بعد الحادثة، أصبح والده يقوم بدور الأب والأم معا رغم أن سطوة الصدمة كانت قادرة على أن تخسف ما تبقى له من أمل في الحياة، مرارة الحدث ارقت صحواه ومنامه الا انه لم يترك ابنه الوحيد دون عنايه.
من الصعب علينا نحن الرجال ولكن ليس من المستحيل أيضا أن ترعى شؤن منزلك على غير تعود منك، أن تطهو الطعام وتعده وتهتم بطفلك الصغير الذي لم يتجاوز عمره السابعة.
من الصعب أن تمارس فنون الطهو دون تجارب سابقه، كل تجاربك السابقة كانت في توفير مايكفي من نقود تكفي أسرتك حاجتهم المادية، وكان ذلك يرفع المعنويات جيدا، كانت تلك نظرتك للحياه.
لذلك عزيزي القاريء إذا كنت من الرجال عليك أن تتدرب قبل زواجك على القيام بكل أعمال البيت أن لم تصادف ذلك في سكن الطلاب أو في رحلات الشبابيه مع الأصدقاء أو في فترة تجنيدك، حتما ستحتاج إلى تلك الخبرات ذات يوم، وحتى لتصبح مجبرا على التغيير المفاجئ جهز نفسك من ذي قبل.من المفترض في مثل تلك الأوقات العصبيه التي تمر بها، إن كانت جدته على قيد الحياة كانت سترعي شؤنه، وتحمل عنك ذلك العبء الثقيل، ولكن أنت لها سيمر كل مر، وسيكبر طفلك صبيا ويشتد عوده شبابا ليكون عضدا لك وسندا في الحياه،أنت تأمل ذلك.
لقد استر الحال لشهر كامل وبدت عليك بوادر الضيق والضجر لكنك لن تيأس ولن تقنط، ولن تغير شيئا مما حدث إلا انك مجبر على أن تواصل ما تفعل، تحمل في الصباح ولدك إلى مدرسته، ثم تمر إلى المستشفى تتابع عملك، وتذهب في وقت خروج ابنك من المدرسه وتعود به إلى حضانة المستشفى حتى تنتهي من ورديتك وتعود للبيت لتتابع شؤنه الباقيه.
الان علمت وتيقنت أن دور الأم والزوجة لا يقدر بثمن، إلا أنه قد فات الاوان على ذلك ولم يكن بيديك حيلة حيال الأمر الذي قد حدث.
تسائل نفسك وماذا بعد؛ تلك الفرقة الدائمة والغياب المزمن.
هل ستصمد وحدك في مواصلة ماتفعل!؟
أم ستحتاج إلى من يعاونك...
لم يعد هناك أمل... يسكنك الخوف والقلق من أن تحضر أمرأة جديده، لا تتحمل مسؤولية طفل كولدك هذا، أو أن تعامله معاملة سيئة، فلاي جد حنان يضاهي حنان الأم، حتى وإن كانت لاتستحق لقب الأم والزوجه.تحزنك الذكريات وترهق انفاسك، تؤلمك سحات الدمع في عينك، إمسح دموعك لاتسكن الماضي، ودع مايؤذيك، أهجر أماكن القديمة كلها، ودع الأحزان تمضي إلى النسيان.
هل حقا ستنسي ما أصابك... وهل تتذكر ماحدث.
أم أنك مازلت في تيه من الصدمه...... يتبع....
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
De Todoحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.