رن هاتف المنزل، تحرك فى بطيء وتثاقل نحوه، وما أن رفع سماعة الهاتف ليجيب، الا أنه اسقطها وسقط بعدها مغشيا عليه.
كانت زوجته تعد الطعام وعندما سمعت سقطته على الارض، هرولت مسرعة الى الخارج.
سماعة الهاتف متدلية إلى الاسفل، زوجها ملقى على الارض ووجههه تكسوه الزرقه، وانفاسه بطيئه.راحت تصرخ طلبا للمساعدة، لعل أحد الجيران يسمعها وهي تحاول بكل الطرق أن تعيده الى وعيه.
صوت صفيرٍ فى سماعة الهاتف يعلن انتهاء المكالمه، وانفاس بطيئة اوشكت على الانتهاء.
سمع الجار صراخ السيدة فخرج مسرعا ليرى ماحدث وما سبب هذا الصراخ والنحيب.
وحين حضر وبعد عدة محاولات، استعاد الزوج أنفاسه.سألته زوجته فى قلق وترقب ماذا حدث لك؟
أخبرها فى صوت متحشرج إنه الهاتف.الاب: لقد أخبرني أحدهم في الهاتف أن حادثا أصاب أبننا.
الام: بني! ما الذي أصاب حسين؟
_لا أدري! لقد أخبرني بذلك وانقطعت حرارة الهاتف
ومن إثر ما سمعت سقطت على الأرض مصدوما هكذا، ولا أعلم ماالذي اصاب حسين وأين هو الأن؟
الأم ربنا يستر
سكنت الحيرة والقلق فى أرجاء المكان، بين ثنايا جدرانه وجوانبه.
تُسارع الأم إلى الداخل وهي لاتدري ماذا تفعل هل تخرج لتبحث عن ابنها فى الطرقات والمستشفيات المجاوره
أم تنتظر إلى أن يأتيها خبر أخر من مكان احتجازه.
تهم أن تخرج باحثة عنه ثم تعود تفكر فى حال زوجها المقعد المريض هذا، كيف تتركه هو الاخر وحده دون عناية، فى ظل تلك الحالة الصحية المتردية التى قد أصابته وزادت من سوء حالته تلك الفاجعة التى لحقت منذ قليل.أخيرا قررت أن تذهب لتبحث عنه وحين همت بالخروج سمعت وقع اقدام واصوات على باب الشقه.
فتحت الباب فإذا بولدها يحمله زملاءه يتوكأ على كتفيهما، كُسرت قدمه اليمني أثر حادث سيارة مسرعة صدمته وهو يعبر الطريق من جانب الى آخر.
...
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
Casualeحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.