XXXVI || 36

70 5 0
                                    

وقف ريڨن امام باب غرفة جيسكا وابتلع ثم طرق الباب ولم ترد طرقه عدة مرات والوضع ذاته لم ترد ففتح الباب ولم يكن مقفلاً فشاهد الظلام فحسب، الاضواء منطفئة والجو دافئ قليلاً، شاهد جسداً نائماً فاسرع نحو السرير وتمدد لينام بسرعة على اريكة بجانب السرير و لم يقم بوضع اي غطاء على جسده.

****

(نريد ان نرى سجين لنا هنا) تكلم روسن لمدير السجن بعدما دخلوا بناية السجن الكبيرة، سأل المدير بعد ذلك : (اسم السجين لو سمحت)
نظرت ريتا للمدير ثم لروسن الذي يشد على كفها كي لاترتبك فأجابت ريتا بسرعة : (ايم جيلونوس)
نظر لهم المدير بعد اذ ورفع حاجبه قائلاً : (ماقرابتكم به؟)
تنهد روسن وأجاب : (ابن عمي وهذه صديقته)
نظرت ريتا بصبر حتى اجاب : (مسموح بزيارة اقاربه فحسب، لكنها معك لذا اتتضر لدقائق)
تكلم المدير وتنهد ريتا براحة بعدما رفع الهاتف السلكي و وضعه على اذنه ليامر احد باحضار ثيماتوس من زنزانته اغلق السماعة واشار لهما : (يمكنكما الجلوس ريثما يأتي)
أومأت ريتا ناظرة للارائك فتحركت نحوها فجلس روسن معها. اقترب روسن من ريتا وهمس لها : (لا اود ان اراه ابقي بمفردك)
تكلم ذا وابتعد جالساً فاومأت ريتا بنعم وقالت : (اذا متى سيأتي؟)
نظر المدير نحوها وقال بخبث : (انت بشرية؟)
اومأت ريتا ببطئ فنظر المدير باستغراب سائلاً : (وما الذي احضرك للمملكة؟)
اجابت ريتا بحدة وقالت : (انا الفيكتور ريتا سيرجيوس ومن الطبيعي ان اكون هنا)
نظر نحوها بصدمة وروسن ينظر لملامحه ويبتسم بسخرية فقال المدير : (انت الفيكتور؟ تمزحين)
نفت ريتا براسها وقالت : (لست كذلك، لايوجد سبب للمزاح في هذا الأمر)
انزل المدير راسه بارتباك ورفع الهاتف مجدداً وتكلم : (اسرعوا باحضار المجني عليه)
اغلق الهاتف وتوقف بسرعة واشار لهما بلحاقه وتحرك خارجاً، سار الثلاثة في ممر طويل حتى وصلوا الى غرفة كبيرة قليلاً وتحتوي اضائة طبيعية فقال : (سنحضره الى هنا)
تحرك روسن خارجاً فنظر له المدير باستغراب فبرر : (لا اود ان التقي به انا احضرتها اليه فحسب)
تحرك على إيماء المدير بقيت ريتا جالسة بارتباك ونبض قلبها يسارع الزمن تتخيل رؤية ثيماتوس وسماع صوته وعضه لها هي تريد رؤية ثيماتوس بطريقة واخرى، ربما هي مجبولة على ذلك لان ثيماتوس مالكها، شعرت بنبض قلبها يضطرب اكثر حين سمعت صوت الباب يفتح ليدخل جندي ومعه ثيماتوس الذي نظر لريتا بابتسامته الجانبية، توقفت ريتا فور دخول ثيماتوس وتنهدت براحة حين شاهدته بخير، فقال لها : (لم جئتِ؟)
سأل ثيماتوس سؤاله الساخر وعبست ريتا قليلاً، خرج الجندي بعدما طبق الباب خلفه وركضت ريتا نحوه وعانقته بسرعة فرفع ثيماتوس يديه المكبلة ليحوط ريتا التي باتت تتمتم : (اشتقت اليك، اخبرني لِم لم تخرج؟ ريڤن عاد لِم لم تعد انت ثيماتوس؟)
نظر ثيماتوس بلطف وعينان باردة وسأل : (لم تجيبي لم جئت؟)
ابتعدت ريتا ناظرة بملامح ثيماتوس الذي يحاول ان يخفي ابتسامته فقالت : (بالطبع ليس لرؤيتك، ثيماتوس بربك.. لم جئت؟)
تنهد واقترب نحوها وتكلم : (لانك محتاجة لي)
نظرت ريتا بملامح فارغة وقالت بصدمة : (ماهذا الكلام ثيماتوس؟)
بدأت بالغضب فامسك ثيماتوس وجنتيها ووضع قبلة خفيفة على شفتها وابتعد قائلا : (هههه كنت امزح ريتا، اشتقت لك)
تكلم ثيماتوس بتعب واستهجنت ريتا الامر وقالت : (كانك منزعج مني، ام متعب؟)
نفى ثيماتوس محدقاً بعيني ريتا ببرود فشعرت ريتا بالقهر وقالت : (متى ستخرج؟)
نظر ثيماتوس نحو الارض وتككلم : (لاتأجتي مجدداً ريتا، اعتقد باني لن اخرج)
لم ينظر لعينا ريتا التي تجمعت فيها الدموع وهي تحدق به بتشتت وتنفي براسها بقهر واضعت يداها على فمها، لتقول بصعوبة : (ليس صحيحاً ثيماتوس لاتمزح معي ، هنالك أشياء كثيرة يجب ان اتكلم بها معك امور لااستطيع ان اتكلم بها هنا، ثيماتوس ارجوك لاتؤذيني)
بات دمعها يتجمع في عينيها وهي تقترب من ثيماتوس اكثر وتضرب على صدره، نظر ثيماتوس نحوها ببرود واضح وفتح فمه للتكلم لكنه توقف فتكلم بعد اذ قائلاً : (ريتا ان كنت تريدين أن تسأليني شيء فقولي الآن)
(ثيماتوس مابك؟) سألت متوقفة عن البكاء قليلاً مع اثار دموع على وجنتيها فقال : (لاشيء ريتا لاشيء)
حدقت ريتا بالارض ثم ابتعدت عن ثيماتوس وجلست على الاريكة فجلس ثيماتوس بجانبها ووضع راسه على كتفها وابتسم بخفة قائلاً : (انا متعب فحسب)
تكلم بصوت منخفض وعيناه مغلقة لايريد ان يرى ملامحها، فسكت وقالت بتردد : (ثيماتوس انا احـ .. )
لم تكمل كلامها وابتلعت غصتها، ابتعد ثيماتوس عن ريتا وقال : (ريتا استمعي لي، اضن انني سابقى لمدة طويلة هنا لا اعلم مامدتها، ريتا لاتقاطعني هل فهمت؟)
اومأت ريتا فاخذ ثيماتوس نفساً طويلاً وتكلم : (في حال ان عاد اريانوس وانا لاازال في السجن وقاموا بطقوس التمليك فان عمي سيمرض بسبب دمك او يدخل في غيبوبة حسب قابلية جسده، لا تقلقي لاجل هذا الامر، قبل مدة ذهبت لبيل واعطتني دواء لأجلك حين تأخذيه سيصبح دمك خالياً مني، عندما يعضك اريانوس سيموت بعد مدة قصيرة لان دم قلبه سيتخثر بعد مدة بسبب الدواء ذاته الذي لن يؤثر على جسدك كبشرية، هذا اولا.. )
اومأت ريتا مستمعة لكلام ثيماتوس الذي ينظر ناحية الارض ثم رفع راسه لينظر بريتا ويكمل : (وانت ستكوني معرض للتملك من شخص غيري لان دمكِ سيصفو ويستطيع اي احد ان يتملكك)
ابتلع فأتسعت عيني ريتا قائلة : (لا لا لن اعرض حياتي للخطر لا ثيماتوس لااريد احداً .. غ.غيرك)
ارتبكت وابتلعت فتنهد ثيماتوس وقال : (ريتا يكفي عناداً، فهمتِ!)
نظرت ريتا بوجهه بعدم رضا ثم قالت : (سافكر بالامر، اوه حسناً سافعل لكن عدني بانك لن تتركي بعد إذ)
ابتسم ثيماتوس بتاكيد قائلاً : (وضعته في خزانتي تحت ملابسي الموجودة بالرف الثاني)
اومأت ريتا بعدم اقتناع، فقذ خافت من العلاج الذي سيفصل رابطتها بثيماتوس لان احتمال كبير ان ثيماتوس سيعرض عن عضها بعد ذلك، لذا فهي لن تعرض نفسها لهذا الموقف وابتعادها عن من تريد ان يبقى لها، وبالفعل ثيماتوس كان يخطط بذلك.
لذا سينتضر ثيماتوس تعيين الملك الجديد بعد اريانوس فإن كان هو فسيتملكها وان لم يكن هو فسيترك ريتا وينساها ويبتعد عن المملكة ليعيش مع بيل، ثيماتوس خطط لكل ذلك اثناء وجوده في السجن، قاطع شروده صوت ريتا قائلة : (لن تفكر بتركي؟)
سألت ريتا مجدداً ونظرت بحزن فأجابها : (اجل بالطبع حبيبتي)
همّت ريتا لعناقه، هو لأول مرة ينعتها بحبيبتي، ابتعدت وقالت : (ستخرج لا تخف وحتى ذلك الوقت لدي أمور كثيرة اود ان اكلمك بها)
اومأ ثيماتوس بأكبر ابتسامة مجاملة وقال : (تناولي الطعام جيداً وانتبهي لنفسك و لا تخرجي من القلعة ابداً ولا تزوريني مجدداً .. لو سمحت وانتبهي من كل شخص امامك حتى جيسكا .. ابقي مع ريڤن واستشيريه في كل شيء هل فهمت)
نبه ثيماتوس ريتا لهذه النقاط واومأت ريتا بعدم الراحة وأجابت : (لك ماتريد)
امسكت يدي ثيماتوس المكبلتين فسمعا صوت أحدا يفتح نافذة باب الغرفة وهو يقول : (اتنهى وقت الزيارة)
نظرت ريتا بصدمة وقالت : (للتو جئت)
نظر الاخر بغضب وقال : (أوامر المدير)
زفرت ريتا بغضب فقال ثيماتوس : (حسناً ريتا اذهبي)
لم ترتح ريتا لشكل ثيماتوس وكلامه للبتة هي ليست مقتنعة بان هذا ثيماتوس لكنها قالت : (انتبه لنفسك)
اومأ ثيماتوس فأردفت نحو الحارس : (أيها الحارس هل لي بدقيقة لوسمحت)
ترجت واومأ الحارس منبها على انها دقيقة وخرج فقالت : (ثيماتوس عضَّني)
نظرت بعينا ثيماتوس الذي يبادلها النظرات وسأل : (كم مضى على اخر عضة؟)
نظر بنظرات غير مفهومة لريتا فأجابت : (أسبوعين او اقل بقليل)
ابتسم ثيماتوس قائلاً : (اذهبي ريتا لا اود ان اعضك، لقد جربت معك مرة واستطعتِ البقاء لشهر ونصف .. لن اعضك)
نظرت ريتا بقهر وقالت : (لم ثيماتوس انا احتاجك ارجوك)
امسكته بترجي فابتعد ثيماتوس خطوتين موضحاً عدم رغبته بعض ريتا التي امسكت ذراع ثيماتوس وعضتها فتالم ثيماتوس بسبب اسنان ريتا على جسده، ابتعدت ريتا ونظرت بحقد وقالت : (لعين! انت ملعون)
صرخت ريتا بغضب وقهر ودمعت عيناها فمشت نحو الباب بسرعة وفتحته بينما ثيماتوس ينظر ببرود. تذكرت كلام مير عن ثيماتوس "من يقوم بتعذيب اخوه لثلاثين سنة لن يمانع في ان يعذب مملوكته لفترة أطول" شعرت ريتا بحقد فأسلوب ثيماتوس يشعرها بالغضب فقالت : "سانفذ ماقاله لي سافصل رابطتي عنه انا لا اريده"
وضعت يدها على صدرها أثناء سيرها للخروج في ممر السجن الطويل فوجدت روسن متوقفا على حائط احد الغرف الأمامية التابعة للسجن فقالت : (لنعد روسن)
تكلمت بثبات واومأ روسن بابتسامة واضعا يداه بجيبه ويتحرك للخروج وريتا تسير خلفه وتحدق في الأرض فحسب، انتبه روسن ولم يسأل فهو لم يرد بان يربك ريتا التي يبدو بأنها مرتبكة اكثر منه. وضعت ريتا يدها على رقبتها وجرحتها باضافرها فانتبه روسن فأمسكها وقال : (ما الذي تفعليه ريتا هل جننت؟)
اتسعت عيناه قليلاً فعبست ريتا راغبة بالبكاء لكنها لم تفعل فقالت : (لا تقلق لقد قرصتني حشرة)
اومأ روسن بشك قائلاً : (هيا لنعد ريتا)
تحركت ريتا خارجاً ليعودا بعد ذلك من حيث قدِما.

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن