اليوم هو الخميس الموافق 25من شهر يناير
كعادتى بعد اسبوع شاق من العمل فى القاهره
اذهب الى محطة القطار متجها الى بلدتى البعيده عن العاصمه فى اقصى محافظة البحيره، ذهبت الى محطة مصر انتظر القطار على رصيف القيام الذى تنطلق منه الرحله
نعم هى رحلة كما يسمونها هنا فى محطة مصر(رمسيس)رصيف رقم 11 الخاص بقطار ايتاى البارود.على الساده الركاب المتوجهون الى ايتاى البارود الانتظار على رصيف رقم 11 قطار رقم386
سيغادر فى تمام الساعه السادسه وعشرون دقيقه.حملت حقيبتى وتوجهت الى الرصيف مسرعا
حتى اظفر بكرسي جيد بجوار النافذه
كي أرى المناظر الجميله التى يمتلىء بها طريق السكة الحديده على الجانبين وسط الاشجار والمياه
و اسرح بعيدا عن زحام القطار وما به من مضايقات واصوات مزعجه.جلست مقعد فى وسط العربة الثالثة من الامام ووضعت حقيبتى اسفل منى فكل الحوامل(ارفف خشبيه أو من الحديد،او النحاس) التى تضع الحقائب عليها فى هذه العربه قد تم سرقتها كالعاده اثناء مبيت القطار فى محطات منعزله عن البشر لا يوجد بها سوى العاملين فى المحطه فقط كعادتهم.
بدأ الناس تصعد الى العربه واوشكت على الامتلاء
الا ان هناك مقعدين بجوارى فارغين من الركاب، تحسست الهاتف فى جيبى واخرجته ووضعت سماعة الاذن وبدأت استمع الى بعض اغانى حمزه نمره، تذكرتى رايح جاى و على باب الله و هيلا هيلا
ويامظلوم وباقى الالبومو طبعا المقطوعات الموسيقيه الهادئه لعمر خيرت وبيتهوفن ليكتمل معها الشرود بعيدا عن كل ما يحيط من ضوضاء، وبدأت فعلا بالانعزال عما حولى
وقد اقترب القطار على مغادرة المحطة الرئيسيهبالطبع هو متأخر عن معاده بضع دقائق
لا يوجد جرار(قاطره للسحب) ليقطر العربات مثل كل مره
كما يقولون عن هذا الخط خارج نطاق الخدمة الادميه الا انه يفى المطلوب أن تصل الى بلدتك او منها الى محل عملك.لا يهم كم من الوقت سيضيع ربما تستغله فى سماع الموسيقى او قراءة الكتب او مراجعة بعض المواد او حتى مغازلة من تصادفها
او حتى ان تغلق عينيك نوما لنصل الى وجهتنا
المشكلة هنا فى برودة الجو شتاءا وشدة الحرارة صيفا
وغيرها من المشاكل التى لا داعى لذكرها
الساعه الان السادسه ونصف
صوت القطار المزعج يعلن تحركه
كنت انظر عبر النافذة فى شرود مع الموسيقى التى مازلت اسمعها واضعا اصبعى على اذنى حتى لا اسمع غيرها
والتفت حينما غادر القطار لانظر بجوارى من جلس فى المقاعد الاخرى
اذا بعينى تسمرت فى نظرتها
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
De Todoحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.