دق جرس المدرسة معلنا انتهاء الحصة الاخيرة لليوم الدراسي.
فرح التلاميذ وجمعوا كتبهم ودفاترهم وباقى متعلقاتهم فى حقيبة الظهر، وبدأوا فى الخروج من بوابة المدرسه كل فى طريقه الى بيته.كنت أنا وبعض من زملائي فى الفصل من منطقة واحد جيران سكن فى القريه.
كانت منازلنا تبعد مسافة طويلة بعض الشيء عن مدرسة القريه الكائنه على حدود القرية من ناحية الجنوب.
خرجت وزملائي نسير على اقدامنا فى الطريق المؤدي الى أماكن منازلنا فى الجهة الاخرى من القريه، طريق على جانبيه اشجار النخل، والحقول الاخري من البرتقال والمانجو، وحقول الخضراوت، والقمح والبرسيم والذره على طول الطريق، كنا نسميه (السكه أو المشايه) دلالة على أنه طريق اقتطعه الاهالى من حقولهم ليستطيعوا المرور كلٌ إلى حقله، تقاسموا فى انشائها، كلٌ تبرع بجزء.
ضيقة بعض الشيء ولكنها تكفى لمرور المشاة من الناس وعربات الكارو المحمله بما تتطلبه الحقول.
كنا نسير على هيئة مجموعات نشبة اسراب الطيور فى السماء، نلهوا ونلعب ونضحك، كما تترائى لنا الطيور فى السماء تحلق وتغرد،ثم نهبط جميعا تحت شجرة التوت ذات الافرع المتدليه والممتلأة بثمار التوت الناضجه، نأكل التوت ثم نمضي فى طريقنا نحو العودة الى منازلنا.
فى ذلك اليوم أمسكت بعصىًٰ كانت على جانب الطريق، العب بها فى الرمال اثناء السير ، ارسم بها حروفا، أجرها خلفى لترسم خطا مموجا، اغرزها فى حافة الخزان الممتد على جانب الطريق لتسقى منه الحقول، اغرزها فى الطين مره، وارسم بها خطا مره، ومرة أخرى أناوش بها زملائي مازحا. نجرى وراء بعضنا البعض ، نتوقف قليلا، نتسابق فى الوصول الى خط رسمناه امامنا.
ولكني تأخرت خلفهم عدة أمتار عندما شاهدت لونا أصفرا لامعا على جانب خزان المياة (قناة صغيره تنقل المياه على رأس الحقول بامتداد الطريق)
مسكت عصاى واخذت احركها فى المكان الذي لمحت فيه طيف هذا اللون الاصفر اللامع تحت اشعة الشمس، ناديت زملائي ليلقوا نظرة معي، وحين لحقوا أخبرتهم بما رأيت ثم بدأت احرك العصى يمينا ويسارا بين العشب والحشائش على جانب الخزان لأرى ذلك الشيء اللامع.
واثناء البحث وعلى حين غرة، علت اصوات من حولى صراخا لأنتبه لما أمامي .... إنه ثعبان 🐍 تسمرت مكاني ولم استطع الحراك لثواني وحين حاولت الجري فوجئت ... بيد أمي تمسح وجهي وتوقظني فى الصباح حتي لا اتأخر عن المدرسه، ابتلعت ريقى وأخذت شهيقا عميقا وأخرجته،واضعا كفى على وجهي ؛لقد كان حلما آخر.
تمت.
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
Rastgeleحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.