الجزء ١٧

916 18 0
                                    

.
يجلسان راجح وأسيل وبجانبها فهد على طاولة الطعام يتناولون طعام العشاء بصمت وهدوء
إلا أن أسيل تُقلّب ملعقتها في صحنها دون أن تدخل لقمة واحدة لمعدتها
وبعد فترة من الزمن انتبه لها راجح ليقول بهدوء:
وين وصلتي؟
رفعت رأسها لتتنهّد بابتسامة صغيرة:
مادري وين يا أخوي ، هو طريقي واضح منه شيء الحين
عقد حاجبيه بعدم فهم ليقوم بضيق:
أسيل تعرفيني ماحب اللف والدوران قولي اللي عندك مرة وحدة
زفرّت وهي تترك ملعقتها وتشبك يديها ببعضها لتقول بهدوء:
راجح ، أنا أبي أدور على وظيفة ،
لكن ..
سكنت حركة راجح لوهلة ليُنزل الملعقة كمثلها ويقول بضيق بعد أن مسح فمه بالمنديل :
لكنّ يا راجح ماقدر أترك فهد لحاله ، لأنك ما تأمن تدخله حضانة
أسيل - رفع نظراته لها - أنا ماقدر أمنعك من أبسط حقوقك
ولا أقدر أكلف عليك بتربية ولدي!
بس قلت لك هي سنة وحدة زيادة اصبري فيها وبعدها والله بدور لك الوظيفة اللي تليق فيك
سنة وحدة حتى أترقى وأقدر أدخل فهد لحضانات آمنة بدون ما أدخل بديون
همست وهي تُنزل رأسها :
راتبك زين ، من غير الورث اللي أخذناه من أبوي
ووظيفتي إذا توظفت راح أساعدك فيها
أردف بجدية عندما وصلت للنقطة الأخيرة:
ليش شايفتني مب رجال أخذ مرتب أختي اللي بتعبها وعرق جبينها؟
لتردف بنفس الجدية:
راجح أنا ما اشتكيت من شيء طول هالسنين
ربيّت ولدك وأنا أدرس بكل طيب نفس مو لأنك قلت لي
لأ .. لأني كنت راح أسوي كل شيء عشانه
هذا ولدي .. ولد قلبي ! مثل ما هو من دمك ولحمك
فهو قلبي وعيوني ! مستحيل أنا أكون ضامنه لك حياتي
إذا بكرة توظفت وبعدها تزوجت من بيربيه؟
فهد مو محتاج عمّة وبس ! محتاج أكبر من هذا
عقد حاجبيه ليقول بصوت هامس مُتنرفز:
وش تبين توصلين له ؟
أردفت بنفَس واحد :
إنك تتزوج!
قبض يديه يُحاول التحكم بأعصابه وأنا لا يرفع صوته في وُجود ابنه !
الأمر والحقّ الوحيد في حياته الذي لا يُريده هو الزواج
فوفاة شريكة حياته ومسرّتها أصبح يوم حزين وقديم ما زال يمتد في كل الأيام:
تكلمنا عن هالموضوع مليون مرة ، زواج لا وألف لا
ما راح أدخل ولدي في متاهات أنا وهو في غنى عنها
أردفت بجدية مُحاولة إقناعه:
يا أخوي ، تلاحق على عُمرك وعُمر فهد دامه الحين صغير
يقدر يتأقلم مع الزوجة الجديدة بسرعة
خليني أدور لك من بنات جماعتنا ، أو جدتي تدوّر لك هي تعرف كثير
وأكيد ما راح نختار لك حيّ الله بنت
زفرّ بألم وشوق للراحلة أسفل الأرض ! للروح التي صعدت بجوار خالقه
لتلك التي يشتاق إليها شوقًا لو وُزّع على أهل الأرض جميعهم لفقدوا لهفتهم
يشتاق إليها لدرجة أنه يُعاني من اعوجاج فؤاده في ذِكراها التعيسة المؤلمة
همس بعقدة حاجبيه:
سكري على الموضوع ولا تطرينه .. - وقف - الحمدلله
تسلم يدينك على الأكل
رأت هُروبه السريع ، وخطواته المُبتعدة لتقول بصوت عالٍ:
مب على كيفك يا راجح ! مصيرك بتتزوج
إذا مو اليوم .. بكرة - لتُهمس بينها وبين نفسها - وما أكون أسيل لو ما زوجتّك!
.
.
.
ترك صحنه وهو يحمد الله مرارًا على هذه النعمة التي يفتقدها الكثيرون في أنحاء العالم
يحمد الله على شبعه وأنه ينام مملؤ البطن وطعامه بجانبه كلّما احتاج
ليعقبها بدعوة لكلّ الجائعون المتشردين حول العالم
الذي يُحاربون حتى يأخذون قوت يومهم
تراجع للخلف متكئا بظهره على الكنبة وعيناه تنتقل بين مُهند
الذي يشاهد فلمًا ، ويوسف الذي يعمل على جهاز الكمبيوتر
أغمض عينه وهو يُريح رأسه وذاكرته تأخذه للبعيد .. حيث أهله ووطنه
حيث هي وهو ..
" قبل ٨ سنوات - الإمارات العربية المتحدة :
يقف بجانبها متأملًا فقط وهي تُنقل نظراتها للإسطبل الذي يقفان فيه
مُدخلًا يديه في جيب بنطاله وابتسامته مُرتسمة على شفاته
نظرت له بملل:
رشود ، يايبني هنيه عسب تتمقل في الإسطبل ؟
شو بلاك؟
اتسعت ابتسامته أكثر وأكثر ليردف بهمس حنون:
ميرووه!
بلعت ريقها من هذه النبرة التي تُميتها من وريدها للوريد !
هذه النبرة التي تشعر أنها تخصّها وحدها
لم ترد عليه ، فهي تُقاوم الإنهيار والسقوط هُنا
وقف أمامها لينظر لها بنفس النظرة الحانية وبصوت أكثر جدية:
بنت عمي !
اخفضت نظراتها للأسفل:
سم؟
تنّهد وهو ينظر لعينه الساحرة وحاجبيها الكثيفان ، بعض من خُصلات شعرها الأسود تخرج من خلف " شيلة البيت " التي ترتديها بشكل مُتناسق مع " جلابيتها ":
أنا ماحب أستفرد فيج ، وأنتِ تدرين هذا الشيء
بس العزبة متروسة .. ما لقيت مكان واحد أكلمج فيه غير الإسطبل
عسب جي .. - سكت قليلًا ليُكمل- بقولج شيء وبعدها بروح
رفعت نظراتها المُستغربة ، هي تعلم جيدًا الأمر الذي قاله
لم يستفرد فيها يومًا إلا عندما كانت بصحبة أخته
تنّهد ليبتسم بجدية:
أنا أبيج بنت عمي ، وهالشيء ما يخفى عليج أو على أهلنا
حن محيّرين لبعضنا من واحنا يهال !
ووالله العظيم إني ما أبيج إلا بالحلال .. أنا مادري شو ممكن يصير لنا بالمُستقبل بس .. - سكت بالعًا غصته -
بس لو قلت لج انطريني .. بتنطرين؟
احمّر وجهها الأسمر من كلامه اللطيف ، الحب الذي زُرع في نفسها طوال الـ١٨ عامًا كان لهذا الرجل وحده
الرجل الذي يكبرها بعاميين فقط !
ابتسمت ابتسامة مطمئنة لتهزّ رأسها:
دوم وأنا اترياك ( انتظرك ) ولد عمي .. دوم ميرة راح تكون بإنتظارك
شو ما كان وشو ما صار أنا وأنتا لبعضنا .. مافي شيء بيتغير
بلع ريقه بوجع ليردف:
لو .. أنا أقول لو ، لو صار لي شيء بتاخذين غيري؟
عقدت حاجبيها من هذا الفأل السيء:
رشود أنت شو فيك تتفاول على روحك بسم الله عليك ...
قاطعها بكلمة واحدة : جاوبيني!
كتفت يديها لتنظر له بغضب ممزوج بحنية:
تبا تضايقني صح ؟ إلا إلا قول إنك تبا تضايقني وتبجيّني
أنت أصلًا ما ترتاح إلا إذا شفت دموعـ - سكتت عندما سمعت اسمها من فمه الغاضب -
اويييه انزييين لا تعصب ! قلت لك بترياك وما باخذ غيرك
بعدين منو بيرضى يآخذني ؟ شباب العايلة كلهم يدرون إننا لبعض
ابتسم ابتسامة عريضة:
لأنهم يدرون إني بكسر رووسهم لو بس فكروا يطالعونج ..
ها اللي ناقص أنا أحب وغيري يآخذها باردة مبرّدة
سكتت ميرة لتتراجع للخلف من كلمته الرقيقة " أحب "
فعلى الرُغم أنهم سيتزوجون يومًا ما إلا أن راشد كان يصون لسانه ويحفظ ما بقلبه في نفسه دون أن يُخبرها
ليكتشف راشد ما وقع به وهو يُهمس بجدية:
اسمحيلي بنت عمي ! - تحمحم ليُكمل- قدمتي للجامعة؟
هزّت رأسها بإيجاب ليقول بتساؤل مشكك:
وين قدمتي ؟
تراجعت بإبتسامة مُتعالية وهي ترفع حاجبها للأعلى:
جامعة الإمارات !
رفع حاجبه بالمثل وابتسامته الماكرة علت ثُغره ليقول:
عيل بتروحين جامعة الإمارات ؟
والله يا إنج فاشلة بالجذب
تراي أدري إنج قدمتي للكلية التقنية ما يحتاي تجيسين النبض
ضربت رجلها في الأرض بقهر:
امنو قال لك ؟ والله هاي ريموه ما غيرها صح ؟
كان سيردّ لولا أن باب الإسطبل فُتح بقوة ليقفزا بهلع وتوتر من شدة الصوت الذي أصدره
لتخرج من خلفه تلك اللاهثه وهي تنظر إليهم بتعب
عضّ راشد شفته بغضب ليقول بزفرة:
قفعة تقفعج يا حيوانة طيحتي مرارة فوادنا
أردفت برفعة حاجب:
أنتو شو تسوين هنيه رواحكم ( بروحكم )؟
لو درت يدوه عنكم جان بتهزبكم هزاب
امشوااا يالله نجبوا الغداء !!
لتبتسم ميره وهي تُنقل نظراتها بين راشد الغاضب وريم الجديّة"
قفزّ من نداء مُهند العالي له وهو ينظر إليه بإستغراب يشوبه قلق !
شعر أنه غفى وحلم بهذا الحُلم الرائع
الحُلم الذي هو واقعًا ، آخر مرة رأى فيها حُب طفولته
مرت ٨ سنوات ! بلغت فيها ميره الـ٢٦ ربيعًا
أيا تُرى أوفت بوعدها ، أم أهلكها الفُراق فتنصّلت من بين يديه؟
لم يكن يشعر بالدموع الذي هطلت على خديه إلا عند نظرات الإستغراب من مُهند ويوسف
وهمس مُهند يصله بشكل مُتذبذب :
أول مرة أشوفك تبكي!
وكأن هذه الجملة هي التي أطلقت ملح عينيه لتسكب أكثر مما كانت تسكب
وضع راحة كفيّه على عينيه ليُجهش في البُكاء ولأول مرة أمامهم
اندهشا مُهند ويوسف ليجلسا بجانبه مصدومين من بُكاءه
لم يكن بكاءًا بل نشيجًا حادًا للأذن والقلب ! يُدميه ويُقطعه إربا
أحاط بكتفه وهو يُبلع ريقه ليُهمس:
يا رجال تعوذ من إبليس ! ايش صاير لك ؟
سحب شعره بأصابع يديه بغصة الشوق التي ملأت قلبه قبل بلعومه:
تعبان والله العظيم ، تعبان ومشتاق وايد
خايف بعد هالعُمر كله تروح مني!
أحلامي اللي بنيتها بقربها انهارت .. انهــارت !
خايف بعد ما ينتهي هالشيء كله أرجع وألقاها راحت من يديني .. وأموت !
في وقت كانت هي الحياة بالنسبة لي .. في وقت كنت أشوف الدنيا بمرحها وابتسامتها
في وقت أكون أنا الوحيد بحياتها ، أما الحين؟
يمكن إني صرت ولا شيء بالنسبة لها !
زاد مُهند في احتضانه وقلبه يؤلمه على هذا الشامخ ! كم كان صابرًا في مأساته!
متجلدًا في أحزانه!
لا يشكي ولا يبكي ، صامتٌ كصمت الحجارة
همس له بحنو ومُساندة:
بنتجاوز ، مثل ما كنت تقول لنا كل مرة إننا بنتجاوز
هالمرة جاء دورنا حتى نقول لك يا راشد!
هالمرة جاء وقت اللي نعيش صح ونودع أحزاننا
أنا واثق والله العظيم إن هالشيء بينتهي ، بيصير الماضي ماضي
مالنا مدخل ثاني له مرة
مسح دمعه وهو يُربت على فخذ مُهند بابتسامة باهتة صغيرة
سيصبر ، فما الصبر إلا عند المُصيبة الأولى
وهاهي أولى مصائبه تأتيه على شكل إعصار يتوّعد أن يقتلع ما أمامه
ولكنّه ثابتٌ وثابت ، أمامه وأمام بقاياه المُنتشلة من الأرض
.
.
.
.
تنّهد تميم للمرة المئة وعيناه مصوبة على ساقه الجديدة التي وُضعت على الجُزء المبتور مُنذ رُبع ساعة
شعور غريب وجديد يشعر به الآن ، ولا يعلم إلى أي درجة يجب أن يُصنّف
الدكتور وخيّال أمامه ينتظران ردة فعل واحدة منه ، إلا أنه ساكنٌ يقلّب ويرتب مشاعره بداخله ، حتى لا يخرج بها للملأ
أردف الدكتور بابتسامة:
إذا تحب تخطي أول خطوة بالعكاز فما هي مشكلة يا تميم
شيء طبيعي تحس بالتردد ، فلا تخاف!
نزل تميم رويدا رويدا من السرير الذي كان يجلس عليه
ليقف خيّال في هذه اللحظة ويمد يده له
إلا أن تميم هزّ رأسه نافيًا وبهمس:
خليني أجرب أول يا خيّال !
تراجع خيّال ونظراته القلقة مرتكزة عليه ، يخاف أن يخونه جسده ويفشل في خطوته الجديدة!
أخذ نفسًا عميقًا ، وبدأ يمشي بخفّة !
مشى خطوة .. أتبعها بخطوة آخرى ! لتتوالى الخطوات سريعًا واصبح يدور في الغُرفة
ابتسم حتى تحولت ابتسامته لضحكة صغيرة أجبرت الاثنان المرتقبان على الابتسامة
لتتحول للتأثر عندما رأوه يستقبل القبلة ويسجد شكرًا وحمدًا لله!
وقف تميم بعد أن مسح على وجهه المُبتسم:
الحمدلله يارب ..
الحمدلله على كل نعمها أنعمتها عليّ
الحمدلله على ما أخذت مني وعلى ما أعطيتني
- ليُكمل بتأثر وهو يلتفت لهم- الواحد يستحي يزعل على مصيبته
لم يعرف إن في ناس كثير فقدت أطرافها كامل وعايشة على الأمل والتفاؤل
هزّ الدكتور رأسه مؤيدًا لكلام تميم ليُردف:
خطوة ممتازة يا تميم ، تقدر تمارس حياتك طبيعي بدون ما تحس إني في شيء ناقص بجسدك
تقدر تمارس أصعب الرياضات لو تحب ، ركوب الخيل / تسلق الجبال / السباحة
الساق الصناعية ما راح تمنعك لأنها مصممة خصيصًا عشان تتوافق مع حركة الساق
فقط تأكد إنك تنزعها بالليل وتدهن مكان الجراحة حتى ما تسبب لك حساسية! وعليك السلامة يارب
مدّ يده مصافحًا للدكتور بابتسامة واسعة:
الله يسلمك ، مشكور يا دكتور مشكور!
