عيادة الدكتور نادر الطيب

7 2 2
                                    

أثناء عودتي من العمل ليلا ، وقبل وصولي إلى البيت رن هاتفي الجوال،.
إستيقظت من غفوتي المعتادة في المواصلات، أنا كثير النوم عادة أثناء سفري ليلا، وخاصة إذا كان الميكروباص مريحا في كراسيه.
أخرجت الهاتف من جيبي ونظرت إلى شاشته من الذي يتصل.... إنه أخي فضل...

: الو خير يافضل
فضل: انت فين؟
انا في المواصلات ايه اللي حصل

فضل : فاضل قد ايه وتصل البيت
: اخلص يا ابني في ايه
فضل: لامفيش؛ أبوك تعبان شويه وقولت اشوفك فين عشان مش راضي يروح معانا نكشف عليه

: طيب تمام انا خلاص قربت أوصل  ممكن بعد ربع ساعه أكون في البيت.

أغلقت الهاتف وتبدل النوم وصداع الرأس بحيرة وقلق وتوتر وضجر، ليلة خميس أخرى ضائعه، يا لحظك الجميل يا منصور.

تنادي على السائق وترجوه أن يزيد سرعته بعض الشيء، فلا حاجة أن يسير ببطيء هكذا كأنه على قشر بيض يخاف أن يكسره

رد السائق في شيء من الغضب نافرا؛ في التأني السلامة يا استاذ.

نعم فى التأني السلامه،ولكن اذا كان يتسابق أنت مع احد زملائه فى الوصول الى الموقف اولا ليحجز دور ستكون سرعته كالبرق مثلا،وهنا سيخبرك بأن كل شيء بقدر.
اسقاط للحكمة فى مواضعها حسب مايريظ وليس حسب مواضعها الاصليه.
حسنا علي ان اصبر بعض الوقت فلقد هان الوقت وانقضى الطريق لم يتبقى منه الا اليسير.

وصلت الى امام البيت  ،ودلفت الى الداخل فإذا بالجميع فى حالة من الحزن والكآبه
قالت لى أختي
خلود: حمد الله على السلامه يامنصور،اباك مريض بالداخل يكتم ألمه حتى لا تخبره بالذهاب الى الكشف هو لن يطمئن الا بذهابك أنت معه،لن يسمع لحديث أحد منا،عليك اقناعه بالذهاب،كتمانه للالم هكذا فى كل مره قد يصيبه بشيء خطير،ونحن فى غنى عن ذلك.
:تمام ياخلود ساعمل على ذلك  ولكن أين هو الان
خلود: انه فى غرفته.
ذهبت الى غرفة أبي،طرقت الباب،واخبرني والدي بالدخول.
دلفت الى الداخل ثم جلست جواره،سلمت على والدي وقبلته من رأسه كعادتي.
كيف حالك ياأبي
:انا بخير والحمد لله  مغص بسيط كدا وراح لحاله
:يعني خلاص مش تعبان ولا اى حاجه
:لا شويه صداع وكحه «سعال» بتروح وتيجي على فترات كدا وسخونيه بتيجي من بعد المغرب وبتنزل  لما باخد المسكن.
:تمام يا أبي الحمدلله على كل حال،ولكن علينا الاطمئنان،والاخذ بالاسباب،ولا نتواكل لان الاخذ بالاسباب سنه،ولو لم يكن كذلك لما جعلها الله.
سنذهب الى عيادة الدكتور نادر،انت تعرفه وترتاح اليه.
:حسنا يا منصور يا ابنى،اللى تشوفه طالما هنروح للدكتور نادر مفيش مشكله.
: هطلع ابدل ملابسي واغسل وجهي من اتربة الطريق والغبار ثم نذهب سويا.
خرجت ذاهبا الى شقتى فى الدور الأول لابدل ملابسي،قابلتنى اختى خلود واخبرتها بما جرى،رغم حضورها كل الحديث ولكن حتما كعادتها تسألك بعدها،إيه اللى حصل!

يتبع

أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن