.
تجهمت ملامحه عندما رأى تغيّر لون وجهها الندي
وهو يهمس بقوة :
هُم ؟
هزّت رأسها بإيجاب لتُبلع ريقها
لا يُمكن أن تُخطي نظرة عينها هذه النظرة المُريبة
يعرفون كيف يزرعون الخوف من نظراتهم فقط
همس بعد تفكير عميق:
كادي ؟ - أردف بحدة هامسة بعد أن رأى سرحانها فيه-
كادي ركزي معي وشيلي عيونك عنه
لازم نحتمي في مكان بعيد عن الناس ! ما أوثق فيهم
ولا أعرف وش ممكن يسوون.
في مدخل ثاني يؤدي لشقتك أو البناية اللي أنتو فيها؟
أغمضت عينها بتفكير سريع لتُدرس مخارج ومداخل البناية
حتى وقفت بجانبه وتقول بهمس :
فيه ، امشي معي بس بدون ما تلتفت
بدأو بالمشي لتُكمل هي موضحة خطتها:
بنمشي لنهاية الشارع بعدها بنلف يمين
على يمينك بيواجهنا مقهى وجنب هذا المقهى في ممر صغير
بين البنايات
هزّ رأسه بإيجاب ليقول بجدية:
كيف بندخل البناية ؟
بلعت ريقها وهي تحاول موازنة صوتها:
فيه سلم حديدي مربوط بالبناية اللي جنبنا ! بنصعد منه
أخذ نفسًا عميقًا وهو يأمل أن تنجح خطتهم السريعة
في الهرب منهم والإفلات من قبضتهم
ليس خائفًا عليه ، بل خائفًا على التي معه لأنه يعتبرها أمانة
وقفوا في بداية الممر الصغير
وإياد ينقل نظراته ليُحاول إيجاد السلم الحديدي
لتُأشر له كادي بإصبعها بهمس:
هذه هو ، لازم نسحبه عشان ينزل
يمديك ؟
اقترب منه إياد ليقفز عدة قفزات في محاولة منه أن يُمسك بالسُلم
إلا أن مُحاولاته باءت بالفشل الذريع لبُعده
أخرجت كادي رأسها قليلا في مُراقبتها للطريق لتتفاجأ وهي تلمحه قادمٌ إليهم
لتلتفت إليه وتصرخ بخوف:
إياد بسرعة!
عندما سمع صرختها تراجع للخلف حتى اصطدم ظهره بالجدار
ليبدأ بالركض في مسافته القصيرة ويقفز إلى الأعلى بقوة
استطاع هذه المرة الإمساك به لينزل بكلّ سلاسة
أشر لها ليقول بعجلة:
بسرعة اصعــدي!
بدأت بالصعود أولا ليليها إياد حتى وصلا لسطح البناية
وهو يلمح الرجل المتوشح بالسواد يصعد خلفهم
ركضا حتى وصلت لنهاية سطحها ليلتفت لها إياد
مُستفسرًا بنظراته عن الخطوة التالية
عضّت شفتها لتقول:
بنقفز من هالبناية للبناية اللي فيها شقتي
-وهي تأشر بسبابتها على البناية أمامها-
زمجر إياد بغضب مصدوم:
تستهبليـن أنتـي؟
ليش ما دخلنا من أول من السلم التابع لبنايتكم؟
أردفت بصوت متوتر:
سلم الحريق حق البناية من الصوب الثاني
ماهي أكثر عن ٣ متر ولا هي أول مرة أجي فيها من هالطريق
زفرّ نفسه أولًا ليقول بغضب:
طيب ، طيييب!
بقفز أنا أول ثم الحقيني أنتِ حتى أتلقفك
وما يصير لك شيء يا مجنونة
وبالفعل نفذّوا خطة كادي الغريبة ، ليقفز إياد بسهولة
كون أن المسافة قريبة عليه!
لكن هذا لا يعني أنها ستكون قريبة لها أيضًا
ألقت للأسفل ثم توجهت بنظراتها إليه وهو يأشر لها بالقدوم
بلعت ريقها لتُهمس وهي تقف على الحافة:
اهدي يا بنت المسافة قريبة مرة قريبة
سمّت بالله ثلاثًا لتنظر خلفها وتتفاجأ بالذي يُشهر السلاح في وجهها
لتقفز قفزة أقرب بالمُتعثرة وهي تسقط على سطح البناية الآخرى
اقترب منها إياد ليقول بتوتر:
تعورتي ؟ - أردف عندما هزت رأسها بلا بحدة-
شايفتني ماد يديني لك ترمين نفسك بالجهة الثانية ليه؟
سكت وهو يرفع رأسه للمجنون الذي يرفع السلاح
ليمسك يدها بصدمة ويسحبها من طولها:
اركضـي!
صرخت بألم من سحبته ، وتحسرًا على نظارتها التي سقطت
وتكسرّت هذه المرة:
نظارتــ..
بتر كلامها طلقات الرصاصة العشوائية لتصرخ بصوت أعلى
وهي ترى إياد يتقدمها بخطوة واحدة
زادت من سُرعتها إلا أنها لم تنتبه للنتؤ البسيط
لتتعثر على وجهها بصرخة ، وتُكبت هذه الصرخة فور سقوطها
تراجع إياد بصدمة فور سماعه لصرختها
ليقترب بوجل وهو يرفعها من عضديها بسهولة ويقول بحدة:
وش صـار؟
بُتر سؤاله وهو يرى ذُقنها الذي ينزل الدماء بغزارة
وحركة شفاهها المُرتجفة التي تُوشك على البُكاء من الألم القاسي
بتصرف سريع منه نزع قفّازه الأيمن ليضعه على ذُقنها النازف
نظر لعينيها وهو يقول بجَلد:
اصبري شوي وتحملّي الألم
مسكها من يدها ليسحبها إلى آخر السيّاج وهم ينزلون أخيرًا
من السلم التابع للبناية
ويتجهون مُباشرة لباب الطوارئ إلا أن المجهول ما زال خلفهم
همست مُتألمة ويدها على ذُقنها:
المُفتاح بجيبي
مدّ يده لجيبها يبحث عن مُفتاح باب الحريق الموصد
كغالبية بنايات لندن الآمنة ! لا يستطيع الدخول لها إلا سُكانها
وبمفاتيح خاصة بهم
فتح الباب بعجلة ليُغلقه وراءه بسرعة وهو ما زال ممسكًا بيدها
ليصعدا مُباشرةً إلى شقتّها ويغلقان الباب خلفهما بنفس عميق
زفرّ براحة عميقة لمّا وصلا لبر الآمان بعد الإثارة التي حصلت لهم قبل قليل
ليرى توّجه كادي إلى الصالة دون أن تُشعل المصابيح
بل كانت مُعتمدة على الإنارات الخارجية من النوافذ المفتوحة
تبحث بشكل عشوائي ليتبيّن له للتو إصابتها
توّجه لها ليقول بجدية:
وين صندوق الإسعافات؟
رفعت رأسها بصوت أقرب للبكاء
مدري وين راح ، كان بأدراج مكتبة التلفزيون
اقترب ليُبعدها عن مجاله ويُجلسها على الكنبة
ليفتح أدراجها واحدًا تلو الآخر ويُصادف الصندوق الأبيض
مشى لها ليسحب الطاولة الخشبية برجله ويجلس عليها أمامها
أنزل يديها وهو يبعد القفاز ويُعاين الجرح:
المرة الجاية لو تقابلنا ، أمشي بطريق وأنا بطريق
لأني كل ما أشوفك تصير لي مُصيبة
أخذ القطن ليُمليه بالمُعقم ويبتسم بخفوت على كلامها:
لا والله ؟ الحين من اللي جاء بايزووتر
أنا ولا أنت ؟ قالك راشد أقعد في اكسفورد لين تهدأ الأمور
مد اصبعه ليرفع ذُقنها بخفة ويضع القطن على الجرح
عضّت شفتها بألم عندما تجانس المُعقم مع جُرحها
ليُسبب لها حُرقة ونغزة قوية
مسكت يده لا إراديًا لتُهمس والعبرة تعلو صوتها:
خـلاص
رفع نظراته لها وهو يرى دموعها تملأ عينها
ليُنزل نظراته على ذُقنها بابتسامة خافتة:
الحين عشان هذا الجرح الصغير بتصيحين؟
صدق إنك دلوعة!
همست بخفوت:
يبي له قطب ؟
هزّ رأسه بالنفي ليُبعد القطن ويُخرج لاصق جروح:
لا ، الجرح بسيط جدًا بس عميق شوي!
هذاني عقمته بس انتبهي لا يلحقه ماي وحاولي تغيرين اللصقة كل يوم!
وضع اللاصق ليبتعد بعد آخر كلمة قالها للخلف
وهو يتّجه إلى الباب وينظر من خلال العدسة السحرية:
بتصلّ في راشد يشوف لي حل للبلوة هذه
ولازم أغيّر الشقة اللي كنت فيها لأنهم الأكيد عرفوا مكان
أشعل الإنارات بعد أن لمح بأن لا أحدًا يمر من أمام الشقة
ليعود ويقف أمامها ويقول بجدية:
بس وش رأيك بخصوص اللي قلته عن الرُقاقة؟
تنّهدت وهي تقول بضيق:
وأنت تتوقع إنك تقدر تشيلها ببساطة؟
أول ما وصلت لندن أغمى علي من الخوف والتعب والبرد
لأني كنت طالعه من الحادث اللي أنت خابره
صحيت بعد فترة بمكان غريب مادري وش هو بسبب خدري
بس حاسة الشم عندي ما خيبّت الظن
لأن كنت أشم ريحة مُستشفى ومعقمات
كتّف يده ليقول بتفكير:
يعني تقولين إن الرقاقة زرعوها بعملية ؟
أمالت رأسها بعد إدراك:
يمكن ليش لا ؟ ما راح أقول عشان يعالجوني من مخُلفات الحادث
لأن إصابتي كانت عبارة خدوش بوجهي
مسح على حاجبه بخفة ليُهمس:
الرقاقة اللي فيكم غريبة شوي ، لأن هالأيام الشرطة تستخدم
رُقاقة تتبع للمُجرمين أو المدانين من غير تُهمة واضحة
إلا إن طريقة زراعتها بسيطة ! حالها حال اللي يقيس السكر بالجهاز
وغزة إبره فقط ومافيها ألم
زفرّت بضيق من ألمها:
يعني؟
ابتسم هو ابتسامة بانت من خلفها صفة أسنانه:
يعني إذا زرعوها بعملية نشيلها بعملية
كذا ببساطة
اتسعت حدقة عينها بعدم إستيعاب
يستحيل أن يدخلوا للمستشفى
كان سيتكلم ليفسر لها إلا أن عيناه تجمدت
على النقطة الحمراء المرتكزة على فخذه
وفي ثواني معدودة
كان يسقط على الأرض بصرخة متألمة
والدماء تخرّ من فخذه .
سقط على الأرض بوجع لم يتعدى حُنجرته!
هو نفسه ذاك الوجع اللاهب الذي أُسكت وأُخرس كثيرًا بسببه
ليس لأنه جبان عن التعبير لألمه!
ليس لأنه مُتحفظّ بدرجة كبيرة عن مشاعره ! وليس لأنه
شرقي الهوية يكره أن يراه أحدًا ما بألمه فيُصف بالضعيف
بل لأن ما حدث له أرغمه على الصمت القاتل!
أجبره أن يبتلع وجعه في غياهب روحه السوداء التي تفوح رائحتها المُسكرة على سطح جلده
الجلد الذي احترق وبال أمره من علامات الضرب
والحرق وحتى الرُصاص الطائش!
وكعادته الأبدية ، وفي أشد أوقاته صعوبةً وألما ، لم يكن
يهتم سوى بالروح التي معه فقط!
أجبره صوته هذه المرة على الخُروج ليُردف بصوت عالٍ:
نزلــي رأسـك
خلال ثانيتين استطاعت كادي استيعاب مالذي حدث ومشهد سقوطه المؤلم كل ما كان يُشغلها
كانت مصدومة ؛ بل مصعوقة من دهشتها اللامُنتهية
كيف أنهم أصابوا إياد بينما رأسها هي كان خلف النافذة مُباشرة
تقصدّوا إياد هذه المرة ! وجاءت النهاية سيئة.
لأن الدماء التي ينزفها بهذه اللحظة ؟ قد تُميته
أنزلت رأسها بجانب الكنبة بينما زحف إياد على الجدار بعيدًا عن النقطة الحمراء
التي تبحث عن أي منطقة جلدية به حتى تُرديه بدماءه
ونّ بألم لم يسمح له أن يصل لكادي:
إياني وإياك تطلعين رأسك تسمعيني ؟ لا تطلعينه لين أقول لك
تنفسّت بصوت مُضطرب وهذه المرة دموعها خانت قوتّها:
أنت بخييير ؟
عضّ على شفته يُكبت ألمه بعيدًا عن مسامعها ليقول:
بخير يا بابا هي كلها رصاصة دخلت في فخذي
ماني حاس فيها من كثر ما هي مطاطية وتدغدغ
بس أبشرك ما اخترقت جلدي كامل ! نقطة حلوة
صرخت فيه من سُخريته المرة في حقه ، من جنونه وشماتته
حتى في أصعب الأوقات
صرخت من دموعها التي ملأت وجنتيها ومن الدماء
التي تراها بوضوح الآن تسري كنهر دموي قاهر:
إيــاد!
سكت دون أن يردّ على صوتها الباكي الذي لم يُخيب سمعه
لم يكن يراها لأنه يختبي خلف الكنبة
لثواني معدودة وهو يتنفسّ بإضطراب متجلد حتى اختفت النقطة الحمراء
أردف بجدية بالغة:
بدون لا تطلعين رأسك قفلي الستاير ، احذريني يبين رأسك
بعدها ازحفي على الجدار وسكري كامل الإنارات
بســرعة كادي!
بدأت بتنفيذ كلامه بعد صرخته الاخيرة التي تبيّن بها الوجع
لتُغلق الستائر بخفّة وتمشي على الجدار حتى وصلت إلى
أزرار الإنارة لتقبع الشقة في الظلام
وقفت لتقترب منه بسرعة خائفة لتشهق من منظره المُدمي للقلب قبل العين
وكأنه للتو خرج من فُرن مُسبق التسخين على 400 درجة حرارية
حواجبه الطويلة معقودة بشكل قاسي مُخيف
إلا أن معالم الألم التي كانت تراها عندما يتعرضون للضرب
لم تكن تراها في هذا الإنسان المتجلدّ المتصبرّ
أفاقت من صدمتها على كلامه السريع :
سكين وملقط ومعقم وفوطة مع ماي ساخن!
-صرخ عندما لم يرى إستجابتها- حركــي
ولا تبين الشقة تغرق ونغرق حنا وراها في بركة الدمّ هذه
ركضت مُستجيبة لأمره وهي لا تعرف على ماذا ينوي
لتُحضر ما طلبه بسرعة وجيزة
في هذه اللحظة أخرج هو حزام بنطاله ليربطه أعلى إصابته
ليمنع تدفق الدم الخارج منه
جلست بجانبه وهي ترمي الأغراض أمامه من رجفة يديها المتوترة جدًا:
وشـ ش بتسوي ؟ خليني اتصل على الإسعاف
الدم مو طبيعي إياد
مسك السكين ليشقّ فيه بنطاله لينكشف فخذه وتنكشف خلها إصابته الدموية:
ماهو أول مرة أتعرض لضربة في الفخذ!
أخذ الفوطة ويملأها بالماء الساخن الذي لسع أصابع يده ويضعه على الرصاصة علّ الدم يتوّقف
ويُمسك بالملقط الذي أغرقه بالمُعقم ليسمع صرختها عندما علمت بنيّته:
مجنون أنـت تبـي تشيل الرصاصة بنفسك؟
ابتسم بجنون غريب عليها وغريب على شخصيتّه:
تبين درس في الطب ؟حاضر
الدم هذا له سببين إما إن الأوعية الدموية في رحمة الله
أو إن الرصاصة اخترقت الشريان الوركي المرتبط بالشريان الأورطي
لو رحنا للسبب الثاني فعندي تقريبًا أقل من ٢٠ دقيقة قبل لا أموت
فاسكتي خليني أشوف شغلي!
ارتجفت شفاهها ببُكاء صاخب عندما ذُكر الموت على لسانه
تخشاه وتكذب على نفسها إن قالت أنها لا تخشى الموت:
وش دخـل ؟
صرخ بوجهها وهذا الألم أصبح لا يُطاق بالنسبة له:
يابنتي الشريان الأورطي مرتبط بالبُطين الأيسر بالقلب
يعني كلمة زيادة منك راح يسبب لي هبوط حاد في الدورة الدموية وبعدها ابتلشي فيني وبجثتي - ليصرخ بصوت اعلى-
عطيني مقفاك ولا تلفيّن مهما سمعتيني أتوجع!
التفتت لتُعطيه ظهرها وهذه الصرخة أبكتها ودمرّت حصونها الصابرة
لينزع إياد قفازه الباقي بأسنانه ويضعه داخل فمه
لكي لا يكسر أسنانه من شدة ألمه
فبعد قليل سيقول بعملية جراحية بدون أي مخدرات أو مُسكنات ألم
وبتهوّر وحرفيّة منه كأنه طبيب تعودّ على إجراء هذا النوع من العمليات
أدخل الملقط المعقّم بداخل جلده ليكتم نفسه من الألم الفظيع
أدخله حتى شعر أنه احتك بالرُصاصة ليُمسكها ويبدأ بسحبها
رويدًا رويدا ! وهو يشعر أن المستقبلات الحسيّة بفخذة
قد شارفت على الإنهيار
بعد اقل من ٥ ثواني سمعت كادي تنفسه المضطرب
لتلتفت له بقلق تفاقم في قلبها لتتوسع عيناها
وهي تراه مدلي برأسه على الجدار والرُصاصة بجانبه
يداه مُمتلئة بالدم وعيناه تُغمض وتفتح
شهقت لتقترب منه بصرخة :
إيـاد أنت بخيـر ؟
شعرت فيه يُمسك عضدها بقوة ضعيفة!
ليقترب من أذنها وهو يُهمس بنَفس:
دكتور زاك ، رقمه في أول القائمة!
اتصلي فيه
-
-
-
-
-
-
أنت تقرأ
ما علموك إني ابن هالصحراء ، وإني شرقي الهوية والهوى
Mystery / Thrillerتُختطف كادي من أرض السعودية بحادث مدبّر وقبلها اُختطف ٥ آخرون من دول الخليج الخمسة يلتقون في لندن مدينة الضباب .. ليصبح هدفهم واحد ( حماية الخليج من كيد المتربصيّن ) - بالإضافة إلى الدكتور إياد .. الذي يهرب من السعودية إلى مانشستر ، طمعًا في نسيان ا...