خرجا خيّال وتميم ، وهو يشعر أنه يودّ لو أن يطير أو يركض الان
بودّه لو أن يلّف منطقته ويمشطها تمشيطًا لكي يعود لحُريته المُنطلقة
والأهم من هذا كله أن يستأنف عمله حيث توقف
ابتسم خيّال عندما وقفا خارج المُستشفى:
من بكرة إن شاء الله بسجلك في النادي معاي أنا وليث
شغل العجازة والكسل ماهو لك
ضحك تميم مرحبًّا بإقتراح خيّال:
أزين بدل جلسة البيت أو وقفة الشغل ، وآخرها كيك شادن
أحس إن وزني زاد بسببها
وضع يده على كتفه وهو يربّت عليه بحنو:
ليت كل الناس مثلك يا تميم ، ماهو إنت اللي تفقد رجل .. وتجزع
قوة صبرك عبرة لي ولغيري ! عند المُصيبة تحمد وتشكر
ابتسم تميم بخفوت ، وكلام خيّال ما حفّزه إلا أن يقول دائمًا اللهم حمدًا وشكورا
يقدّر النعمة ، وكُل ما أُعطى له فهو نعمة
وقف فجأة وهو يلتفت له بجدية:
خيّال قبل عن نمشي أبي أكلمك بموضوع مهم
رفع حاجبه بإستغراب:
قدام المُستشفى ؟ خليني أول أوصلك بيتكم عشان أهلك يتطمنون عليك
بعدها لو حبيت نطلع ونتكلم
مسك يده بقوة وهو جادًا في كلامه ليقول:
لا خيّال الموضوع ضروري وأبي أعلمك قبل لا أروح البيت
-سكت قليلًا ليأخذ نفسًا عميقًا - أنا طالب القُرب
أبي أختك إرم لي!
اندهش خيّال من هذا الطلب اللامُتوقع من تميم بالذات ، فما الذي يستدعيه لأن يخطب منه إرم
أخذ نفسًا ليردف:
تميم عشان اللي صـ..
قاطعه تميم وهو يقبض على يديه بقوة أكبر:
لا خيّال ، مو عشان اللي صار ولا اهتميّت أصلًا لحياتها مع طليقها
أنا بكامل رغبتي أبيها ، وأبي القُرب منك
قُربك ينشرى يابو جابر ! وأنا طمّاع فيه
تنهد ليُمسك يد تميم التي فوق يده ليقول بجدية :
أنت تدري أن ليث خاطبها قبلك؟
أفلت تميم يده من قبضة خيّال ليتراجع للخلف بصدمة ودهشة ! كيف لم يعلم أن أخيه قد سبقه إليها
كيف يعني أن ليث من سينال تلك الهالة القوية المتجلّدة ليس هو؟
بلع ريقه بقوة ليقول:
أخوي ليث ؟ من متى .. وليش ما عندنا علم؟
هزّ رأسه نافيًا ليقول بعد أن رأى صدمته:
خطبها قبل شهرين بس هي رفضت ! - سكت قليلًا ليأخذ نفس أردفه بابتسامة - كلكم من خيرة الشباب
وأبشر باللي يسرّك ويرضيك يالغالي
انفرجت أسارير تميم ليبتسم ابتسامة واسعة أردفها بتنهيدة صغيرة !
لن يرتاح حتى ينال ما يبتغي ، لن ييأس حتى يصل إليها
رسمت إرم صورة مُبهجة في عين وعقل تميم ، فكان دائمًا مُبتغاة امرأة قوية لا تخاف الصِعاب
امرأة عندما يتركها خلفه لن يعيش في قلق مما ترك
امرأة كلما سقطت ، أقامت واستقامت بنفسها !
فهي مطلبه ، هي إرادته .. وهي تُوقِه الذي يتوق إليها
.
.

ما علموك إني ابن هالصحراء ، وإني شرقي الهوية والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن