IV 4

207 17 3
                                    

• الفصل الرابع •

(توقفي) تكلم أيم بنبرة حادة، توقفت ريتا فأردف : (لم تخبريني! لم جئت؟)
تمتمت ريتا بخوف : (كـ..كنت احضر لك ملابس و ط طعام ولاصقات جروح لتستفاد منها)
تحركت خطوتين الإبتعاد الا ان ثيماتوس صرخ مجدداً : (عودي الى هنا ، وان لم تفعلي لن تخرجي بسلام من الكنيسة) قال ناظراً بجدية ..
تقدمت ريتا نحوه بأرتجاف واضح فـ نظر لها ثيماتوس بخبث وقال : (انت لطيفة جداً)
بدت عليه نظراته الخبيثة فشعرت ريتا بأنها ستسقط من الخوف، وزاد الوضع سوءاً حين اكتشفت بأنه مصاص دماء فقال بحدة : (سأذهب لأستحم في مجرى النهر هناك، وإن عدت ولم اجدك صدقيني سأنبش الأرض واقتلك)
اومأت ريتا بأيجاب فغادر ثيماتوس واخذ معه الملابس السوداء و المعطف الذي احضرته ريتا له وخرج بسرعة من أحد حيطان الكنيسة المحطمة، وجهه مليء بالدم المتجمد والتراب وجسده كذلك لايغطيه سوا قطعة قماش مهترئة في جزأه السفلي، نظرت ريتا بالأنحاء مجدداً و للعدد الكبير من الجماجم فشعرت بالغثيان، مرت عدة دقائق وعاد ثيماتوس يرتدي الملابس التي احظرتها ريتا و التي بدت ضيقة عليه لتبرز تفاصيل جسده، نظرت ريتا نحو شعره الاسود الأشعت وبشرته ناصعة البياض بعدما غسلها وعيناه الفضية، رفع يداه ليعكش شعره بهدوء مبعداً قطرات الماء عنه فـ التفت نحو ريتا المحدقة به فابتسم بـ شَر وتقدم نحوها وقال : (جعلتُ الملابس جميلة)
قال ذلك بغرور متعمداً فتكلمت مجارية له : (أجل ، فـ انت جميل بالفعل)
حرك ثيماتوس شعره امام ريتا كي يبللها فوضعت يداها على وجهها، توقف وقهقه بنبرة صوت مبحوحة، نظرت ريتا لعنقه بصدمة حيث يوجد ذات وشم الصليب الذي ببطنها مرسوماً على طرف عنق أيم الأيمن تحت اذنه تحديداً، وضعت اصابعها على الوشم وتكلمت : (هـ..هذا )
قاطعها ايم بصراخ : (لا تلمسيني)
ضرب يد ريتا وسكت فلم تتكلم ريتا، ارادت ان تخبره بأنها تمتلك وشماً مشابه لكن يبدو بأن الآخر قنبلة قابلة للإنفجار بأي وقت فتمتمت : (اسفة)
ابتسم الآخر بسخرية وقال بحقد : (اجل يجب عليكِ الإعتذار، انا لا اسمح لبشري بلمسي، البشر قذرون جداً)
نظرت ريتا بصدمة، ارادت ان تجادله لكنها سكتت حفاظاً على حياتها من الهلاك على يد شيطان بوجه ملاك، سكتت لبرهة ثم سألت : (ماذا يعني طفل النبوءة؟)
نظر ثيماتوس بطرف عينه ثم قال : (استمعي ياا ..)
عقد حاجبيه لأنه لم يعرف اسم من هي امامه فقالت : (ريتا)
سكت الآخر ناظراً بدهشة وصدمة ثم قال : (ريتا سيرجيوس؟)
نظرت له بأستفهام وقالت : (أجل، كيف عرفت!)
تراجعت قليلا فقال الاخر : (اذا تريدين ان تعرفي ماذا يعني طفلة النبوءة!)
ضل محدقاً بدهشة وابتسامة عريضة فتمتمت : (اجل، لانك قلت لي البارحة بأني طفلة نبوءة)
حدقت ارضاً متجنبة النظر نحو ثيماتوس الذي قال بسرعة : (اعتذر عما فعلته بك)
اتسعت عيناها بصدمة .. هل اعتذر؟
فقالت : (تعتذر؟ اقصد لالا لاتعتذر)
حركت يدها بعشوائية فقال بأدب : (هل لي بان أتأكد من شيء؟)
نظرت ريتا نحوه بصدمة واومأت بنعم، وضع يده على سترتها و رفعها ثم رفع القميص فـ تجمدت ريتا عن الحركة بسبب اصابع أيم الباردة على جسدها، انزل راسه قليلاً ثم قال : (تبا!! لم شخص مثلكِ هو فيكتور؟)
(بالمناسبة انا لم أعرف ماذا يعني فيكتور) تكلمت وصرخ الاخر : (اللعنة ، لم انت هنا اصلاً)
صرخ ثم تذكر كيف استطاعت ان توقظه من سباته فقال : (ستعرفين فيما بعد ماذا يعني ذلك، ريتا)
تكورت ريتا حول نفسها فنظر ثيماتوس نحوها وقال : (مابك؟)
رفعت ريتا راسها لكنها لم تنظر في عيناه مباشرة فتمتمت : (استطيع العودة للملجأ؟)
اندهش أيم وقال : (ملجأ!)
اومأت ريتا فأردف ببرود : (اذا علمَ أي أحد انكِ نجوت من الكنيسة ستموتين على يداي ريتا)
اومأت ريتا راكضة بسرعة للخارج بينما هو ينظر نحوها بخبث، فتح كيس الطعام حين اختفت و ابتسم ثم بدأ بتقطيع الطعام و أكله .

حارس الكنيسة || The church guardحيث تعيش القصص. اكتشف الآن