خاص || ماضٍ من المملكة

46 1 0
                                    

من المملكة"
بينما كان هو جالس على عرشه الفخم الذي يملأه قطع الذهب الفخمة العائدة لعصور متراجعة بشكل رتيب ينظر نحو الخدم الثاتودس بدونية، وقد كانوا هم غالبية الخدم (استدعولي ثيماتوس) تكلم اريانوس وابتسامة خبيثة تعلو شفته الحادة فأجابه احد الخدم : (سيدي ثيماتوس غادر البارحة الى بيل وسيعود بعد يومين من الآن)
حاول الخادم اخفاء توتره فابتسم اريانوس بشر واضح وقال : (اذا اريد نيك حالاً واخبره بأن يحضر معه ملف ثيماتوس الطبي)
انحنى الخادم نحوه وقال : (امرك سيدي)
خشي اريانوس علاج ثيماتوس لخوفه على منصبه وعرشه الذي حصل عليه بأعجوبة بعد موت سيثا الذي كان حارصاً كل الحرص بأن يخلفه ابنه في حكم المملكة، خرج الخادم وبسرعة لركوب عربة من اجل الوصول الى عيادة نيك المتواضعة، ذلك الوقت حين كان كل شيء بسيط يطغي على احوال المملكة، قصر متواضع، ولم يولد الكثير من نسل جيلونوس كما أن عدد السكان قليل نسبة للثاتودس المجاورين لارض المملكة، الحياة بسيطة غير معقدة دور تعليم اعتيادية، دور علاج صغيرة عمليات قليلة وزواج بنسبة كبيرة.
نزل الخادم من العربة مسرعاً نحو العيادة فرن الجرس اليدوي البسيط بيده ودخل قائلاً : (سيدي نيك الملك اريانوس يطلبك واراد ملف ثيماتوس جيلونوس الطبي)
رفع نيك حاجبه باستغراب نحو الرجل المرتبك ناظرا نحو الأرض قائلاً : (حسنا)
اجاب بنبرة ساخطة ودونية ثم تحرك نحو الرف المعلق ثم انزل صندوقاً وفتحه، كان الصندوق يحتوي على عدة ملفات مرتبة، تسلسل بيده على الملفات وهو يقرأ بالاسماء فأبتسم ورفع الملف ووضعه على مكتبه فقال : (لقد وجده انتضرني خارجاً)
انحنى الخادم وخرج بسرعة، حمل نيك الصندوق ووضعه في مكانه بعدما تأكد من اغلاقه باحكام وخرج من عيادته فأغلق الباب خلفه ونظر نحو الخادم والسائس وركب العربة، انطلق سائس الاحصنة بسرعة عائداً للقلعة هناك حيث اريانوس ينتضر نيك بفارغ الصبر.

في مكان اخر حيث يتمدد ريڤن على السرير بوجهه المليء بالكدمات وجسده العاري المليء بالضمادات أيضاً، عيناه المتورمة قليلا. فتح عيناه ناظراً للسقف وشاهد شيء معلق بيده وعلم بأنه مغذي، ابتسم الطبيب بعطف فسأل: (كيف حالك؟)
اومأ ريڤن ببطئ فعبس الاخر بقهر، تنفس ريڤن واحس بروحه عادت لجسده فتنفس اكثر ليشعر بالحياة فقال الاخر : (اعلم بانك لاتزال متعباً لكن صدقني هي مدة زمنية وتشفى)
نظر ريڤن نحو السقف بشرود وسأل بنبرة شديدة التعب والانخفاض: (كم مضى وانا نائم؟)
بالكاد سمعه الطبيب واجاب : (يومان منذ استيقاظك لاخر مرة)
اومأ ريڤن ببطيء فأردف الطبيب : (ادرارك اصبح طبيعياً)
كان الطبيب يحمل ملف بيده يخبره بما استجد لأن ريفن كان يدر دما قبل مدة، كتفى الأخير بالصمت والتحديق في السقف، قطب حاجبيه ثم عبس ورفع يديه لوجهه وبدا بالبكاء (سيثا، مريان اين انتما؟ ابنكما) سكت لوهلة ثم اردف: (لقد حطمني)
شهق فشعر الطبيب بالحزن وابتعد سانحاً لريڤن بالبكاء لوحده، انكسر لوح كتف ريڤن بسبب التعذيب الذي استمر لعدة سنوات بينما قد اجريت عليه تجارب لاكثر من تلك المدة، ادت الى تحطيم جسده بشدة، كان على شارفة الموت (لم اعد اطيق العيش) صرخ بألم لان ظهره بدأ يؤلمه واردف : (انه مؤلم مؤلم)
صرخ بصوت عال فهلع الطبيب نحوه ليرى مابه لكنه لم يستطع مساعدته فحقنه بابرة منوم لينتهي صراخه وينسى ريڤن الالم.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن