوى البركة فحملت جيسكا بعض من الماء بيدها وغسلت وجهها بينما ريتا تحدق بانعكاسها فحسب، نظرت جيسكا نحوها ثم حملت قليلاً من الماء ورشته على وجه ريتا التي شهقت بخفة وارتعشت بسبب ملامسة الماء البارد لجسدها فضحكت جيسكا وقالت لها : (لاتحدقي لنفسك بالماء انت جميلة بالفعل، اغتسلي لقد تاخرنا عن السائق)
ابتسمت ريتا بحزن واغتسلت بسرعة. انتزعت الوشاح لتغسل العضة بماء بارد ان يتخثر الجرح فقالت : (ساخبرك بكل شيء عندما نعود)
اومأت الأخرى دون قول شيء.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن