الجزء ٣١

943 21 0
                                    

.
أغمضت عينيها بقل صبر وهي تضع الصينية المُحملة بأكواب شاي ومُكسرات من ذاك المتكيء الذي بات يستفز أعصابها
كانت سابقًا تُغدق عليها حنانها ، ودلعها
لكنّه اليوم أصبح لا يُطاق ، أصبح رجلًا بهيئة طفل
التفتت له بسرعة وهو تقول بغضب عارم:
تميم
رفع تميم حاجبيه بدهشة وهو ينظر إليه من أعلاه لكونه منسدحًا على الكنبة الوثيرة:
خير ياربي ، وش قلت أنا الحين؟
اشّرت على طرف أنفها لتقول بحنق:
شوف ، والله واصله فيني لهنا اليوم منك ! خلاص عاد وش هالدلع كله
شادن ودّي شادن جيبي شادن تعالي جيبي جوالي شادن روحي جيبي البلاستيشن
أخبر عينك مفقوعة مب رجلك مخلوعة
ابتسم تميم ليُردف بسخرية:
عاد والله الثنتين ، رجلي مخلوعة وعيني مفقوعة
وبعدين أنا أخوك العود أأمرك وتقولين إن شاء الله ، يعني زمان كنتي تستأمرين الحين لا وش اللي تغير
أردفت بغضب لتجلس على الكنبة:
اللي تغير إن دلعك صار مُقرف ، صح كنت مهتمة فيك وأدلعك
بس ما كنت ألبيّ هالطلبات البايخة اللي مدري من وين طلعت
إلا أكيد إرم مزودة الجرعة حبتين عشان كذا عجزان حتى تمدّ يدك
-التفتت لتُكمل بقهر- عساها تقعد عند أهلها على طول
شهق وهو يقفز من مكان غير مُباليًا أن رجله الاصطناعية غير موجودة في مكانها بعد أن نزعها ليرتاح
اقترب منها وهو ينحني من أعلاه ليضع يده على فمها ويده الآخرى خلف رقبتها
ليقول بصوتٍ عال مقهور:
أنتِ يا حمارة استغفري ربك لا تصادف ساعة استجابة الحين وما أشوف مرتي لين تولد
-رأها وهي تتخبطّ وكأنها تُريد التحدث- هاه وش تقولين ما أسمعك؟
عضّت يده بأسنانه المُصطفة بقوة ليتراجع وملامح الألم طفت على وجهه ، ليُردف بدهشة:
حنا لا يكون مربيّن قطوة ؟ وش هالتوحش يا آدمية
مسحت على فمها وهي تتأفف من تصرفاته الطفولية:
خلّي الليل يسري ياتميم مالي خلقك
عاود الجلوس على الكنبة وهو يقول بخبث قاصدًا إحراجها:
وينك يالشيخ خيّال تشلّ عنّا هالقطوة المتوحشة
عساها بس تصبح عليك بعضّة وتمسيّك بعضة
همست وهي على وشك البُكاء:
والله لأعلم عليك أبوي يا قليل الأدب
كان تميم سيردّ لولا أن تفاجأ بأحدٍ ما يسحب شعره بقوة من الخلف ليلتفت بغضب عليه:
:
وجـ.. - قطع كلمته وهو يرى والده الذي جلس بجانب شادن - يبه!
ابتسم ماجد برفعة حاجب وهو يأخذ كوبًا من الشاي:
كمّل كلمتك إن كان بك خير!
بلع تميم ريقه وهو يحك حاجبه بتوهقّ:
لا والله مابي خير إن كملتها ، أحب عمري وأبي أعيش حياتي
منيب ناقص بكرة تنخلع رجلي الثانية بعد
ضحك ماجد بقلة حيلة لتنحني شادن وهي تقُبّل عضد والدها بحُب وتردف بإستفزاز:
ما يهجدك إلا أبو إياد يارب يخلّيه
رفعت حاجبيها في وضع مُستفز وهي تنظر إليه بحركاتها الضاحكة حتى تُخرجه من طُوره
ليعضّ تميم شفتيه وهو يقول بحنق:
يبه إذا ما عليك أمر مدّ لي رجلي اللي جنبك شوية
حتى اكسرّ رأس اللي مستقوية فيك!
ترك ماجد كأسه ليقول بجدية مُصطنعة:
اصطلب ، بتمدّ ايدك على أختك وأنا جالس ؟
-قاطع كلامه رنين جوال تميم ليُردف بإستفسار- خير إن شاء الله من يتصلّ هالوقت
رفع تميم هاتفه ليُزفر نفسه وهو يقول بإستغراب:
رئيسي بالدوام!
.
.

ما علموك إني ابن هالصحراء ، وإني شرقي الهوية والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن