الجزء ٧

1.1K 23 3
                                    

.
بعد أسبـوع:
دلف خيّال إلى منزله على عجلة من أمره ليجد والدته وأختيه يجلسن في الصالة السُفلية
اقترب من والدته ليقبّل رأسها ويقول:
يمه انفداك وين مُفتاح الغُرفة الخارجية ؟
وقفت والدته لتمشي بإتجاه إحدى الأدراج لتخرج المُفتاح منها وتمدّه إلى خيّال لتُردف:
وش عندك ؟
ابتسم خيّال بحماسه المُشتعل ليقول:
جايب عمّال بنقل كل أثاثها للمكان اللي استأجرناه أنا وليث
ابتسمت أم فيّاض لتقول بحنية:
على البركة إن شاء الله!
لتُكمل إرم الجالسة على الكنبة بجاكيتها الأبيض مُستعدة للخروج :
عسى ما تنام ليلك ونهارك هناك وتترك بيتك؟
لترفع ديّار رأسها وتقول بابتسامة ساخرة :
اقطع ايدي إذا ما سواها ! إذا هو ومتحفه في سور بيتنا وما نشوفه كثير!
وش بيسوي لا راح بعيد
عضّ لسانه ليقترب منها ويسحب خُصلة من شعرها:
أنتِ اسكتي لا تشيشين أمي عليّ
ضحكت أم فيّاض لتهزّ رأسها بيأس من أن يعتدل خيّال يومًا:
روح لا تخلي العمال المساكين ينتظروا
خرج خيّال بابتسامته لتقفّ إرم وهي تستعد للذهاب إلى المُستشفى
قبّلت رأس والدتها لتقول :
يمّه إحتمال أتأخر شوية اليوم لا تحاتيني!
.
.
.
.
تجلس بإسترخاء على الكُرسي المريح وهي تركزّ بنظراتها لنُقطة مُعينة وعقلها مكتظ بآلاف الأفكار
وكلّ هذه الأفكار تصبّ عند أخوتها إبتداءً من إياد وإنتهاءً بتميم
الذي خرج في هذه اللحظة من غُرفته ليقترب منها ويجلس مُقابلًا لها
أخذ علبة المُكسرات ليرمي الواحدة تلو الآخرى في فمه ويقول :
أصبحنا وأصبح المُلك لله ، إن شاء الله تركيزك هذا يجيب فايدة
رفعت شادن عينيها بابتسامة لأخيها لتُردف:
أنا ماني عارفة أختكم الصغيرة ولا الكبيرة!
أو حتى يمكن أمكم !
ضحك تميم ليقول بنغزة:
ليش وش عندك ؟ تفكرين وش تفطرينا فيه
ولا وش تلبسينا إياه؟
رمت المخدة التي كانت بحضنها على وجهه مُباشرة لتضحك عندما عفس وجهه بإمتعاض
حتى قالت بضحكة:
تستاهل ، ولا تصير عبيط بزيادة على هالصبح
رفع شعره الذي نزل على جبهته من ضربتها ليبتسم:
اشكري ربك إني رايق ولا كنت مكسرّ رأسك
عضّت شفتها لتقفز من كُرسيها بحماس وهي تتجه إلى شاشة التلفاز المُستوطن تحتها المكتبة :
لا وأنت الصادق الظاهر محتاج من يكسرّ رأسك من جد وجديد!
لتلفت له وهي تقول بغمزة :
فيفا؟
ضحك وهو يعتدل في جلسته ويتلقى الجهاز الذي رمته له ليقول:
شويدن غني ياليل ما أطولك ، السوق نزل فيه خمسين ألف لعبة وأنتِ للحين على الفيفا
شبكت اللعبة بالتلفاز لتعود الى مكانها وتقول بنبرة مُتأففة:
ياشين مماطلة الخسرانين!
خلصني بس اختار فريقك الفاشل اللي راح ينهزم اليوم
ابتسم باستمتاع لا يأتي إلا مع أخته الرائعة ليقول:
فاشل قالت ، استعدي للهزيمة يا الغزال
بدأوا باللعب بحماس ما بين صرخات شادن الغاضبة من
تضييعها لأهداف وبين ضحكات تميم المُنتشرة في الأرجاء
من حماسها الزائد ككل مرة تلعب فيها
مضت أكثر من ساعة ونصف الساعة لم ينتبها فيها إلى أن هاتف شادن قد رن أكثر من 10 مرات
حتى وقفت وهي تلتفت لتميم بعد أن هُزمت لأكثر من مرة وتقول على مضض:
لعب الغشاشين دايم مكشوف على الطاولة
أراح ظهره وهو يضحك بصوت عالي مُستفز :
هاردلك ياعيني ! تعيشين وتأكلين غيرها
قفزت شادن من طولها وهي تسمع هاتفها يرن للمرة الحادية عشر لتشهق بصدمه وهي ترى المُكالمات الدولية
ردّت من أول رنة لتقول بسُرعة:
إياد !
جاءها صوت إياد غاضب من الطرف الآخر:
سنة على ما تردين على جوالك؟
عضّت على شفتها السُفلية لتقول بعجلة:
ما سمعته ، كنت قاعدة ألعب مع تميم فيفا
تنهدّ بخفة للحظات ليقول بابتسامة بعد أن هدأ خوفه عند عدم ردها:
طيبّ ، افتحي الفيس تايم أبغى آخذ رأيك في حاجة
ولا توريني خشتّك بس أبيك تختارين
قالت بإمتعاض من كلمته:
خشتي ؟ وش أنا مسويه فيك الحين؟
عضّ شفته وهو يستعد لقطع الإتصال حتى يتصلّ بالـ(FaceTime) :
الشادن مستعجل خلصيني
أغلق الإتصال ليعيده مرة اخرى بعد أن انفتحت الكاميرا أمامها ليقول بعجلة:
الرمادي أو الأزرق؟
نظرت بتركيز إلى البدلات الرسمية التي وضعها على سريره وهو يبيّن لها حيرته
لتُردف بعد تركيز وتدقيق وتقول:
الأزرق أرتب عليك !
تنّهد وهو يثق بذوق أخته تمامًا كثقته بنفسه ويُحب أن يستشيرها في أصغر تفاصيله
تفاجأت شادن بتميم وهو يُمسك هاتفها ليُوجه الكاميرا لوجه ويقول:
السلام عليكم يابو ماجد !
أنت ماعندك في البيت تتصل فيه غير شادن؟
لا يكون حنا عيال البطة ؟
ابتسم إياد ليقلب الكاميرا على وجهه ويقول:
الشادن شيختكم ، حظ من كانت عنده وحوله
وأتصل فيها لأنها أختي الصغيرة وزي بنتي
أنت وأخوك وش عذركم ما تتصلوا على أخوكم العود؟
أمال بشفتيه وهو ممُتعض ليقول:
حشرتني بالزاوية ، خلاص يبه مع السلامة
ضحك إياد بخفة وهو لا يُمكن أن يُصبح سعيدًا إلا بإتصاله بأهله ليُردف:
مع السلامة ، وسلمّوا على أمي وأبوي
أغلق تميم الهاتف ليمده لشادن ويقول بحماسه:
قومي ألبسي ، بنطلع نآخذ لنا فطور وبآخذك تشوفين المكان اللي شراه ليث
.

ما علموك إني ابن هالصحراء ، وإني شرقي الهوية والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن